
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
في برنامج موسمه الثقافي2024
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
ضمن برنامج موسمه الثقافي 2024، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة متخصصة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية، وذلك بوصفها هدفاً سامياً، وهي القوة التي تربط أفراد المجتمع، وينبغي تعزيزها بالمواهب الإبداعية وبالرموز الوطنية الإماراتية، وذلك مسؤولية الجميع، وأكدت الندوة أنه في مقدمة المبدعين يأتي قادة دولة الإمارات العربية المتحدة العظام الذين يسطرون الإنجازات الكبرى، وهم يسيرون بالوطن نحو مستقبل يكون فيه بين أكثر دول العالم تقدماً، وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل أن يكون أولئك الرموز الذين نفخر بهم في مقدمة المبدعين الذين نعزز بسيرهم الرائدة هويتنا الوطنية لدى الأجيال.
افتتحت الندوة الأستاذة إيمان البريكي من الأرشيف والمكتبة الوطنية فأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفخر برموزها وبالمبدعين والمبتكرين من أبنائها، وأن تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية إنجاز وطني بنّاء يزيد الطلبة اعتزازاً بماضيهم وفخراً بحاضرهم، ويهيئ للنشء القدوة الحسنة، ويشجعهم ويحفزهم على طريق الإبداع بما يصب في مصلحة الوطن.
شاركت في الندوة كل من السيدة أسماء إبراهيم البلوشي أخصائي تحسين تعليم في قطاع تطوير التعليم بدائرة التعليم والمعرفة، والسيدة ليندا إبراهيم ونوس مديرة مشاريع إثراء الفنون، بقطاع تمكين المواهب في دائرة التعليم والمعرفة.
استهلت السيدة أسماء إبراهيم البلوشي الندوة بحديثها عن دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة المحوري على صعيد تعزيز الهوية الوطنية عبر مبادراتها ومشاريعها التي تهدف إلى ترسيخ القيم الوطنية والثقافية.
ثم تطرقت إلى أسباب قلة وعي النشء بالهوية الوطنية، وأعادتها إلى التأثيرات الخارجية، وقلة التوعية، وقلة الأنشطة الموجهة، وأكدت أهمية توعية الأبناء بالهوية الوطنية بالتركيز على التاريخ المجيد، والثقافة والتقاليد العريقة، والحفاظ على اللغة العربية، والقيم والمبادئ والرموز الوطنية، ثم تناولت العناصر الأساسية لتوعية الجيل بالهوية الوطنية؛ فركزت في القصة المصورة “أنا من الإمارات” التي تعرّف الأطفال بالإمارات ومعالمها التاريخية، ثم سلسلة “هويتي سر حضارتي” التي تتضمن قصصاً تراثية عن الهوية الوطنية الإماراتية، وقصة “أنا إماراتي” التي تهدف إلى تعليم الأطفال أسماء الإمارات السبع، وما تشتهر به كل إمارة.
وتحدثت البلوشي عن تقييم الهوية الوطنية في المدارس الخاصة، وعن قصة مبادرة مجالس الأحياء المبتكرة ودورها الكبير في تعزيز الهوية لدى الطلبة، وعن منهج السنع وغيره.
بعد ذلك سلطت السيدة ليندا ونوس الضوء على برنامج الهوية الوطنية في الفنون “وطني إبداعي” والذي تكمن أهميته في الفنون بوصفها مرآة ثقافية تعكس التقاليد والتراث والقيم الإماراتية، كما يعزز الشعور بالانتماء للوطن.
وأشارت إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى الطلبة، ويرسخ فهم الطالب بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وقيمها وثقافتها، ويعرض مهارات الطلبة الفنية، وأشارت أنه للبرنامج محاور عديدة منها: الفنون الجميلة، والفنون الأدائية، والفنون الأدبية، والحرف والفنون التراثية، والفنون الرقمية.
وتحدثت ونوس عن مبادرات البرنامج وما يقدمه للطلبة، وأشارت إلى أن العديد من المبدعين الإماراتيين شاركوا فيه، وفي مقدمتهم: نجاة مكي، وعبيد سرور، وعزة القبيسي، ومحمد الاستاد، وغيرهم… وغيرهم.
والجدير بالذكر أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد نظم العديد من البرامج والمبادرات التي تعزز المواهب الإبداعية للطلبة في الكتابة والمسرح وغيرهما، والتي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة افتراضية حول بناء المجموعات المكتبية الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها الشعبي، وذلك تكاملاً مع الجهود التي يبذلها في بناء مجموعات المكتبة الوطنية، وانطلاقاً من اهتمامه بإثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وقد أكدت المحاضرة التي قدمها سعادة فهد المعمري رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات- أن المكتبات وما تحويه من أرفف تضم عشرات الآلاف من العناوين المتنوعة في كافة العلوم والمعارف بتصنيفات مختلفة، وبناء المجموعات في كل مكتبة يعتمد على السياسة الموضوعة لتنمية المجموعات، ومنها بناء مجموعات خاصة لدولة الإمارات والتراث الشعبي.
وركزت المحاضرة على أهمية التراث الشعبي الإماراتي، وتوفير المحتوى الإماراتي في هذا المجال تحت سقف واحد؛ ليكون مرجعاً محفوظاً للباحثين، وبمتناول أيادي الجميع.
هذا وتضمنت المحاضرة المحاور التالية: أهمية مكتبة التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء المجموعات الخاصة بكتب دولة الإمارات، وموروث الثقافة الشعبية، وبيبلوغرافيا التراث في مكتبة التراث الشعبي، ودور الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية في بناء المجموعات.
وعن أهمية مكتبة التراث الشعبي قال المعمري: إنها الوعاء المعرفي الكبير للتراث، الذي يضم آلاف الصفحات التي تُعنى بكل أطياف وأشكال التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن وجود مكتبة مختصة بالتراث يثري حجم المادة المطبوعة المتواجدة في مكان واحد، وتسهل على الباحثين الوصول إلى المراجع والمصادر المطلوبة، ومن جهة أخرى فمكتبة التراث تشكل النواة الأولى لكتاب التراث الشعبي، وبداية نمو المعارف والعلوم الخاصة به لدى المهتمين والمختصين، وتطرّق إلى تصنيفات التراث الشعبي في المكتبة المتكاملة التي ترفد روادها بجميع المعارف في مجال التراث الشعبي الإماراتي، وذكر أكثر من أربعين تصنيفاً في ببلوغرافيا مكتبة التراث الشعبي الإماراتي، ذلك إلى جانب الموسوعات التراثية، وذكر المحاضر أساليب وسبل جمع التراث الشعبي الإماراتي المتوفر في المكتبات بأنواعها، وفي وسائل الإعلام وغيرها.
وقال السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية: إن ما قدمه الأستاذ فهد المعمري يوضح معالم الطريق أمامنا في سبيل بناء مجموعات خاصة في جميع التصنيفات، وكل تصنيف على حدة، ولكن على أن نربط بشكل علمي بين مقتنيات المكتبات داخل الدولة، حتى لا تتكرر المراجع والمصادر في جميع المكتبات فتأخذ حيزاً كبيراً على حساب غيرها في التخصص نفسه أو في غيره من التخصصات، وسيكون ذلك تحت إشراف المكتبة الوطنية.
وأضاف: إنني أثمن عالياً جهود الأستاذ المعمري في رسم الخريطة الملائمة تماماً لمكتبة التراث الشعبي الإماراتي، وهذا ينمّ عن حسه الوطني العالي تجاه تراثنا الشعبي الذي يعد جزءاً من هويتنا، وهو موروثنا الثقافي الذي نفتخر به، وعلينا حفظه للأجيال القادمة، وتيسير الوصول إليه وإتاحته للباحثين والمختصين لأنه الجزء المهم في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على جزيرة دلما.. ماضيها العريق وحاضرها الزاهر
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على جزيرة دلما.. ماضيها العريق وحاضرها الزاهر
استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية جوانب في تاريخ جزيرة دلما أكد فيها أنها من أقدم المواقع التي استوطنها البشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويرجح أنها كانت آهلة منذ ما يقارب 7000 عام، وهذا ما أكدته الاكتشافات الأثرية التي عثر عليها في الجزيرة.
وبعد أن تحدثت المحاضرة الافتراضية التي قدمتها الأستاذة شرينه سعيد القبيسي عن موقع الجزيرة في جهة الغرب من إمارة أبوظبي في الخليج العربي، وأن الجزيرة قد اشتهرت في الماضي بإنتاجها الغزير من اللؤلؤ نظراً لقربها من مغاصات اللؤلؤ؛ حتى أن عدد سكانها كان يتزايد في موسم الغوص؛ حيث ينضم إليها القائمون على سفن الغوص وتجارة اللؤلؤ، واشتهرت كمركز تجاري هام.
وعرضت المحاضرة مجموعة من الصور لبعض المناطق في الجزيرة، وسبب تسمية الجزيرة، وأول ذكر لها في الكتب والوثائق، ثم قدمت شرحاً مفصلاً لأهمية جزيرة دلما التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ، وتتوفر فيها المياه العذبة، ويستخرج منها المغر (أكسيد الحديد)، ثم ذكرت الأحداث التاريخية التي حدثت على أرض الجزيرة، ووثقتها المرويات الشفاهية، ومنها الأوبئة والأمراض وكيفية تعامل أهل الجزيرة مع هذه الحالات كالإصابة بالجدري، وتعرض الجزيرة لأسراب الجراد.
وسلطت المحاضرة الضوء على أهم المباني الأثرية في الجزيرة كالمساجد والبيوت، واختتمت المحاضرة بما لاقته جزيرة دلما من اهتمام القيادة الرشيدة؛ حيث أضحت مدينة كاملة الخدمات من جميع النواحي ومن ضمنها الاهتمام بالآثار، وترميم المباني التراثية، وتزويدها بالمرافق الصحية والتعليمية، وقد أعيد افتتاح متحف دلما التاريخي عام 2023، وتشهد الجزيرة مهرجاناً تراثياً سنوياً.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل التحضيرات اللازمة للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للتاريخ الشفاهي.
مشاركون من دولة الإمارات العربية المتحدة وأمريكا وأستراليا والبرازيل
الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل التحضيرات اللازمة للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للتاريخ الشفاهي.
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية التحضيرات التي يتطلبها مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي “مرويات” والذي ينعقد في 11 نوفمبر 2024 تحت شعار: “ذاكرتهم تاريخنا.. مناهج الاستدامة وحفظ المعرفة في التاريخ الشفاهي”، بحضور مشاركين من إحدى عشرة دولة، ويأتي هذا المؤتمر ليتكامل مع النسختين السابقتين فيسلط الضوء على أهمية التاريخ الشفاهي كوسيلة ذات منهجية فعّالة لتسجيل وتدوين وحفظ الذاكرة الشخصية وما شهده الراوي أو عاصره من أحداث تاريخية طواها الزمن، وبذلك فإن التاريخ الشفاهي يعدّ مصدراً مهماً في رصده للأحداث التي غابت عن التاريخ المكتوب والروايات الشفاهية من أهم مصادر تاريخ الأمم والشعوب.
يشارك في النسخة الثالثة من مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي باحثون وخبراء أعدوا بحوثاً متخصصة، وأوراق عمل في المحاور التالية: “اللؤلؤ.. مصدر الغموض والصفوة والجاذبية”، و”التعلم والإرث المتبادل بين الأجيال”، و”ارتباط الهوية الوطنية والتراث بالموسيقى الشعبية”، و”مناهج استدامة التاريخ الشفاهي.. نماذج من ثلاث دول”.
وعن النسخة الثالثة من مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: “لقد أثبت مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي أهميته العلمية والثقافية، لذلك فإننا حريصون على أن يواصل انعقاده سنوياً، وقد اعتمد الأرشيف والمكتبة الوطنية على مرويات كبار المواطنين والمقيمين في استكمال الصفحات والفجوات التي غابت عن تاريخ الإمارات المكتوب، وغنيٌ عن البيان أن مقابلات التاريخ الشفاهي الثرية بالمعلومات التاريخية الدقيقة قد وثقت مراحل تطور الدولة، ولذا فإن النسخة الثالثة من المؤتمر تعد إضافة مهمة لأنها تؤكد أهمية الدور الوطني الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية في تدوينه لوقائع الحياة في الماضي وإتاحتها للباحثين والطلبة وحفظها للأجيال حتى يعرفوا ماضيهم ويسيروا بثقةٍ وثباتٍ نحو المستقبل”.
وأضاف: إننا ونحن نحتفي سنوياً بتنظيم مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي نؤكد أن هذا الاحتفال تتويج لما حققناه على مدار عام كامل في هذا الميدان، ولعلّ ما يؤكد ذلك في النسخة الحالية أنها تشهد إطلاق المجلد الرابع من سلسلة “ذاكرتهم تاريخنا”، وجميعنا يعلم أن هذه السلسلة هي حصيلة توثيق المرويات الشفاهية وتحويلها من صيغة اللامادية إلى الكتابة الرصينة التي تجعلها مرجعاً يعتمد عليه الباحثون في التاريخ والتراث الثقافي، وقد استطاع المؤتمر أن يبرز أهمية التاريخ الشفاهي ودوره في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وأكد سعادته أن الأرشيف والمكتبة الوطنية حريص على استدامة عناصر الهوية الوطنية، ومرويات التاريخ الشفاهي تعمّق فهم النشء لتاريخ الإمارات وتراثها العريق مصدر فخرنا واعتزازنا.
ومن جانبها لفتت الدكتورة عائشة بالخير، رئيسة فريق التاريخ الشفاهي واللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أهمية هذا الحدث، قائلة: لقد أصبح مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي من المؤتمرات السنوية التي يحرص الأكاديميون والباحثون على المشاركة فيه، وحضوره للاستفادة من معارف الخبراء والمختصين، ولاكتساب المهارات التقنية، والاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب والمعايير المعمول بها دولياً، ومعرفة الحقوق والواجبات والمنهجيات الفعالة.
ومما يزيد في أهمية هذا المؤتمر الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية دوره على صعيد الخدمة المجتمعية؛ إذ يُسهم في نشر ثقافة التدوين والمحافظة على الوثائق، كما يدعم رفع مستوى الوعي الخاص بمعالجة المعلومات وكيفية فرزها وتحليلها وكتابتها حتى تتحقق استدامة الاستفادة منها في المستقبل.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري
ضمن مشروعه “ترجمات”، وبرؤية معاصرة استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري، منذ بدايات اهتمام العرب بحركة الترجمة في العصر العباسي، وإسهاماتها في تأصيل منظومة القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة حوار الحضارات بين الغرب والشرق، وكشف عن تغلغل القيم الإنسانية الغربية التي تمخضت عنها عمليات الترجمة والنقل داخل نسيج الأدب العربي.
وأكد البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي أمعن في تاريخ الترجمة وواقعها الحالي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً جبارة على صعيد مدّ جسور التواصل الثقافي والحضاري والإنساني بين الشعوب والحضارات معتمدة على أقوى هذه الجسور وهي الترجمة لما لها من دور في إثراء الحوار الحضاري بين الشرق والغرب.
وأشار في المحاضرة -التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية بعنوان: ” دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية والحضارية: رؤية معاصرة”- إلى دور الأرشيف والمكتبة الوطنية على هذا الصعيد وعبر ما يقدمه في مؤتمر الترجمة الذي ينظمه سنوياً، وفي الإصدارات والبحوث المتخصصة التي يترجمها ويثري به مجتمعات المعرفة وهذا يأتي في إطار رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذه المرحلة.
وأكدت المحاضرة أن حركة الترجمة قد شكلت رافداً من روافد الفكر الإنساني العابر للثقافات والحدود، وهي تشكل رسالة مثاقفة وحوار وبناء جسور بين الحضارات والثقافات؛ فالترجمة لم تعد مجرد مسألة أسلوبية ولغوية وإنما صارت مسألة حضارية وثقافية لا يمكن بدونها الانفتاح على الآخر.
واستعرضت المحاضرة -التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- أهمية الترجمة في التاريخ العربي الإسلامي؛ مشيرة إلى أن الترجمة في العالم العربي ليست ظاهرة حديثة ولكنها متجذرة بعمق في الثقافة والتاريخ، فقد سبق للجاحظ أن تحدث عن أساسيات الترجمة، وسمات المترجم البارع مؤكداً أهمية إلمام المترجم باللغتين المنقول منها والمنقول إليها.
وسلط البروفيسور جوهر الضوء على أهمية الترجمة في حوار الحضارات، وعندما جاء المستعمر الغربي إلى بلاد الشرق كانت النظرة مزدوجة إلى الغرب المستعمر بين كراهية جبروته العسكري والإعجاب بمنجزاته الحضارية، ولذلك كان هناك حواراً حضارياً؛ إذ تأثر أدب الحداثة العربي بترجمة الآداب الأوربية إلى العربية، ولذلك فقد تلاشى العداء للغرب، وتم استبدالها بالميل للمشاركة في المشروع الثقافي الغربي وذلك بفضل الترجمة، وبفضلها أيضاً تمكن شعراء الحداثة العرب من الاطلاع على التراث الأدبي الأوروبي الذي انعكس على أشعار بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور، ومحمد الماغوط، وأدونيس، ومحمد مصطفى بدوي وغيرهم، وعلى سبيل المثال فقد شكلت ملحمة “الأرض الخراب” للشاعر تي إس إليوت رافداً إبداعياً للإلهام.
واختتمت المحاضرة بتأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود في هذه المرحلة أكبر حركة ترجمة معرفية تبتغي منها النهوض بالعمل الثقافي وتعزيز الانفتاح على ثقافات الشعوب، وهذا ما يسفر عن تأصيل منظومة القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة حوار الحضارات.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على تطور التعليم في الدولة وسبل استدامته
أكد أن مسيرة التعليم في الإمارات أنموذج يحتذى في المنطقة والعالم
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على تطور التعليم في الدولة وسبل استدامته
تزامناً مع بدايات العام الدراسي استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية أبرز وأهم الإنجازات في مسيرة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لأنها من الدول الرائدة في تطوير النظام التعليمي عربياً، وقد حققت مسيرة التعليم قفزات نوعية كان أولى ثمارها جودة التعليم بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية التي تسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز قدرات الأجيال لمواكبة متطلبات المستقبل.
وجاءت المحاضرة التي قدمها الأستاذ الدكتور لبيب أحمد بصول أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة خليفة- انطلاقاً من اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالعملية التعليمية، وبوصفه شريكاً استراتيجياً في التنشئة الوطنية السليمة للأجيال، وهو يسهم بباقته التعليمية الوطنية في تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة وترسيخ الهوية الوطنية لدى النشء.
انطلقت المحاضرة من الاهتمام المبكر الذي حظي به التعليم، ثم تحول إلى التطور التاريخي للتعليم في الدولة، وتطوير البنية التحتية التعليمية.
وسلطت المحاضرة الضوء على التعليم الذكي، وتطوير المناهج والابتكار التعليمي، ومواكبة الثورة الرابعة، وبرامج التعاون الدولي، والتعليم الفني والمهني، والاستدامة في التعليم والاستعداد للمستقبل، ورؤية الإمارات للتعليم 2030.
هذا وقد أكدت المحاضرة على اهتمام الدولة بالتعليم المبكر بتوفير المناهج المبتكرة والبرامج التعليمية التي تسهم في تنمية مهارات الأطفال، ونوهت أيضاً إلى ما شهدته المرحلة الحالية من استثمار في المدارس والجامعات؛ حيث أنشئت المدارس وتم تطوير الحكومية والخاصة منها، وتمت توسعة الجامعات وفق أعلى المعايير العالمية، وقد تم تزويدها بأحدث التقنيات التعليمية.
وأشار المحاضر إلى أن دولة الإمارات من أوائل الدول التي تبنت مفهوم التعليم الذكي، وهي تعمل باستمرار على تحديث المناهج الدراسية وفق أحدث المعايير الدولية، وفي الوقت نفسه تشجع البحث العلمي في الجامعات، وتطلق مختبرات الابتكار في المدارس والمؤسسات الأكاديمية، وقد تبنت الدولة تعليم الطلبة على سبل التعامل والاستفادة من مفرزات الثورة الصناعية الرابعة من ذكاء اصطناعي وروبوتات في المناهج الدراسية.
ودعمت المحاضرة ما قدمته من معلومات بالأدلة والبراهين الواقعية كتأسيس الجامعات عالية المستوى، وتعزيز التعليم المهني والتقني، وبرامج التدريب العملي.
وحول مبادرات الاستدامة في التعليم، أشارت المحاضرة إلى مساعي الإمارات من أجل إدماج مفاهيم الاستدامة في النظام التعليمي مما يعزز من وعي الطلبة بأهمية الحفاظ على البيئة وتطوير الحلول المستدامة، وتطبيق مبادرات التعليم الأخضر بإنشاء مدارس وجامعات صديقة للبيئة، كما تم دمج الاستدامة في المناهج، وإعداد الطلبة لكي يستطيعوا مواكبة المستقبل.
ولفتت المحاضرة التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- إلى أن التعليم في دولة الإمارات ليس مقتصراً على فئة معينة وإنما هو شامل للجميع؛ فالمرأة لها حقها بالتعليم بالمساواة مع الرجل، وكذلك حصل أصحاب الهمم على حصتهم من الاهتمام فتم تخصيص برامج تعليمية متكاملة لهم.
واختتمت المحاضرة بمبادرات الحكومة الاتحادية على صعيد التعليم؛ كمبادرة الإمارات للتعليم المستمر، ومبادرات القراءة للجميع، وتعزيز جودة التعليم ودعم البحث العلمي، وتحفيز الابتكار.
وأكدت المحاضرة أن الإنجازات التعليمية لدولة الإمارات جعلت من مسيرة التعليم إنموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم، حيث نجحت الدولة في تحقيق تقدم ملموس في مختلف الجوانب العملية التعليمية واستدامتها، وذلك إيماناً من الدولة وقيادتها بأن التعليم ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، وهو محور رئيسي لرؤية الإمارات 2071 التي تسعى على جعل الإمارات من أفضل دول العالم في التعليم والبحث العلمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أصدر كتاب “تطور التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة” الذي يوثق التعليم المبكر في الدولة في الفترة من1904-1971، ويسهم الأرشيف والمكتبة الوطنية بجهوده في هذا المجال وغيره مستهدفاً إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم لرواد المعرض محتوى تاريخي نادر في ميادين الصيد والفروسية
شارك بمحاضرتين متخصصتين في المعرض
الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم لرواد المعرض محتوى تاريخي نادر في ميادين الصيد والفروسية
لاقت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة2024 التي تعد الأكبر في تاريخ المعرض الدولي للصيد والفروسية إقبالاً مميزاً، حيث شدت منصته رواد المعرض إلى مقتنياتها من الصور التاريخية التي عكست اهتمام سمو الشيوخ الكرام بالرياضات التراثية، وحرصهم على المشاركة فيها، ومشاركاتهم في رحلات القنص وسباقات الخيول.
هذا وتعد جميع الصور والأفلام الوثائقية التي تعرضها المنصة من الكنوز التاريخية التي يحتفظ بها أرشيف الصور وأرشيف الرئاسة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد قدم هذا المحتوى الثري البعد التاريخي لرياضات الصيد والفروسية في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، وأَبرَزَ اهتمام القيادة الرشيدة باستدامة التراث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال.
وعرضت المنصة للزوار أبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تطرقت إلى اهتمام المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بالصيد والفروسية، واهتمام أبناء الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بهذه الرياضات التراثية العريقة.
وعلى صعيد آخر فقد شارك محاضرون من الأرشيف والمكتبة الوطنية في تقديم محاضرات متخصصة -على منصة المعرفة في المعرض- ذات صلة باهتمامات المعرض واختصاصاته، وبهذا الصدد قدمت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات محاضرة بعنوان “الشيخ زايد والصقور في كتابات الرحالة الأجانب” تضمنت عرضاً تفصيلياً لما ورد في العديد من الكتابات الاجنبية للرحالة الاجانب الذين وصلوا إلى الإمارات في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومن أمثال الرحالة الذين وصفوا رحلات الصيد بالصقور لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- أمثال: روجر ابتون، وويلفرد ثيسجر(مبارك بن لندن) وكلود موريس، ورونالد كودراي.. وغيرهم.
واعتمدت المحاضرة على الصور والوثائق والصحف التي وثقت زيارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى باكستان، واهتمامه -طيب الله ثراه- بالصيد المستدام وبتعزيز مفهوم الاستدامة في الصيد بالصقور، واستعرضت بعض ما كتبه الرحالة الأجانب في يومياتهم الخاصة عن الشيخ زايد واهتمامه بالصيد بالصقور، ومهاراته في التعامل مع القنص ومعرفته بأمور الطير.
وقدم الأستاذ سعيد السويدي خبير الأنساب في الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: “العاديات في الموروث الشعبي” تطرق فيها إلى أسماء بعض خيول آل نهيان الكرام، ومنها “المرادي” حصان الشيخ خليفة بن شخبوط حاكم أبوظبي (1833 – 1845)، وربدان، وبنت المرادي، والكحيلة، والعبيّة للشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي في الفترة من 1855-1905م.
وسلط الضوء على ذكر الخيل في الشعر الشعبي، وذكر أسماء بعض خيول آل مكتوم الكرام ومنها “الصهّال” حصان الشيخ راشد بن مكتوم حاكم دبي، وذكر أيضاً بعض أسماء بعض ملّاك الخيول في إمارتي: أبوظبي ودبي، وسرد المحاضر قصصاً عن علاقة المرأة الإماراتية بالخيول قديماً.
ويذكر أن المحاضرتين كانتا بالتنسيق مع جمعية الإمارات للخيول العربية، ونادي صقاري الإمارات، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري منصته بكتاب نادر من إصداراته عن منافع الطير ويطلع الزوار على هويته المؤسسية
في النسخة الحالية من معرض الصيد والفروسية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري منصته بكتاب نادر من إصداراته عن منافع الطير ويطلع الزوار على هويته المؤسسية
أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية منصته التي يشارك بها في النسخة 21 من معرض الصيد والفروسية بالكتاب النادر “منافع الطير وعلاجات دائها” الذي أصدره مركز الوثائق والدراسات “الأرشيف والمكتبة الوطنية”، وفي واجهة المنصة عرّف بهويته المؤسسية التي تتضمن رؤيته ورسالته، وقيمه وأهدافه الاستراتيجية، وعرض نسخة أصلية قيّمة من صحيفة الاتحاد التي صدرت في أواخر سبتمبر من عام 1971م.
اغتنم الأرشيف والمكتبة الوطنية أيام معرض الصيد والفروسية ليعرض في منصته الكتاب النادر “منافع الطير وعلاجات دائها” الذي لاقى اهتمام زوار المنصة، وقد أصدره حين كان اسمه “مركز الوثائق والدراسات”، وقد قدم له معالي أحمد خليفة السويدي، فأبرز قيمته وأهميته لكل من يُعنى برياضة الصقور، وأشار معاليه إلى أن هذا الكتاب الذي حققه سعيد سلمان أبو عاذره، هو مخطوطة أدهم بن محرز الباهلي، وهي من أبرز الكتب التي اقتناها الخليفة العباسي هارون الرشيد، ووصلت نسخة منها إلى مكتبة “البودليان” في جامعة أكسفورد.
ونظراً لأهمية الكتاب فقد أهداه المحقق إلى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- نظراً لاهتمامه بكل ما يرتبط بتراثنا العربي في مجالاته المختلفة.
وعرض أيضاً نسخة أصلية قيّمة بمحتواها من صحيفة الاتحاد التي صدرت في أواخر سبتمبر من عام 1971.
وتأكيداً على أهمية المرحلة الحالية في تاريخ الأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي صار فيها مركز إشعاع ثقافي وصانع للمحتوى الثقافي إلى جانب كونه حارساً لتاريخ الإمارات المجيد وتراثها العريق، وحافظاً لذاكرة الوطن- فإنه حرص على إطلاع زوار معرض الصيد والفروسية على هويته المؤسسية التي تتضمن: رؤيته، ورسالته، وقيمه، وأهدافه الاستراتيجية، التي خطها على لوحة كبيرة زيّن بها أحد جدران المنصة، فأوضح عليها رؤيته التي يتطلع فيها إلى إلهام وإثراء مجتمعات المعرفة، ورسالته التي تتلخص في صون التراث الوثائقي بجمعه وحفظه وإتاحته لتمكين مجتمعات المعرفة، كما أكد أن الثقة والتعاون، والانفتاح على الآخر، والتعليم والابتكار، والإتاحة والاستباقية، هي قيمه التي يحرص عليها.
وسلط الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على أهدافه الاستراتيجية؛ ممثلة بأن يكون مرجعاً للمجموعات ذات الأهمية الوطنية من خلال تطوير النتاج الفكري وحمايته، وأن ينشئ صرحاً للمكتبة الوطنية ليكون منارة معرفية عالمية مستدامة، وأن يعزز الوعي بالتراث الوثائقي من خلال مجموعة من البرامج الشاملة، وأن يعزز مكانته في مجال المكتبات والأرشيفات من خلال شراكات استراتيجية نوعية، وأن يقدم تجربة استثنائية للمستفيدين من خلال التكامل بين المنصات الرقمية، وأن يستقطب مجموعة مواهب استثنائية ويحافظ عليها لتحقيق رؤيته، وأن يطور منظومة إدارية ومالية متكاملة ومتميزة.
جاء ذلك كله إلى جانب الصور التاريخية التي توثق اهتمام شيوخ الإمارات بالرياضات التراثية كالصيد بالصقور وسباقات الخيل والهجن، وهم يسيرون على خطى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويتبعون نهجه في البناء والتطوير مع المحافظة على التراث وصون الموروث الثقافي للدولة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يثقف المعلمين والمعلمات الجدد بتاريخ الإمارات وحاضرها.
استضافهم بمقره واستعرض أمامهم صوراً من عراقة الماضي وازدهار الحاضر
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثقف المعلمين والمعلمات الجدد بتاريخ الإمارات وحاضرها.
احتفاء بمطلع العام الدراسي الجديد نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ملتقى المعلمين؛ حيث استقبل بمقره أكثر من 450 معلماً ومعلمة، وقد حفل الملتقى بالمعلومات الموثقة عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها العريق، وذلك بهدف تقريب المسافة بين المعلمين والطلبة، وتعزيز روح الولاء للقيادة الرشيدة والانتماء للوطن، وترسيخ الهوية الوطنية.
بدأ الملتقى بفيلم وثائقي يستعرض محطات مهمة في تاريخ الإمارات عبر العصور، والذي تمتد جذوره التاريخية آلاف السنين مؤكداً أن للإمارات حضارة عريقة متجذرة، وشواهد أثرية تدل على قوة تاريخها.
ثم قدمت الأستاذة هند الحمادي محاضرة في تاريخ وثقافة دولة الامارات العربية المتحدة، تطرقت فيها إلى تاريخ المنطقة قبل قيام الاتحاد، وإلى طبيعة الحياة القبلية والمعيشية في البيئات المتنوعة الصحراوية والساحلية والجبلية، وتحدثت عن القيم التي يحرص المجتمع الإماراتي على الحفاظ عليها والعادات والتقاليد التي تتناقلها الأجيال، والتي تتميز بها هوية المجتمع الإماراتي، وأشارت إلى الرموز الثقافية الإماراتية المسجلة في قائمة منظمة اليونسكو العالمية، مثل: (العيالة، العازي، السدو، التلي، المجالس، القهوة، الصقارة والهجن).
وتطرقت المحاضرة إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية قبل قيام اتحاد الإمارات؛ فتحدثت عن ظهور النفط، واستعرضت محطات مهمة في قصة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وجهود الشيخ زايد في التأسيس، وسلطت الضوء على طموحات الدولة وهي تتجه نحو المئوية وأبرز الإنجازات التي تحققت وشهدت بها مؤشرات التنافسية على الصعيد العالمي في ظل القيادة الرشيدة في كافة المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية).
شارك في الملتقى عدد كبير من المعلمين والمعلمات في الأكاديميات والمدارس التالية: أكاديمية الياسمينة البريطانية، وأكاديمية ياس الأمريكية، وأكاديمية المنى البريطانية، ومدرسة الشهب الخاصة، ومدرسة فيرجينيا الخاصة، والمدرسة الإيطالية الدولية، ومدرسة أبوظبي الاسترالية، بالإضافة إلى العديد من المدارس الخاصة.
وبهدف تقريب المشهد متكاملاً للمعلمين والمعلمات العرب والأجانب، فقد ركز الملتقى على التاريخ المجيد والحضارات التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحد ة وتراثها العريق انطلاقاً من كون التراث الشعبي هو القادر على رسم صورة لحضارة وثقافة شعب الإمارات وهو المؤشر على عراقة البلد، ولأن دولة الإمارات تشكل مثالاً حياً على التناغم والتمازج بين التراث وعراقته والحاضر وازدهاره.
وفي الختام كرّم السيد فرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف والمكتبة الوطنية الأستاذة هند الحمادي، وجال وفد المعلمين والمعلمات في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
هذا ويقدم الأرشيف والمكتبة الوطنية باقة من المحاضرات والورش التدريبية والتثقيفية الوطنية التي تعزز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة، وترسخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في أكبر نسخة من معرض الصيد والفروسية
بعدد كبير من الصور والأفلام الوثائقية التي توثق اهتمام الإمارات بالصيد والفروسية الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في أكبر نسخة من معرض الصيد والفروسية
يشارك الأرشيف والمكتبِة الوطنية بالنسخة 21 لمعرض الصيد والفروسية التي انطلقت فعالياتها برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، وتأتي مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية بمنصة تحفل بالصور التاريخية التي توثق اهتمام سمو الشيوخ الكرام بالرياضات التراثية كالصيد بالصقور وسباقات الخيل والهجن، وهم يسيرون على خطا المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- ويتبعون نهجه في البناء والتطوير مع المحافظة على التراث وصون الموروث الثقافي للدولة، وتأتي مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية هذه حرصاً منه على تقديم البعد التاريخي لرياضات الصيد والفروسية في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، وإسهاماً في استدامة التراث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال.
هذا وقد عرضت منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية عشرات الصور التاريخية التي عكست اهتمام قادة الإمارات بالرياضات التراثية وحرصهم على المشاركة فيها، ورحلات القنص وسباقات الخيول داخل الدولة وخارجها، وجميع الصور والأفلام الوثائقية من الكنوز التاريخية التي يحتفظ بها أرشيف الصور، وأرشيف الرئاسة في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وأبرزت المنصة اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة -حفظه الله- بالفروسية والصيد بالصقور؛ حيث كان يرافق المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد في رحلات الصيد في جمهورية باكستان الإسلامية، وقد كان الشيخ زايد يحرص على اصطحاب أنجاله في هذه الرحلات لما لها من أهمية في حياة الإنسان.
وتبرز المنصة أيضاً اهتمامات الشيوخ الكرام بالصيد والفروسية داخل الدولة وخارجها، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
وتعرض منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية أهم وأبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تحتوي على معلومات دقيقة وموثقة عن الصيد والفروسية.
وتعرض المنصة على شاشة جدارية كبيرة عدداً من الأفلام التي توثق جوانب من رحلات الصيد التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتعرّف المنصة أيضا بأهم وأبرز مشاريع الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو موسوعة الإمارات التاريخية التي تعد أول موسوعة وطنية شاملة توثق تاريخ الإمارات ومنجزها الحضاري، وستكون المرجع الرسمي والمعتمد لكل من يرغب في التعرف على تاريخ الدولة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض التطور الذي شهده قطاع المكتبات في الدولة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض التطور الذي شهده قطاع المكتبات في الدولة
استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية واقع المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة بمعلومات وإحصائيات دقيقة استمدها من نتائج الدراسة المسحية الثانية لعام 2023 التي أنجزت بتكليف من الأرشيف والمكتبة الوطنية؛ حيث تعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها عن المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أعدها مجموعة من الخبراء والمختصين في علم المكتبات، وخرجوا فيها بتقرير وتحليل ووصف للحالة الراهنة للمكتبات في الدولة، وتوفر هذه الدراسة معلومات قيّمة لصانعي السياسات والمهنيين والباحثين في هذا المجال، وبذلك فهي تسهم في تطوير الخطط الاستراتيجية لتحسين خدمات المكتبات على صعيد إثراء مجتمع المعرفة.
وأظهرت الدراسة أن مستوى الرضى عن الخدمات المكتبية في الدولة شهد تطوراً واضحاً في عام 2023 مقارنة بعام 2022 وذلك يعد مؤشراً إيجابياً على تحسين جودة الخدمات وغيرها.
وأكدت الدراسة أن المكتبات تتكيف وتتفاعل بإيجابية ونشاط في جميع أنحاء الدولة مع الأهداف الوطنية للاستدامة، كونها بطبيعتها مؤسسات مستدامة، تحتضن المعرفة وتتيحها للجميع، وتحفظها للأجيال القادمة، وبهذا الصدد فالمكتبات تركز على القضايا البيئية، وهي تطبق إجراءات صديقة للبيئة، وتعمل كمنصات لحوار المجتمع حول الاستدامة مما يسهم في زيادة المشاركة المجتمعية في مبادرات الاستدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة قد ركزت على مباني ومرافق المكتبات، ومجموعاتها ومقتنياتها، وخدماتها، والأنشطة والبرامج التي تقدمها، وأدوات العمل الفني، ونُظم التواصل المستخدمة، والنظم الآلية المستخدمة في إدارة المكتبات، وتقنيات التحول الرقمي، والمعدات والأجهزة المتوفرة، وخلصت إلى مستوى الرضى عن الخدمات المكتبية في الإمارات.
وقدمت الدراسة نتائج واقع المكتبات العامة، والمكتبات الأكاديمية، والمكتبات المدرسية، والمكتبات المتخصصة، وما شهدته من تطور، ثم سلطت الضوء على المكتبات والاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى ضوء ما سبق قدمت التوصيات.
وحول هذه الدراسة وأهميتها قال السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية: إن للمكتبة بشكل عام دورها الكبير باعتبارها من مصادر التطوير الذاتي والتعليم المستمر، وهي تُسهم في تعزيز مجتمعات المعرفة، وهذا ما أدركته قيادتنا الرشيدة التي أولت هذا القطاع المعرفي أهمية خاصة؛ حتى غدت المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة -وهي تؤدي دَوْرَها أداءً مثالياً في تعزيز فضيلة القراءة- منارات للعلم والمعرفة، وأعتقد بأن هذه الدراسة التي كلّف بها الأرشيف والمكتبة الوطنية مجموعة من الخبراء والمختصين، والتي تعتمد على منهجية شاملة، وتستقطب جميع جوانب عمل المكتبات في الدولة، ستضيئ الطريق وتمهّده أمام مزيد من التطور وتضافر الجهود وتكاملها بما يبشر بمستقبل ثقافي ومعرفي مميز.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض تجارب وصوراً من ماضي المرأة الإماراتية وحاضرها
تجارب وصور تاريخية تدعو للفخر والاعتزاز بدورها الريادي في مختلف مجالات الحياة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض تجارب وصوراً من ماضي المرأة الإماراتية وحاضرها
بالتزامن مع يوم المرأة الإماراتية نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرتين؛ الأولى قدمتها مريم سلطان المزروعي الباحثة في التاريخ الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية عن المرأة الإماراتية في المرويات الشفاهية، والثانية قدمتها الباحثة وردة المنهالي، مديرة إدارة الاتصال المؤسسي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات؛ فسلطت الضوء فيها على تجربتها المتميزة في مركز تريندز وما قدمه لها من إمكانيات وفرص للعمل في مجال البحث العلمي، وشارك الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً في الاحتفال الذي نظمه نادي العين الرياضي الثقافي بمعرض للصور التاريخية التي تبرز دور المرأة الإماراتية.
استهلت المزروعي محاضرتها الافتراضية بأقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وأقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- عن المرأة الإماراتية، وسلطت الضوء على الجهود المتواصلة التي بذلتها القيادة في دولة الإمارات العربية للنهوض بواقع المرأة الإماراتية وتمكينها بهدف مشاركتها في جميع المجالات.
وأشارت المحاضرة إلى أن ما بلغته المرأة الإماراتية في العصر الحالي يمثل فخراً حقيقياً؛ مؤكدة أهمية القدوة الحسنة المتمثلة بمسيرة الشيخة سلامه بنت بطي (أم الشيوخ) وعطائها -رحمها الله-، وبالدور الوطني الذي أدته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الامارات” -حفظها الله- التي كانت وما زالت ملهمة الأجيال، وقدوة في العطاء الإنساني النبيل، ولها دورها الريادي في تمكين المرأة الإماراتية وبناء قدراتها.
ثم تطرقت لاهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية في توثيق كل ما يتعلق بالمرأة في أقوال الرواة من كبار الموطنين، وتحدثت بالتفصيل عن الأدوار العظيمة التي قامت بها المرأة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وقد تجلى ذلك في رحلتي المقيظ والغوص والرابط المشترك بينهما.
وعرضت المحاضرة بعض قصص النساء اللواتي كان لهن الدور العظيم في المحافظة على أسرهن وعائلاتهن بالرغم من صعوبات الحياة، كالشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والطبيبة الشعبية حمامة بنت عبيد الطنيجي من الذيد، وحمدة بنت حميد الهاملي من أبوظبي التي قادت مجموعات نسائية لتزويد السفن الذاهبة إلى الغوص، وشمسه بنت سلطان المرر، ونساء أخريات لهن بصماتهن التاريخية، وسلطت الضوء على جانب مهم في حياة المرأة الإماراتية بوصفها روائية لها مهارتها في سرد الحكايات الشعبية.
وبدورها استهلت الباحثة وردة المنهالي محاضرتها -التي قدمتها بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- حديثها بالتأكيد على أهمية الدعم الكبير الذي توليه دولة الإمارات للمرأة الإماراتية؛ ما مكنها من تحقيق إنجازات بارزة في شتى المجالات. وأشارت إلى أن مركز تريندز يمثل نموذجاً يحتذى به في هذا الصدد، حيث يوفر بيئة عمل محفزة ومشجعة للباحثات الإماراتيات، ويمنحهن الأدوات والمعرفة اللازمة للنجاح في مسيرتهن البحثية.
وتناولت المنهالي بالتفصيل تجربتها الشخصية في مركز تريندز، حيث استعرضت مجموعة من المشاريع البحثية التي شاركت فيها، والمهارات التي اكتسبتها أثناء عملها في هذا المركز البحثي الرائد، وأكدت أن مركز تريندز يوفر للباحثين إمكانيات واسعة للوصول إلى أحدث الأدوات والتقنيات البحثية، بالإضافة إلى شبكة علاقات واسعة مع الخبراء والباحثين على المستويين المحلي والعالمي، وشددت المنهالي على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة الإماراتية في بناء مستقبل الإمارات، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها وقدرتها على المنافسة والتفوق في جميع المجالات، موضحة إسهاماتها الفعالة أثناء عملها جنباً إلى جنب مع الرجل لبناء مجتمع المعرفة والابتكار.
وبالمناسبة نفسها شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية نادي العين الرياضي الثقافي احتفالاته بيوم المرأة الإماراتية فنظم معرضاً للصور التاريخية التي تبرز دور المرأة الإماراتية في عدة مجالات، مثل: التعليم والصحة، ودورها في المؤسسة العسكرية… وغيرها، وقد لاقى المعرض إقبالاً من المشاركين.