الأرشيف والمكتبة الوطنية يضيء على لغة الوثائق التاريخية في مؤتمر الذكاء اللغوي والاصطناعي
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في مؤتمر الشارقة الدولي للذكاء الاصطناعي واللغويات “SICAL 2024” -الذي نظمته الجامعة الأمريكية في الشارقة واستضافته بمقرها- بورشة عرف فيها بلغة الوثائق وأهميتها في كتابة المواد والبحوث التاريخية.
وقد ركزت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية التي حاضرت في الورشة على منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي (AGDA).
واستعرضت المزروعي نشأة الأرشيف والمكتبة الوطنية ومراحل تطوره، وتطرقت لدوره في جمع المواد الأرشيفية وحفظها واتاحتها على اختلافها، والمصادر التي يستعين بها لجمع مواده سواء من الأرشيف البريطاني والمكتبة البريطانية، والأرشيف الهندي والبرتغالي والهولندي، وأرشيف قصر الحصن، والتوثيق المعاصر.
وعرّفت بمشاريع الأرشيف والمكتبة الوطنية المتنوعة ودوره في جمع الأرشيف الحكومي وعملية رقمنة الوثائق مستعيناً بأحدث الأجهزة والأنظمة الرقمية التي تواكب تطورات الذكاء الاصطناعي.
وأكدت على أهمية المنصات الرقمية للأرشيف والمكتبة الوطنية، وسلطت الضوء على منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي؛ فشرحت أساليب البحث فيها؛ سواء عن طريق إدخال الكلمات المفتاحية، أو البحث في أيقونات كل من: الشخصيات، الأماكن، الفترة الزمنية، وحتى التواريخ؛ خاصة وأن المنصة مدعمة بتقنية الـ OCR التي تدعم عملية البحث، وقراءة النصوص واستدعاء نتائج البحث، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الوثائق التاريخية المتنوعة في لغاتها، والتي حصل عليها الأرشيف والمكتبة الوطنية من الأرشيف البريطاني والبرتغالي، والهولندي والألماني، والعثماني ومراسلات مختلفة باللغات العربية والإنجليزية، والألمانية والبرتغالية وغيرها، مكتوبة بخط اليد ويتعذر قراءتها إذ إنها ترجع لفترة خمسينات وستينات القرن الماضي، وقد ا ستعان الأرشيف والمكتبة الوطنية بأفضل خبراء اللغة والأرشفة لفك حروفها، وترجمة خطوطها وقراءتها وإتاحتها للباحثين والمهتمين بتاريخ الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.
وسلطت المزروعي الضوء أيضاً على المشاريع والمبادرات المستقبلية الخاصة بالأرشيف والمكتبة الوطنية والمشاريع الأخرى التي يشترك فيها مع الأرشيف البرتغالي والأمريكي والعثماني لدعم منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي بمحتوى قيم وموثّق ومتنوع يعزز الحفاظ على تاريخ الإمارات ويرسخ الهوية الوطنية.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل تحضيراته للنسخة الخامسة من مؤتمر الترجمة الدولي
حدد محاور المؤتمر في نسخته الجديدة التي ينظمها بمقره في أبريل المقبل
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية التحضيرات اللازمة لمؤتمر الترجمة الدولي الخامس المقرر تنظيمه في يومي: 15 و16 إبريل المقبل، تحت شعار (الترجمة في سياقات جديدة بين النظريات التقليدية وتطورات الذكاء الاصطناعي) وبهذا الصدد فقد دعا الراغبين بالمشاركة لموافاة اللجنة المنظمة بأبحاثهم قبل مطلع فبراير 2025م.
ويهدف الأرشيف والمكتبة الوطنية من مؤتمر الترجمة الدولي في نسخته الخامسة -التي يستضيف فعالياتها بمقره- مواكبة التطور الذي يشهده العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، ويأتي اهتمامه بهذا المؤتمر انطلاقاً من النتائج العلمية التي حققتها الدورات الأربع السابقة.
وعن النسخة الخامسة من مؤتمر الترجمة الدولي، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام: إن الأرشيف والمكتبة الوطنية يمنح الذكاء الاصطناعي اهتماماً كبيراً في هذه المرحلة، وقد مهدنا الطريق أمامه ليدخل بتطبيقاته وأنظمته من بوابة الترجمة بوصفه تقنية رائدة وهو ذروة الابتكار في هذا الميدان.
وأكد سعادته أن الدور الذي تؤديه الترجمة على صعيد بناء الجسور بين الحضارات والشعوب، وما تقوم به الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بناء على توجيهات القيادة الرشيدة يحفزنا على الإسهام في هذا الميدان بما يتكامل ويعزز جهود المؤسسات الأخرى، وبما يسهم بالارتقاء بجودة الترجمة الإلكترونية والتقليدية.
ودعا سعادته المترجمين والمختصين والخبراء وجمع المهتمين والدارسين والباحثين في شؤون الترجمة المتعددة إلى المشاركة بأوراق علمية في محاور المؤتمر.
ومن جانبه فقد أشار السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر- إلى أن النسخة الخامسة من المؤتمر يمتزج فيها الجانب الحِرَفي مع الجانب التقني في مجال الترجمة، وذلك في ظل التطور التكنولوجي الذي أرخى ظلاله في مختلف المجتمعات بالوقت الحالي، وهو يلاقي اهتماماً كبيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص على مواكبة أحدث العلوم والتقنيات.
وكشف الحميري عن المحاور العشرة التي ستكون مثار نقاش أبحاث وورقات عمل النسخة الخامسة من مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد حددها بالتالي: الذكاء الاصطناعي في مجالات الترجمة التحريرية والشفوية وترجمة المؤتمرات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها على الترجمة والحوار بين الثقافات، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الترجمة لأصحاب الهمم، ومستقبل مهنة الترجمة التحريرية والشفهية في عصر الذكاء الاصطناعي، والترجمة الفورية عن بعد بمساعدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وممارسات الترجمة الأدبية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير مناهج دراسات الترجمة في الجامعات في عهد الذكاء الاصطناعي، ومميزات وعيوب استخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة النصوص متعددة التخصصات، ومدى صلاحية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ترجمة مصطلحات الثقافة الشعبية واللهجات العامية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة الأفلام والمسلسلات التليفزيونية.
وطالب رئيس اللجنة المنظمة الراغبين في المشاركة بإرسال بحوثهم قبل مطلع فبراير 2025 على البريد الإلكتروني:
وأن تترواح كلمات البحث بين 7000 و15000 كلمة خالية من الأخطاء، وموثقة بالمراجع والمصادر في أسفل الصفحات، ووضع الملحقات من الجداول والصور في نهاية البحث فقط، وأن يرفق الباحث فقرة تتضمن سيرته الذاتية بما يترواح بين 200 و300 كلمة.
وأكد الحميري أن جميع المستجدات بخصوص المشاركة في المؤتمر، وحضوره ومتابعته والمشاركة فيه سوف يعلنها الأرشيف والمكتبة الوطنية على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في مؤتمر خبراء السجلات والمعلومات2024 في أستراليا
أثرى المؤتمر بتجربته عن التاريخ الشفاهي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجهه نحو الذكاء الاصطناعي في إدارة البيانات
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية مع عدد كبير من المؤسسات الرائدة في مؤتمر خبراء السجلات والمعلومات RIMPA LIVE الأسترالي السنوي الذي عقد هذا العام تحت شعار “أنا الموجة التالية.. قيادة المستقبل” ودارت محاوره حول مستقبل إدارة المعلومات؛ حيث ركز في أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة المعلومات، وفي حوكمة المعلومات، وأهمية المعلومات كأصول استراتيجية وأساس للاقتصاد المعرفي.
وتجلت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في المؤتمر بمحاضرة قدمتها الدكتورة عائشة بالخبر مستشارة البحوث بعنوان: “التاريخ الشفاهي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عناصر الهوية”، والذي أوضحت فيه أهمية ما يقدمه الأرشيف والمكتبة الوطنية في مجال التاريخ الشفاهي وإدارة الوثائق.
وعن مشاركتها في هذا المؤتمر قالت الدكتورة عائشة بالخير: انطلاقاً من حرصنا على تعزيز مكانة الأرشيف والمكتبة الوطنية عالمياً، والارتقاء بسمعته المؤسسية جاءت مشاركتي في هذا المؤتمر العالمي الذي قدم ضمن فعالياته أحدث الحلول التقنية للتعامل مع الكم الهائل من المعلومات وتخزينها المفيد منها بشكل آمن، وأساليب التعامل معها بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
وأضافت: ولما كانت المعلومات والوثائق تمثل رصيداً استراتيجياً، فإن المؤتمر قد ناقش مدى إمكانية تحقيق القيمة الإيجابية منها لصالح الوطن والمجتمع، وذلك بالقدرة على إدارتها بوصفها بيانات هامة وأصولاً استراتيجية، وقد أشار المشاركون بالمؤتمر إلى أن هذه البيانات والمعلومات الكثيفة التي يتم إنشاؤها بالملايين لا تقل أهمية عن النفط أو الذهب أو اليورانيوم إذا تم تصنيفها وحفظها وإتاحتها بيسر وسهولة، فهي تمثل الأساس للاقتصاد المعرفي.
ولفتت مستشارة البحوث إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية كان المشارك الوحيد من البلاد العربية في المؤتمر-الذي استضافه مركز المؤتمرات في أديلايد عاصمة ولاية جنوبي أستراليا – الذي ضم أكثر من 500 مشارك من الخبراء والمختصين والمهتمين بالبيانات وإدارة المعلومات من مختلف أنحاء العالم، وأن المؤتمر ناقش العديد من التحديات والرؤى الهامة في إطار حفظ المعلومات وإتاحتها، وأنه قد ناقش العديد من القضايا مثل حوكمة المعلومات وفهمها، والسياسات والإجراءات ووثائق التحكيم التي يجب أن تمتلكها المؤسسة، والجانب الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وحفظ الوثائق باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي… وغيرها.
هذا وقد شاركت ممثلة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الجلسة الحوارية التي عقدتها إدارة المؤتمر تحت شعار: كيف ننجح في صناعتنا من وجهة نظر مميزة، وفيها تطرقت الدكتورة عائشة بالخير إلى اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بحفظ الوثائق وإدارتها باستخدام الذكاء الاصطناعي تسهيلاً لتصنيفها وتحليلها وسهولة الوصول إليها.
وأثرت الدكتورة عائشة بالخير المؤتمر بحديثها عن تجربة الأرشيف والمكتبة الوطنية والدور الكبير الذي تؤديه السجلات الوطنية في تعميق فهم التاريخ واستشراف المستقبل.
كما شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في جلسة عصف ذهني دارت حول المشاركة المستقبلية وخيارات التعليم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الجلسة الختامية التي جاءت بعنوان: الرؤى والتحديات العالمية: وجهة نظر عالمية لتكوين المستقبل، وفي هذه الجلسة أكدت الدكتورة عائشة بالخير أهمية الانضمام إلى لجنة دولية تقود المستقبل عن طريق معالجة التحديات المعاصرة التي يواجهها المهنيون الجدد في مجال إدارة السجلات.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في الملتقى الدولي لدعم حليب النوق وتطويره
بمعرض للصور ومحاضرة عن مكانة الإبل وتربيتها في الإمارات
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الملتقى الدولي لدعم وتطوير حليب النوق الذي أقيم في باب القصر في ابوظبي بمعرض للصور التاريخية التي توثق اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بالإبل وسباقاتها، والدعم الكبير الذي كان يقدمه لهذه الفعاليات، وعلى هامش الفعاليات قدمت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية شرحاً مفصلاً لضيوف الملتقى عن مكانة الإبل ومنزلتها لدى المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان؛ حيث أولى تربية الإبل وسباقاتها عناية خاصة؛ ما زاد في أعداد المهتمين بها.
وعلى هذا الصعيد فقد أمر -رحمه الله- بتشييد ميادين للسباق مجهزة تجهيزاً رفيع المستوى، ومدرجات تتسع لآلاف المتفرجين، وطرق معبدة وأماكن إقامة للمشاركين في السباق، ووجه بتوفير عناية طبية وسيارات إسعاف تسير بمحاذاة الأبل أثناء السباق، وسيارات البث التلفزيوني المباشر لمجريات السباق في الميادين التي يبلغ طولها عشرة كيلومترات.
وأشارت المزروعي إلى ما شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة من اهتمام بالإبل؛ فكانت سباقات الهجن التي تقام من فترة لأخرى، وكان هناك اهتمام ملحوظ تجلى بإنشاء اتحاد ينظم هذه الرياضة التراثية، وامتد هذا الاهتمام ليشمل إنشاء مراكز بحثية عدة تقوم بإجراء البحوث العلمية على الإبل، فهناك المركز العلمي لهجن السباق بالإضافة إلى المختبر المركزي البيطري في دبي، ويتوفر في إمارة أبوظبي مركز الأبحاث البيطرية.
وإلى جانب المراكز البحثية عقدت المؤتمرات والندوات التي تحفل بالبحوث العلمية والدراسات الميدانية، وفيها يلتقى العلماء والباحثون والمختصون من مختلف أنحاء العالم، وتُعنى هذه الفعاليات الكبرى بتطوير إنتاج الإبل في دولة الامارات ودراسة ظروف تربيتها وسبل تحسينها، وقد أثمرت دراسات وبحوثاً عديدة تناولت فعاليات إنتاج الإبل واقتصادات إنتاجها وطرق تكاثرها، ونقل الأجنة والاحتياجات الغذائية والرضاعة الاصطناعية والأمراض التي تصيبها وطرق علاجها المختلفة، وقد حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الحفاظ على الإبل ودعم الجهات التي تهتم بتربيتها رداً لجميلها وعرفاناً بدورها في استمرار الحياة في هذه المنطقة الصحراوية قبل أن يكتشف النفط. وسلطت المزروعي الضوء على اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بجمع المواد الأرشيفية الخاصة بالإبل والحرص على اقتناء الكتب والمصادر التي يهتم بها للباحثين، ولفتت إلى أهمية منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي AGDA ودورها في إبراز دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في إتاحة آلاف الوثائق والصور التي تسلط الضوء على تاريخ دولة الإمارات وتعزز من استخدام الذكاء الاصطناعي والاستفادة من التطور الرقمي في إتاحة المواد للباحثين والمهتمين.
هذا وقد لاقى معرض الصور الفوتوغرافية التاريخية استحسان الزوار والمشاركين الذين أشادوا بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية وحرصه على جمع المواد الأرشيفية واستدامتها والحفاظ عليها للأجيال.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يطرق أبواب التاريخ ويوثق في مجلته العلمية المحكمة محطات مهمة في تاريخ الإمارات وتراثها
“ليوا”.. في عددها 31 تسلط الضوء على أهمية المسكوكات واللقى الأثرية، وترصد قضية طاحونة، وتتتبّع الخيل في الشعر الإماراتي
أصدر الأرشيف والمكتبة الوطنية العدد الحادي والثلاثين من مجلة ليوا العلمية المحكمة التي تختص بتاريخ وتراث وآثار الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج، وشبه الجزيرة العربية، وفي هذا المجال فإن العدد الجديد من مجلة ليوا يحمل باقة مميزة من البحوث والدراسات المحكمة بأقلام الخبراء والمختصين في التاريخ والتراث، وهذا ما يجعلها من المراجع التي يستطيع الباحثون والأكاديميون الاعتماد عليها.
يبدأ العدد الجديد موضوعاته بـ “توظيف المسكوكات واللقى الأثرية في دراسة تاريخ دولة الإمارات العربية.. نحو رؤية بحثية جديدة” للأستاذ الدكتور عاطف رمضان أستاذ المسكوكات والآثار الإسلامية، والذي يؤكد أن المسوح والتنقيبات الأثرية التي قامت بها دوائر الآثار المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة قد كشفت عن الكثير من المباني الأثرية الباقية أو المندثرة، وبعض كنوز المسكوكات القديمة والإسلامية، وكشفت أيضاً عن ثروة هائلة من اللقى الأثرية التي تعدّ دليلاً على تاريخ الإمارات وحضارتها منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث؛ إذ تعد هذه المكتشفات مصادر أصيلة لإعادة دراسة تاريخ دولة الإمارات إضافة إلى المصادر التقليدية المعروفة كالوثائق والمخطوطات.
وأكد البحث أن دراسة اللقى الأثرية بمعزل عن الإطار الجغرافي والثقافي للمنطقة التي اكتشفت فيها تعد بتراً للحقيقة وتشويهاً لمعالم التاريخ، فالمسكوكات من المصادر الأصيلة لدراسة تاريخ الأمم وحضارتها؛ لأنها تعد خير شاهد على الجوانب المختلفة في حياة الأمم، وهي دليل تاريخي لا يقبل الشك.
وعن الأوضاع الصحية والطبية في الإمارات المتصالحة (1900-1971) كتبت الدكتورة أسماء يوسف الكندي فاستعرضت بعض الأوبئة والأمراض التي فتكت بالبشر في الإمارات المتصالحة، كالطاعون والحصبة، والجدري والسل، والملاريا والأمراض المعوية، وأمراض العيون وغيرها، مشيرة إلى أن هذه الأوبئة تنتشر بسرعة لأسباب سياسية واجتماعية، وعسكرية وتجارية.. وغيرها.
وقد سلطت الضوء على دور الطب الشعبي والمعالجين الشعبيين في علاجها، فنوهت إلى أن الطب الشعبي كان له دوره الكبير في علاج المرضى، ما جعل المعالجون في الإمارات المتصالحة يداوون المرضى بالحجامة والوسم (الكي)، وبالمسح والتدليك، ويداوون الجروح بالماء والملح وباللبان العربي، ويجبرون الكسور، وكان للمعالجين الشعبيين وصفاتهم الشعبية في علاج أوجاع البطن… وغيرها.
وعرّفت الكندي ببعض المعالجين الشعبيين في الإمارات المتصالحة، ثم تحدثت عن الإرساليات الأمريكية ودورها الصحي والطبي في الإمارات المتصالحة، وأوردت نماذج من أطباء الإرسالية الأمريكية.
وسلطت (ليوا) الضوء على قضية طاحونة؛ حيث استعرض فيها الدكتور مايكل كونتن مورتن جوانب من العلاقات البريطانية مع بلاد فارس وأبوظبي (1902-1913).
وعن (دولة الإمارات العربية المتحدة في الصحافة العمانية في سبعينيات القرن العشرين جريدة عمان أنموذجاً) كتبت الدكتورة بهية بنت سعيد العذوبية، فأكدت أن العلاقات الإماراتية العمانية قد اتسمت بالقوة والثبات بسبب التاريخ المشترك، والجذور الواحدة، والعقيدة السياسية القائمة على مرتكزات وطنية عميقة، وأشارت إلى أن هذه الدراسة تتناول شيئاً من تاريخ الإمارات العربية المتحدة كما ورد في الصحافة العمانية الرسمية التي تعود إلى فترة سبعينيات القرن العشرين، وبناء على هذه الأهمية يمكن إبراز أهم أهداف الدراسة في التعريف بالتاريخ المشترك لدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وتتبع أبرز ما أوردته جريدة عمان حول العلاقات العمانية الإماراتية في تلك الفترة.
وعن (مسيرة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الصحافة المصرية) كتب الدكتور وائل إبراهيم الدسوقي دراسة تناولت مسيرة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الصحافة المصرية منذ ميلاد الفكرة على يد الشيخين زايد بن سلطان آل نهيان، وراشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الدراسة تستهدف التعريف بجانب مهم من جوانب العلاقات الإماراتية المصرية التاريخية في أكثر فترات التاريخ الإماراتي والعربي أهمية، وتثبت الدراسة أن الصحافة المصرية قد تابعت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بدايتها؛ مسلطة الضوء على حكمة المغفور له – بإذن الله – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي انطلقت بالبلاد إلى مستقبل مشرق وزاهر.
وتتبع العدد الجديد من مجلة ليوا (الخيل والفروسية في الشعر الإماراتي) حيث أشار الكاتب عادل العمودي إلى أن الشعر يعدّ دليلاً تاريخياً لمعرفة أحداث معينة في تاريخ المنطقة وشخصياتها وأماكنها وأسماء الأشياء فيها، والعادات والتقاليد، والأعراف والمُثل، والقيم السائدة في فترة زمنية ما؛ ومن ثُمَّ فإن ذكر الخيل في مفردات شعراء الإمارات منذ القدم دليل قاطع على وجوده في بيئة أرض الإمارات وفي تقاليد أهلها على مر العصور.
ويستعرض الكاتب نماذج شعرية لذكر الخيل والفروسية عند بعض شعراء الإمارات للدلالة على أقدمية وجود الخيل في أرض الإمارات، وبيان محبة وعشق أهل الإمارات لها، وأول وأقدم شاعر نبطي ماجدي بن ظاهر كان له شعره في الخيل والفروسية، ثم يتطرق إلى شعر محين الشامسي، وأحمد عبد الله بن سبت، ويعقوب الحاتمي، وأحمد بوسنيدة، وعلى الغفلي، والشيخ سعيد بن حمد القاسمي، وسعيد الهاملي، وسالم الجمري، وحمد خليفة بوشهاب… وغيرهم.
ويثبت المقال أن الخيول العربية الأصيلة جزءاً من التراث الإماراتي، وقد ذكر شعراء الإمارات الخيل والفروسية في أشعارهم على مرّ الأزمنة والتواريخ لوجود الخيل في أرضهم، ومحبتهم لها واعتزازهم بها، وللرعاية والاهتمام اللذين يوليهما حكام الإمارات للخيل وإكرامهم لها.
وتعرض الأستاذة نوف سالم الجنيبي مدير تحرير مجلة ليوا- كتاب (القاسم في نقود القواسم: دراسة في المسكوكات المتداولة في عصر الشيخ سلطان بن صقر القاسمي) لمؤلفه: عيسى يوسف، فتشير إلى أن الهدف الرئيس للكتاب وهو دراسة النقود التي جرى تداولها في الخليج العربي في أثناء حكم القواسم ولا سيما في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم، وأيضا النقود التي أصدرها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، التي عُدت وثيقة سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية، وأكدت حكم القواسم في تلك الفترة الزمنية.
وقد تحدثت مباحث الكتاب الخمسة عن: «الشيخ سلطان بن صقر القاسمي: مولده ونشأته، ونسب القواسم»، والثاني عن: «مقاليد الحكم في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي”، والثالث عن «الصراع بين البريطانيين والشيخ سلطان بن صقر القاسمي”، والرابع «العلاقة بين القواسم وميناء لنجة”، والخامس عن: «الأوضاع الاقتصادية للخليج العربي إبان عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي».
واحتوى العدد الجديد دراسات وأبحاث باللغة الإنجليزية، أهمها: قضية طاحونة: جوانب من العلاقات البريطانية مع بلاد فارس وأبوظبي (1902-1913)، والأوضاع الصحية والطبية في الإمارات المتصالحة (1900-1971)، ودولة الإمارات العربية المتحدة في الصحافة العمانية في سبعينيات القرن العشرين: جريدة عمان نموذجاَ.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية ويشيد بأهميته على صعيد بناء مجتمع معرفي مستدام
سلط الضوء في الجلسة الأولى على أهمية حماية التراث الثقافي
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية الذي نظمته جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات وذلك انطلاقاً من دوره في إثراء مجتمعات المعرفة، وهو يواصل جهوده على صعيد بناء المجموعات المكتبية الخاصة بالمكتبة الوطنية، وإسهاماته من أجل بناء مجتمع معرفي مستدام يدعم الابتكار ويعزز من دور المكتبات في نشر الثقافة والمعرفة.
وقد حظي الأرشيف والمكتبة الوطنية بتكريم الشيخة بدور القاسمي للأرشيف والمكتبة الوطنية لجهوده وإسهامه في دعم مسيرة نجاحات جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات.
وتمثلت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية-التي عقدت بمقر هيئة الشارقة للكتاب- بورقة قدمها سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام حول حماية التراث الثقافي، وجاء ذلك في الجلسة الأولى من الملتقى والتي جاءت بعنوان: “حماية التراث الثقافي والمحتوى الإبداعي: قضايا وحلول”.
هذا وقد سلطت الورقة التي قدمها سعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على الهدف من حماية التراث الثقافي؛ فأكد أن التراث الثقافي هو جزء هام من ذاكرة الوطن، وهو يمثل هويته الثقافية التي تبرز نسيجه الحضاري وتاريخه وتطوره، ثم تطرق إلى دور الأرشيف والمكتبة الوطنية بحمايته بالتعاون مع الجهات الحكومية التي لم تدخر جهداً في تنفيذ المتطلبات القانونية لحماية التراث الثقافي والإبداعي، وقد أبدت تعاونها في تنفيذ متطلبات القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية ولائحته التنفيذية في تحويل المواد الأرشيفية التاريخية وحفظها للمدى الطويل.
وأكد أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يهتم بجمع التراث غير المادي ويحفظه للأجيال، ويشجع الطلبة والباحثين على الاهتمام بالتراث الثقافي، و يتيحه من خلال المنصات الرقمية للأرشيف وفي مقدمتها بوابة الأرشيف الرقمي للخليج العربي، و يوثق هذا التراث الذي يدعو للفخر في إصداراته الأرشيف، ويجمع الكتب التي وثقته في المكتبة الوطنية.
ولفت إلى أن فعاليات ونشاطات الأرشيف والمكتبة الوطنية تتواصل لتقلص المسافة بين جمهور المستفيدين وذاكرة الوطن، وفي سبيل ذلك فالأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم المحاضرات والندوات، ويشارك في المعارض الثقافية الكبرى، لكي يوضح أهمية التراث، وواجب حمايته، وسبل الاستفادة منه.
واستعرض مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية دور الأرشفة الرقمية في دعم جهود حماية التراث؛ إذ إنها تحوّل الوثائق والمخطوطات الورقية إلى نسخ رقمية، مما يسهم في تقليل مخاطر التلف أو الفقدان الناتج عن العوامل البيئية، ويقلص المساحات اللازمة لتخزين الوثائق الورقية، وتتيح التاريخ الذي يدعو للفخر والتراث العريق عبر الفضائيات ومنصات التواصل بما يدعم هويتنا في عصر العولمة، مؤكداً أن الأرشفة الرقمية مهما تطورت وحازت على الدعم من التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تعني بحال من الأحوال التخلص من الأرشيفات التقليدية نهائياً، ولكنها تعدّ مكملاً وداعماً لها، وهي تزيد في عمرها إذ تجعلها بعيداً عن التداول اليدوي من قبل الباحثين وغيرهم، وتسهّل إمكانية حفظها في الأمكنة المخصصة إذ لا يوجد هناك داع للرجوع إليها باستمرار.
وركز سعادته في أهمية حفظ التراث الثقافي على المدى الطويل باستخدام الميكروفيلم، تُستخدم تقنية بيكل وتقنية PIQL للحفظ طويل الأمد والذي يستمر لحوالي 2000 عام.
واشتملت الورقة التي قدمها مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية على أهمية حماية الملكية الفكرية ودورها في صون التراث الثقافي وحمايته.
وأبدى الأرشيف والمكتبة الوطنية اهتمامه بهذا الملتقى الذي يعمل على تعزيز دور المكتبات في دعم الثقافة والمعرفة واستكشاف آفاق جديدة للتحول الرقمي والإبداع في هذا قطاع المكتبات الذي يشهد نمواً متسارعاً، ويبرز جهود جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات وشركائها في تعزيز دور المكتبات في المجتمع الإماراتي وتطوير خدماتها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
يواصل مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي فعالياته في مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية
تناول المؤتمر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال الأرشيف وعرض تجارب أرشيفية مميزة وبحوث متخصصة
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية استضافة فعاليات النسخة الـ16 من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي بمقره، وقد دارت الجلسات حول الذكاء الاصطناعي وإمكانية استخدام تطبيقاته في قطاع الأرشيف، والأرشفة الرقمية والتخزين طويل المدى، والثورة التي شهدها الحفظ الرقمي، وخلق الوعي بإدارة السجلات، وبالإضافة إلى ذلك جرى استعراض بعض التجارب الناجحة والمميزة في مجال حفظ الأرشيفات وإتاحتها.
واتسمت جلسات اليوم الثاني بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بأنها تضافر فيها الجانب النظري الذي كان ثرياً بالمعلومات مع الجانب العملي الذي قدم تجارب مميزة عالمياً، وهذا ما أسهم في تبادل الخبرات والتجارب التي أثرت معارف المشاركين والمختصين والمهتمين في قطاع الأرشفة.
وقد أشاد السيد حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية بما حفلت به الجلسات من أفكار وآراء أوضحت فوائد تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ذات العلاقة بقطاع الأرشيفات، وأكد أن هذه الأفكار والآراء لها صداها محلياً وعربياً وعالمياً، وأن النقاشات التي دارت في المؤتمر أثرت مجال الأرشفة عامة؛ فمن المحاضرات والجلسات التي حفل بها البرنامج العلمي للمؤتمر يمكن الخروج بسلسلة من التوصيات التي تتمحور حول الحلول التي يحتاجها العاملون في هذا المجال لما لها من أثر في تطوير الأعمال في مجال الأرشفة، ولا سيما دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة في معالجة البيانات وتوفيرها بأسهل الطرق لمتخذي القرار وللمستفيدين.
ولفت المطيري إلى أن ما تطرقت إليه الجلسات حول أحدث التقنيات وأهم المعايير والمقاييس والمواصفات التي تسهم في تحليل البيانات فيها الكثير من الحلول للتحديات المتمثلة بكمية البيانات الرقمية وتزايدها، وما تنتجه منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة الكم الهائل من البيانات الرقمية وتحديات معالجتها وتحليل محتوياتها، وتحديات إتاحتها بما يتناسب مع متطلبات الباحثين.
هذا وقد اشتملت فعاليات المؤتمر في اليوم الثاني التي استضافها الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشة عمل في الذكاء الاصطناعي في الأرشيف: من البحث إلى التعليم، كما ناقشت أيضاً تطور وإدارة المجموعات الأرشيفية والسياسات المتبعة، والتحديات والفرص التي يحققها الوصول المفتوح إلى التحف المؤرشفة في مؤسسات التعليم الإلكتروني المفتوحة: دراسة حالة في جامعة جنوب إفريقيا.
ومن المواضيع التي حفل بها البرنامج العلمي للمؤتمر: إدخال الأرشيفات الرقمية في نظام تخزين طويل الأمد من خلال برمجيات مفتوحة المصدر مجانية في جنوب إفريقيا، ومشاركة الموارد ونمو المعرفة في المكتبات الأكاديمية في دول الخليج العربي.
وحفل برنامج المؤتمر في يومه اليوم الثاني بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً بالطرق المتطورة في إمكانية الوصول إلى الأرشيفات في المكتبات الكلاسيكية، وسلوكيات البحث والمعالجة المعرفية للباحثين في استرجاع المعلومات الأرشيفية، وإحداث ثورة في تعليم الحفظ الرقمي، وخلق الوعي بإدارة السجلات: تسليط الضوء على حوادث الطرق في جنوب إفريقيا نموذجاً، والتحديات والحلول في تقديم الخدمات من قبل مراكز حفظ الأرشيفات الإقليمية في الصين، والأدوار التي يضطلع بها أمناء الأرشيف في إعادة توطين اللاجئين، ومنهجية مشاركة أرشيفات التاريخ الشفوي في بناء الذاكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي سوف يواصل فعالياته في اليوم القادمين من نسخته السادسة عشرة بمقر جامعة السوربون أبوظبي.
تعليقات الصور
1- الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتضن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
2- تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الأرشيف في صلب اهتمام المؤتمر
3- من فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
4- من الورش التي حفل بها برنامج اليوم الثاني للمؤتمر
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستضيف فعاليات مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
في دولة الإمارات العربية المتحدة يعقد المؤتمر دورته الـ 16
انطلقت فعاليات النسخة الـ 16 من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية والذي يُعنى بتطوير التعليم والبحث الأرشيفي، ويهدف إلى تطوير الدراسات الأرشيفية وإدارة السجلات بما ينسجم مع معطيات المستقبل وما يشهده من تقدم في مختلف المجالات.
افتتح سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام الفعاليات بكلمة أكد فيها أن الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي يتطلعان إلى أن يسفر هذا المؤتمر عن مزيد من الارتقاء بالدراسات الأرشيفية وتعزيز البحث العلمي الأرشيفي، وإثراء المعرفة في المجتمع.
وأضاف إلى أنه انطلاقاً من حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على تطبيق الذكاء الاصطناعي والعلوم الحديثة في مجال الأرشفة، واستخدام أحدث المعايير والممارسات في التوثيق والأرشفة، وتأهيل الشباب للاهتمام بذاكرة الوطن- استحدث الأرشيف والمكتبة الوطنية برامج تأهيلية وأكاديمية بالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي؛ بدأت بالشهادة المهنية، ثم أطلقا برنامج البكالوريوس في إدارة الوثائق والأرشيف، ودرجة الماجستير في إدارة السجلات والدراسات الأرشيفية، والتنسيق مستمر من أجل إطلاق برنامج الدكتوراه في هذا المجال قريباً؛ مشيراً إلى أن هذه الدرجات الأكاديمية تنسجم وتتكامل مع ما يهدف إليه مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي على صعيد تطوير مجال الدراسات الأرشيفية ومناهجها، وتشجيع الأبحاث العلمية الأرشيفية، وهذا بمجمله يأتي في صميم اهتمام البرامج الأكاديمية المستحدثة بالتعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي.
وثمّن سعادته عالياً الدور الذي تؤديه جامعة السوربون أبوظبي على صعيد خدمة العلوم الأرشيفية وتعزيز دور الأرشيفات في حفظ تاريخ الشعوب والأمم وحاضرها واستشراف مستقبلها، وتمنى سعادته للمؤتمر التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه المنشودة.
وفي كلمته التي تم بثها عبر تقنية الاتصال المرئي أعرب المستشار الخاص بالأرشيف والمكتبة الوطنية ديفيد فريكرز المتحدث الرسمي في المؤتمر عن سعادته بانعقاد مثل هذا المؤتمر المتخصص في دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم ركز في أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الوثائق والأرشيف، وحثّ على التكامل بين العاملين في التكنولوجيا والعاملين في قطاع الأرشفة لكي تكون المفاهيم موحدة، ويسهل تطبيقها مما يسفر عن نتائج طيبة ومُرضية.
الشيخ زايد بن سرور يشيد بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تعزيز الولاء والانتماء
اطلع على أجندة الأرشيف والمكتبة الوطنية الحافلة بالفعاليات الوطنية
أشاد الشيخ زايد بن سرور بن محمد آل نهيان بأجندة الأرشيف والمكتبة الوطنية الحافلة بالفعاليات الوطنية التي تسهم في تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة، وفي ترسيخ الهوية الوطنية لدى أبناء المجتمع، وتقدم للزوار صفحات مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق.
جاء ذلك أثناء زيارة قام بها إلى مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، حيث استقبله سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام، وقدم له تعريفاً بالأرشيف والمكتبة الوطنية وأهم ملامح الخطة الاستراتيجية التي تمتد لغاية عام 2032 والتطور الذي يشهده الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذه المرحلة.
وأكد سعادة المدير العام أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعد لأكثر من 30 فعالية ينظم بعضها ويشارك في بعضها الآخر، واستعرض سعادته أبرز مبادرات الأرشيف والمكتبة الوطنية ومشاريعه الكبرى؛ فتطرق لموسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة التي تعدّ إنجازاً كبيراً يوثق الذاكرة الوطنية والرصيد الوثائقي والمنجز الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تحدث عن المشاريع والمبادرات المستقبلية التي يسهم فيها داخل الدولة وخارجها.
وجال الشيخ زايد بن سرور آل نهيان في قاعة الشيخ سرور بن محمد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، واطلع على سير العمل في تجهيزها، وهي القاعة التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الدولة في البناء والتأسيس، واستمع لشرح مفصل عن قاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تعد تجربة متحفيّة علمية ومبتكرة تحتضن الماضي وتوثق اليوم وتستشرف المستقبل، وهي تسخّر أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض في تقديم جوانب مما حققته دولة الإمارات من تقدم وتطور وازدهار.
واختتمت الزيارة في قاعة الشيخ محمد بن زايد حيث تابع الضيف ومرافقوه فيلماً وثائقياً يرصد محطات مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم دورة تدريبية في إجراءات تحويل الوثائق داخلياً وخارجياً
ضمن سلسلة الفعاليات المتخصصة التي يقدمها للجهات الحكومية
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم دورة تدريبية في إجراءات تحويل الوثائق داخلياً وخارجياً
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية دورة تدريبية افتراضية حول إجراءات وآليات تحويل الوثائق غير النشطة داخليًا في الجهة الحكومية والوثائق التاريخية من الجهات الحكومية إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية، وتأتي هذه الدورة استكمالاً لسلسلة الدورات التدريبية التي يقدمها الأرشيف والمكتبة الوطنية للجهات الحكومية الاتحادية.
استعرضت الدورة التدريبية التي قدمها أحمد موجب خبير الأرشفة في الأرشيف والمكتبة الوطنية – الأدوات القانونية التي تتمثل بمواد القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية وتعديلاته ولائحته التنفيذية، والمقاييس الدولية ISO والتي يتم الاعتماد عليها في تنفيذ الإجراء بشكل صحيح.
وحددت الدورة أبرز الأهداف المنشودة من عملية تحويل الوثائق، وهي: نقل الوثائق غير النشطة من أماكن نشأتها، وحفظها في ظروف مناسبة في مخازن مخصصة لهذا الغرض.
وحددت أيضاً مسؤولية كل طرف في عملية تحويل الوثائق.
وتضافر الجانب النظري مع الجانب العملي في الدورة؛ حيث قدم خبير الأرشفة شرحاً مفصلاً عن إجراءات التحويل داخلياً في الجهة الحكومية من الإدارة المنشئة للوثائق إلى وحدة الوثائق في الجهة نفسها، وخارجياً من الجهة الحكومية إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية للحفظ الدائم.
وأثناء الدورة التدريبية أكد المحاضر أن مرحلة تحويل الوثائق من الجهات الحكومية تكون في المرحلة الثالثة من عمر الوثيقة؛ حيث يتم تحويلها إلى مركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف والمكتبة الوطنية، ويتم التدقيق عليها ثم يقوم المختصون بترميم الوثائق المتضررة أو المشرفة على التلف؛ لافتاً إلى أهمية التوعية بالأساليب الصحيحة في حفظ ذاكرة الوطن حفاظاً عليها من الهدر والضياع.
هذا واستعرضت الدورة التدريبية بالتفصيل وبالصور التوضيحية جدول تحويل الوثائق وكيفية تعبئته، والمراحل التي تمر بها عملية التحويل، ومتطلباتها، والبيانات التفصيلية المطلوبة لاسترجاعها في حال الحاجة من طرف متخذي القرار أو الموظفين أو الباحثين.
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
في برنامج موسمه الثقافي2024
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
ضمن برنامج موسمه الثقافي 2024، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة متخصصة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية، وذلك بوصفها هدفاً سامياً، وهي القوة التي تربط أفراد المجتمع، وينبغي تعزيزها بالمواهب الإبداعية وبالرموز الوطنية الإماراتية، وذلك مسؤولية الجميع، وأكدت الندوة أنه في مقدمة المبدعين يأتي قادة دولة الإمارات العربية المتحدة العظام الذين يسطرون الإنجازات الكبرى، وهم يسيرون بالوطن نحو مستقبل يكون فيه بين أكثر دول العالم تقدماً، وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل أن يكون أولئك الرموز الذين نفخر بهم في مقدمة المبدعين الذين نعزز بسيرهم الرائدة هويتنا الوطنية لدى الأجيال.
افتتحت الندوة الأستاذة إيمان البريكي من الأرشيف والمكتبة الوطنية فأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفخر برموزها وبالمبدعين والمبتكرين من أبنائها، وأن تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية إنجاز وطني بنّاء يزيد الطلبة اعتزازاً بماضيهم وفخراً بحاضرهم، ويهيئ للنشء القدوة الحسنة، ويشجعهم ويحفزهم على طريق الإبداع بما يصب في مصلحة الوطن.
شاركت في الندوة كل من السيدة أسماء إبراهيم البلوشي أخصائي تحسين تعليم في قطاع تطوير التعليم بدائرة التعليم والمعرفة، والسيدة ليندا إبراهيم ونوس مديرة مشاريع إثراء الفنون، بقطاع تمكين المواهب في دائرة التعليم والمعرفة.
استهلت السيدة أسماء إبراهيم البلوشي الندوة بحديثها عن دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة المحوري على صعيد تعزيز الهوية الوطنية عبر مبادراتها ومشاريعها التي تهدف إلى ترسيخ القيم الوطنية والثقافية.
ثم تطرقت إلى أسباب قلة وعي النشء بالهوية الوطنية، وأعادتها إلى التأثيرات الخارجية، وقلة التوعية، وقلة الأنشطة الموجهة، وأكدت أهمية توعية الأبناء بالهوية الوطنية بالتركيز على التاريخ المجيد، والثقافة والتقاليد العريقة، والحفاظ على اللغة العربية، والقيم والمبادئ والرموز الوطنية، ثم تناولت العناصر الأساسية لتوعية الجيل بالهوية الوطنية؛ فركزت في القصة المصورة “أنا من الإمارات” التي تعرّف الأطفال بالإمارات ومعالمها التاريخية، ثم سلسلة “هويتي سر حضارتي” التي تتضمن قصصاً تراثية عن الهوية الوطنية الإماراتية، وقصة “أنا إماراتي” التي تهدف إلى تعليم الأطفال أسماء الإمارات السبع، وما تشتهر به كل إمارة.
وتحدثت البلوشي عن تقييم الهوية الوطنية في المدارس الخاصة، وعن قصة مبادرة مجالس الأحياء المبتكرة ودورها الكبير في تعزيز الهوية لدى الطلبة، وعن منهج السنع وغيره.
بعد ذلك سلطت السيدة ليندا ونوس الضوء على برنامج الهوية الوطنية في الفنون “وطني إبداعي” والذي تكمن أهميته في الفنون بوصفها مرآة ثقافية تعكس التقاليد والتراث والقيم الإماراتية، كما يعزز الشعور بالانتماء للوطن.
وأشارت إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى الطلبة، ويرسخ فهم الطالب بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وقيمها وثقافتها، ويعرض مهارات الطلبة الفنية، وأشارت أنه للبرنامج محاور عديدة منها: الفنون الجميلة، والفنون الأدائية، والفنون الأدبية، والحرف والفنون التراثية، والفنون الرقمية.
وتحدثت ونوس عن مبادرات البرنامج وما يقدمه للطلبة، وأشارت إلى أن العديد من المبدعين الإماراتيين شاركوا فيه، وفي مقدمتهم: نجاة مكي، وعبيد سرور، وعزة القبيسي، ومحمد الاستاد، وغيرهم… وغيرهم.
والجدير بالذكر أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد نظم العديد من البرامج والمبادرات التي تعزز المواهب الإبداعية للطلبة في الكتابة والمسرح وغيرهما، والتي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة افتراضية حول بناء المجموعات المكتبية الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها الشعبي، وذلك تكاملاً مع الجهود التي يبذلها في بناء مجموعات المكتبة الوطنية، وانطلاقاً من اهتمامه بإثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وقد أكدت المحاضرة التي قدمها سعادة فهد المعمري رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات- أن المكتبات وما تحويه من أرفف تضم عشرات الآلاف من العناوين المتنوعة في كافة العلوم والمعارف بتصنيفات مختلفة، وبناء المجموعات في كل مكتبة يعتمد على السياسة الموضوعة لتنمية المجموعات، ومنها بناء مجموعات خاصة لدولة الإمارات والتراث الشعبي.
وركزت المحاضرة على أهمية التراث الشعبي الإماراتي، وتوفير المحتوى الإماراتي في هذا المجال تحت سقف واحد؛ ليكون مرجعاً محفوظاً للباحثين، وبمتناول أيادي الجميع.
هذا وتضمنت المحاضرة المحاور التالية: أهمية مكتبة التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء المجموعات الخاصة بكتب دولة الإمارات، وموروث الثقافة الشعبية، وبيبلوغرافيا التراث في مكتبة التراث الشعبي، ودور الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية في بناء المجموعات.
وعن أهمية مكتبة التراث الشعبي قال المعمري: إنها الوعاء المعرفي الكبير للتراث، الذي يضم آلاف الصفحات التي تُعنى بكل أطياف وأشكال التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن وجود مكتبة مختصة بالتراث يثري حجم المادة المطبوعة المتواجدة في مكان واحد، وتسهل على الباحثين الوصول إلى المراجع والمصادر المطلوبة، ومن جهة أخرى فمكتبة التراث تشكل النواة الأولى لكتاب التراث الشعبي، وبداية نمو المعارف والعلوم الخاصة به لدى المهتمين والمختصين، وتطرّق إلى تصنيفات التراث الشعبي في المكتبة المتكاملة التي ترفد روادها بجميع المعارف في مجال التراث الشعبي الإماراتي، وذكر أكثر من أربعين تصنيفاً في ببلوغرافيا مكتبة التراث الشعبي الإماراتي، ذلك إلى جانب الموسوعات التراثية، وذكر المحاضر أساليب وسبل جمع التراث الشعبي الإماراتي المتوفر في المكتبات بأنواعها، وفي وسائل الإعلام وغيرها.
وقال السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية: إن ما قدمه الأستاذ فهد المعمري يوضح معالم الطريق أمامنا في سبيل بناء مجموعات خاصة في جميع التصنيفات، وكل تصنيف على حدة، ولكن على أن نربط بشكل علمي بين مقتنيات المكتبات داخل الدولة، حتى لا تتكرر المراجع والمصادر في جميع المكتبات فتأخذ حيزاً كبيراً على حساب غيرها في التخصص نفسه أو في غيره من التخصصات، وسيكون ذلك تحت إشراف المكتبة الوطنية.
وأضاف: إنني أثمن عالياً جهود الأستاذ المعمري في رسم الخريطة الملائمة تماماً لمكتبة التراث الشعبي الإماراتي، وهذا ينمّ عن حسه الوطني العالي تجاه تراثنا الشعبي الذي يعد جزءاً من هويتنا، وهو موروثنا الثقافي الذي نفتخر به، وعلينا حفظه للأجيال القادمة، وتيسير الوصول إليه وإتاحته للباحثين والمختصين لأنه الجزء المهم في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.