الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في فعاليات مكتبية في الشارقة ودولة قطر
بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المميزة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في فعاليات مكتبية في الشارقة ودولة قطر
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الندوة التي نظمتها جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات بعنوان "المكتبات الإماراتية والمستقبل" على هامش النسخة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، وجاء ذلك عقب مشاركته في الدورة 29 من مؤتمرCDNLAO الدولي نظمته مكتبة قطر الوطنية في الدوحة وشارك فيه مديرو المكتبات الوطنية من 28 دولة في آسيا وأوقيانوسيا.
وجاءت مشاركات الأرشيف والمكتبة الوطنية هذه انطلاقاً من حرصه على تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المميزة التي يستفيد منها الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو يواصل جهوده في سبيل إنشاء مكتبة وطنية تضاهي كبريات المكتبات في العالم وتكون منارة حضارية وثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وهذا ما أكده الأستاذ حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية أثناء حديثه في ندوة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات؛ حيث أشار إلى أن المكتبة لم تعد كما كانت سابقاً؛ هي مجرد مساحة تشغلها الكتب والمطبوعات الأخرى، يأتي الرواد فيستعيرون منها ما يهمهم ثم يعيدونها إليها، فاليوم الزائر يتوقع من هذا الفضاء المعرفي أكثر من ذلك بكثير، إذ بدأ زمن المكتبة التفاعلية التي تنسجم مع نفسية الزائر ومزاجه، وهناك تنافس بين المكتبات في استخدام التكنولوجيا والخدمات المعرفية، وبتقديم الخدمات السريعة، وهذا ما يحتم علينا الارتقاء بالمكتبات وأمنائها.
وأضاف: هناك مكتبات خضراء، ومكتبات أخرى تخصص جوائز لروادها، وأشار إلى أهمية النظر في ربط قواعد البيانات والمشاركة المعلوماتية حتى لا يتكرر شراء المادة، ونحن ندرك تماماً أننا أمام تحديات كثيرة؛ فالطفل قد يرغب بالتطبيق ولا يرغب بالقراءة وذلك مما يجعله يحلق بعيداً بخياله، ونحن واثقون بأنه سيعود بعد ذلك إلى الكتب ومضامينها.
هذا وقد حفل مؤتمرCDNLAO الذي أقيم لأول مرة في المنطقة، واستضافته الدوحة- باللقاءات المثمرة والنقاشات الرفيعة، والتي أكدت أنه فرصة حقيقية لكي تتضافر الجهود الجماعية للمكتبات، وتعزيز تبادل المعلومات، وتوسيع نطاق التعاون حرصاً على صون الثقافة والمعرفة.
وقد شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الجلسة الأولى بورقة عمل بعنوان: "تقنيات جمع المحتوى الرقمي والمطبوع" سلط فيها الأستاذ حمد الحميري الضوء على تجربة مكتبة الإمارات، وعلى استكمال مجموعات المكتبة الوطنية، وجمع الإنتاج المعرفي والفكري بما يضمن الوصول إلى المعلومات الموثقة التي تخدم الباحثين والمهتمين في تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض تجسيد الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والشارقة نموذجاً
الاستدامة في الشارقة آتت ثمارها في المجالات الحيوية وتكاملت في نجاحها
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض تجسيد الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والشارقة نموذجاً
قدم الأرشيف والمكتبة الوطنية في منصة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب2023 محاضرة بعنوان: "الإمارات وطن الاستدامة: الشارقة نموذجاً"، تناولت مفهوم الاستدامة وكيف تجسدت الاستدامة في الشارقة، واهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة عامة بتحقيق الاستدامة التي تضمن إلى جانب ازدهار الحاضر مستقبل الأجيال.
جاء اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بهذه المحاضرة انطلاقاً من تزامنها مع عام الاستدامة 2023 في الدولة، وبالتزامن أيضاً مع معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ42، والذي يعد تظاهرة ثقافية عالمية.
تناولت الدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدراسة التحليلية التي قدمتها في المحاضرة مفهوم الاستدامة منذ إطلاقه من قبل مفوضية الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في 20 مارس 1987، وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وأسقطتها على محاور رؤية الإمارات 2022.
وتطرقت المحاضرة إلى العوامل المؤثرة في تشكيل الفكر المستدام لكل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومجالات الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، وتمّ تسليط الضوء على أبرز ما تركه الشيخ زايد من إرث في هذه المجالات وما استكملته مسيرة سلطان من إنجازات ونتائج ومخرجات على صعيد إمارة الشارقة.
وأشارت الدكتورة حسنية العلي إلى أن أي محور من محاور الاستدامة تحقق في الشارقة انعكس أثره إيجاباً على بقية محاور الاستدامة، وذلك حتى يتكامل النجاح في مختلف المجالات.
وتعكس التجربة أهم وأبرز المشاريع التي تبنتها الشارقة برعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، ومن الأمثلة على الاستدامة الاقتصادية: مشروع مزرعة القمح، ومرعى النزهة، وشروق للاستثمار.
وفي الاستدامة الاجتماعية: المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وبرامجه، ونظام العمل الجديد في الشارقة، والقوانين المتعلقة بالموارد البشرية فيها. وفي الاستدامة البيئية: مشروع المجموعة القابضة "بيئة"، والمراكز البحثية والمحميات البالغ عددها في الشارقة 15 محمية.
وعلى صعيد الاستدامة الثقافية، فقد ظهر هذا المصطلح ظهر أول مرة عام 1995- إلا أن الشيخ زايد اهتم به حرصاً على الموروث الأخلاقي، والممارسات الأخلاقية والمعتقدات لكي تتناقلها الأجيال.
وبالنسبة للاستدامة الثقافية في الشارقة؛ ففي عام 1998 قررت اليونسكو أن تكون الشارقة عاصمة ثقافية، واختيرت الشارقة عاصمة عالمية للكتاب في 2019، وربع متاحف الدولة موجودة في الشارقة، والشارقة منارة للإبداع، وما تستضيفه من مسرحيات، وندوات ومعارض طوال العام تأكيد على الاستدامة الثقافية.
وهذا الاهتمام بالثقافة له أهدافه التي تتبلور فيما أكده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حين قال: " إن الثقافة .... تشكّل أداةً راسخة لحماية المجتمعات وتحقيق الطمأنينة لها من كل ما يواجهها من تحديات مختلفة تستهدف وحدتها وهويتها.... ".
الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفل بيوم العلم ويرفعه عالياً خفاقاً
يستذكر المآثر والإنجازات العظيمة التي سطرتها الإمارات في ظلاله
الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفل بيوم العلم ويرفعه عالياً خفاقاً
شهد الأرشيف والمكتبة الوطنية صباح الثالث من نوفمبر الجاري مراسم رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة احتفاء بيوم العلم الإماراتي؛ المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الجميع؛ وبوصف العلم رمزاً للهوية الوطنية، وهو يمثل سيادة الدولة وشموخ أبنائها، ورمز الكرامة والحرية، والسلام والخير الذي عمّ الإمارات.
وبهذه المناسبة قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: إن دولة الإمارات قيادة وشعباً تستحضر في هذه المناسبة أسمى معاني الاتحاد والتلاحم والانتماء إلى الوطن وهم يلتفون حول علم الإمارات الذي سيظل عالياً خفاقاً في ظل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وعزيمة الشعب على الارتقاء بالوطن والحفاظ على وحدته ومكتسباته، مؤكداً أن العلم يروي حكاية وطن وشعب، وتمنّى سعادته لراية الإمارات العربية المتحدة أن تظل عالية خفاقة رمزاً للوحدة ومصدراً للفخر والعزة.
هذا وقد قام برفع العلم في مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بحضور ومشاركة جميع مديري الإدارات والموظفين.
وتجدر الإشارة إلى أن علم الإمارات قد رفعه لأول مرة المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون في الثاني من ديسمبر 1971 في دار الاتحاد بدبي، وتحت علم الإمارات الشامخ سطرت دولة الإمارات مآثر عظيمة وإنجازات خالدة أبهرت العالم.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يكشف لزوار “الشارقة للكتاب” التاريخ الحقيقي والموثق للدورة الأولى من معرض الشارقة للكتابالأرشيف والمكتبة الوطنية يكشف لزوار “الشارقة للكتاب” التاريخ الحقيقي والموثق للدورة الأولى من معرض الشارقة للكتاب
الأرشيف والمكتبة الوطنية يكشف لزوار "الشارقة للكتاب" التاريخ الحقيقي والموثق للدورة الأولى من معرض الشارقة للكتاب
انطلقت فعاليات منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية في النسخة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بعد الافتتاح الرسمي، واستقبال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في المنصة، وقد اطلع سموه على صحيفة الاتحاد التي توثق افتتاح معرض الكتاب العربي الأول بالشارقة في مايو 1979م، واستمع إلى شرح عما تحتويه المنصة، وما تقدمه لجمهور المعرض من زوار ومشاركين، وقد أشاد سموه بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد حفظ ذاكرة الوطن.
وقدمت منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي صورة عن صحيفة الاتحاد، وصوراً تاريخية توثق افتتاح الدورة الأولى للمعرض.
وتأتي أهمية صحيفة الاتحاد في أنها تقدم التاريخ الدقيق والموثق للدورة الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب في عام 1979م، وهذا ما جعلها تجذب كبار الزوار والمهتمين بتاريخ المعرض الذي أضحى تظاهرة ثقافية عالمية.
وتقدم منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية للزوار الإصدارات المتنوعة والثرية بالمعلومة الموثقة التي تدوّن تاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وتتزين جدران المنصة بالصور التاريخية التي ترصد محطات مهمة في حياة المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وهو يعمل من أجل الارتقاء بوطنه وأبناء شعبه، وكذلك توثق جوانب من الاهتمام الذي تلاقيه دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتها الرشيدة التي تسير على خطى الشيخ زايد وهي تعمل من أجل حاضر مزدهر ومستقبل مشرق للأجيال.
هذا وقد احتفت منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً بإمارة الشارقة؛ ماضيها العريق وحاضرها الزاهر، وعرضت على شاشات كبيرة عدداً من الأفلام الوثائقية، وزينت جدرانها بالصور التاريخية مما يحتفظ به الأرشيف والمكتبة الوطنية في أرشيفه الثري بالصور التي توثق تاريخ دولة الإمارات وإنجازات قادتها العظام.
وتعرض المنصة لوحة كبيرة عليها أهم الخدمات التي يمكن طلبها إلكترونياً، ويقدمها الأرشيف والمكتبة الوطنية لجمهور الباحثين وللوحدات الأرشيفية في المؤسسات الأرشيفية في الدولة، وعلى صعيد تزويدهم بالإصدارات، وتشخيص الأرشيفات وتنظيمها، وتقديم المشورة، والنظر في إتلاف الوثائق عديمة الفائدة وغيرها.
وتعرض منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية على إحدى واجهاتها لوحة مخصصة لاهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستدامة، وتبرز فيها اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقيادة الرشيدة بالاستدامة، وإدراكهم لأهمية حماية البيئة ومواردها، بوصفها أمانة يجب الحفاظ عليها.
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023
بإصدارات جديدة وعدد كبير من الفعاليات المميزة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023
يشارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في النسخة الثانية والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، والتي تقام تحت شعار "نتحدث كتباً" في الفترة من 1-12نوفمبر، بإصداراته الجديدة، وبعدد كبير من الفعاليات التي تهمّ الطلبة والباحثين، وهو يحرص على اغتنام أيام المعرض لاستكمال مجموعات مكتبته من الإصدارات الجديدة.
وحول هذه المشاركة قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: إننا نحرص على المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يمثل تظاهرة ثقافية كبرى، وهو من أبرز معارض الكتب في العالم، وتأتي مشاركتنا في هذا العام تعزيزاً لثقافة القراءة في تاريخ دولة الإمارات واستدامتها، وللدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على الصعيد الثقافي، وهو يؤدي دوره في توثيق ذاكرة الوطن وحفظها للأجيال، كما أننا نستهدف من المشاركة مدّ جسور الحوار مع المشاركين والزوار من شعوب العالم، وإثراء المشهد الثقافي بالبعد التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: ونتطلع من خلال مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في المعرض إلى إطلاع الجمهور على الخدمات التي نقدمها على الصعيد الثقافي والعلمي، وعلى الفعاليات الكبرى التي يضطلع بها الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد أنجز بنجاح وتميز تنظيم كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي استضافته أبوظبي، ومؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي في الشهر الماضي، ونحن على موعد قريب مع مهرجان الشيخ زايد والذي صار فيه جناح "ذاكرة الوطن" جزءاً أساسياً ومحطة أنظار الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وأشار سعادته إلى أن الأطفال والطلبة على موعد مع العديد من البرامج التعليمية الحضورية والافتراضية بما يثري معارفهم بتاريخ وطنهم وتراثه، ويعزز لديهم الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة، ويغرس في نفوسهم المبادئ الوطنية النبيلة، ويرسخ الهوية الوطنية لديهم.
هذا وستلقي الدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم بالأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: "الإمارات وطن الاستدامة.. الشارقة نموذجاً"، وسيقوم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بتكريم الفائزين في مبادرة (كتّاب 71)، سيعزز الأرشيف والمكتبة الوطنية منصته المشاركة في المعرض بعدد من الإصدارات الجديدة التي تتكامل مع إصدارته السابقة من حيث تغطية المراحل التاريخية، وتنوع الموضوعات، وستشهد منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية -في القاعة رقم 5 الجناح 015- تدشين الجديد من الإصدارات، والعديد من الفعاليات المتنوعة الموجهة إلى الأطفال والطلبة.
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم النسخة الثانية من مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي
أكد أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وتدريب الطلبة على جمعه
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم النسخة الثانية من مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي
أشاد المشاركون والحضور باهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتاريخ الشفاهي وإضفاء الطابع العلمي والمنهج التاريخي عليه، وبأهمية جلسات مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار "ذاكرتهم تاريخنا: استدامة المفاهيم والممارسات المتوارثة والمتناقلة شفهياً"، وقد شهد المؤتمر حضوراً مميزاً من الخبراء والمختصين، ورواة التاريخ الشفاهي والمساهمين في جمعه وحفظه، من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خارجها، وامتازت جلسات المؤتمر بالأفكار الجديدة والمبتكرة التي حرصت على تأكيد أهمية جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته بالطرق التكنولوجيا الحديثة لكي يكون قريباً من أجيال الطلبة والشباب، وعلى أهمية إدخال بعض مخرجات التاريخ الشفاهي إلى مناهج الطلبة، وتدريبهم على جمعه وحفظه، وضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومخرجاته في هذا المجال الهام الذي يستكمل التاريخ المكتوب.
وأكد سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية - في كلمته الافتتاحية- أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي جاء تعزيزاً لنجاح المؤتمر الأول الذي أسهم في إثراء ذاكرة الوطن، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهذا العلم وتقنياته وإلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية لم يقتصر على جمع المقابلات التي يجريها مع الرواة من كبار المواطنين والمقيمين وحفظها وإتاحتها، وإنما عمد إلى نقلها إلى الطلبة والشباب، وإلى المعنيين بهذا النوع من التوثيق، وقد أثرى المكتبة المحلية والعربية بسلسلة مجلدات (ذاكرتهم تاريخنا)؛ حتى غدت مقابلات التاريخ الشفاهي مصدراً نعتمد عليه في البحث عن المعلومة التاريخية الموثقة.
ولفت سعادته إلى أن التاريخ الشفاهي ليس وليد اليوم والأمس، وإنما هو من المآثر التي علمنا إياها المؤسس والباني -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حين كان يجالس أبناء شعبه، ويوجّه الباحثين لإجراء مقابلات مسجلة مع بعض الرواة والمعمرين، إنه كان يدرك تماماً أن التاريخ الشفاهي مصدر مهم في عملية توثيق تاريخ الأمم والشعوب، وأن شاهدَ العيان أوثقُ دليلاً من شاهد السماع، وقد كان -طيب الله ثراه- حريصاً على تمتين الوشائج بين أبناء المجتمع الإماراتي وماضي آبائهم وأجدادهم، مما يجعلهم قادرين على حمل مسؤولية مواصلة بناء الوطن وازدهاره وضمان مستقبلٍ مشرقٍ للأجيال القادمة.
وأكد أهمية استدامة الموروث والتعامل معه بحيوية وفاعلية ليسهم في تنمية كنوزنا البشرية.
ثم ألقت الدكتورة عائشة بالخير رئيس فريق التاريخ الشفاهي، مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، كلمة قالت فيها: لقد أرسى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- قواعد الأخلاق الحميدة، وفعل الخير، ونشر السعادة، واحتواء الآخر، وغيرها من القيم والمآثر التي أسهمت في بناء الإنسان، وخلق بيئة اجتماعية يسودها التعاون والوئام حتى أصبحت الإمارات نموذجاً في نشر السلام وزرع بذور الانسجام.
ولفتت إلى أن مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي يبحث أوجه التقارب بين الحضارات؛ فمخرجات هذا المؤتمر جزء من رؤية ورسالة القيادة الرشيدة ومساعيها لتقارب البشرية وتوثيق التاريخ المحلي والمشترك.
بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر بعنوان: "الموروث الشفاهي واستدامته ...واستشراف المستقبل"، أدارتها الدكتورة عائشة بالخير، وتحدثت فيها الدكتورة نجيمة طاي طاي، وزيرة التعليم الوطني والشبيبة سابقاً في المملكة المغربية، والدكتورة ضياء عبدالله خميس محمد الكعبي، رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة البحرين، والأستاذة شيخة الجابري، مستشار إعلامي بمؤسسة التنمية الاسرية.
وقد تحدثت الدكتورة نجيمة طاي طاي عن دور المهرجان الدولي "مغرب الحكايات" في تثمين الكنوز البشرية والمساهمة في التنمية، مشيرة إلى أهمية الحكاية الشعبية في المغرب، ووجوب دخولها إلى المدارس، وأهمية التراث كوسيلة لتنمية المجتمع، وأهمية الإنصات إلى صوت التراث ودور الكلمة المروية وما تحمله من قيم ومحبة وسلام.
وتناولت الدكتورة ضياء عبد الله الكعبي تجربتها مع طلبة الجامعة في جمع الحكايات البحرينية باللهجة المنطوقة، ثم أشارت إلى ضرورة حفظ مرويات الأدب الشعبي، ورقمنة التراث، وترويجه واستثمار التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الأدب الشعبي والصناعات الثقافية، ووصول الحكاية العربية إلى الأرشيفات العالمية، ودخولها طيات التخصصات الأكاديمية.
واستعرضت الأستاذة شيخة الجابري جوانب من دور الإمارات في حفظ الموروث، واستراتيجيات وصول صوت الماضي للحاضر ونحو المستقبل، وعددت أهم المؤسسات التي تولي التاريخ الشفاهي والحكاية المروية الاهتمام، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات تترجم على أرض الواقع جمع التاريخ الشفاهي وحفظه وإتاحته.
وفي ختام الجلسة الأولى كرّم الأرشيف والمكتبة الوطنية فريق العمل في برنامج الشارة الذي تبثه قناة الإمارات، وفريق برنامج السنيار الذي تبثه قناة سما دبي لمساهمتهم الفاعلة في حفظ الموروث واستدامته.
ثم توالت الجلسات، فجاءت الجلسة الثانية، بعنوان: "عناصر وآليات وإجراءات أرشفة القصص الشخصية والحكايات" والتي أدارتها الأستاذة ميثا الزعابي، وشارك فيها كل من: الدكتور ديفيد بيرلخوي رئيس الجمعية الدولية للتاريخ الشفاهي في المملكة الإسبانية، وقد جاءت مشاركته افتراضياً عبر برامج وتقنيات التواصل، وقد تحدث عن أحد المشاريع التي قام بها، وشرح أساليب جمع المادة العلمية من مصادر التاريخ الشفاهي.
والدكتور محمد شحاته العمدة مدير تحرير سلسلة الثقافة الشعبية- الهيئة المصرية العامة للكتاب بجمهورية مصر العربية، فسرد قصة الأميرة ذات الهمة، وعرض مادة متنوعة جمعت الغناء بالسرد التعبيري والسرد التصويري.
وفي الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان: "مرويات تحكيها فنون الأداء" أدارها السيد ياسر النيادي في هيئة أبوظبي للسياحة، وشارك فيها كل من: الأستاذ خالد البدور، شاعر وباحث من دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور كارلوس جويدس ملحن وفنان وباحث في الموسيقى، من جمهورية البرتغال، والأستاذة رحاب الظنحاني الباحثة في التاريخ الشفاهي، من الإمارات العربية المتحدة.
ثم جاءت الجلسة الرابعة بعنوان: "التأثير والتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي"، وقد أدارتها الأستاذة شيخة الجابري، مستشار إعلامي - بمؤسسة التنمية الاسرية، وشارك فيها: الأستاذ خلفان مصبح الكعبي إعلامي وباحث في التاريخ والتراث، من دولة الإمارات العربية المتحدة، والأستاذة كيم كاهو (جنة) المترجمة الكورية التي تجيد اللهجة الإماراتية، والأستاذ خالد سليمان عبيد الهنداسي الباحث، وصانع المحتوى في التراث والهوية الوطنية، من الإمارات العربية المتحدة.
واختتم مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة للدكتورة عائشة بالخير، شكرت فيها جميع المشاركين والمتابعين، وأكدت أن مخرجات هذا المؤتمر ستثري حقل التاريخ الشفاهي، وستجعل منه همزة وصل بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والمؤسسات والجهات الأخرى التي تهتم بهذا المجال، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر فرصة حقيقية من أجل تبادل الخبرات والتجارب المميزة.

خلال ” كونجرس الأرشيف الدولي 2023″ قادة فكر يناقشون العمل الارشيفي
خلال " كونجرس الأرشيف الدولي 2023" قادة فكر يناقشون العمل الارشيفي
استعرض عدد من الخبراء وقادة الفكر خلال جلسات ورش العمل والجلسات العلمية التي نظمت اليوم ضمن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023 مجموعة من المواضيع العلمية المهمة التي تهدف الى تقديم تجربة معرفية وبحث مختلف الجوانب الخاصة بالعمل الارشيفي.
وخلال جلسة تحت عنوان العمل المشترك تم مناقشة "الحلول المبتكرة في مجال الأرشيف" وكيفية نسخ الماضي المكتوب بالكامل وتحويله إلى نصوص وتم خلال الجلسة تقديم دراسة حالة حول نظام تقنية الذكاء الاصطناعي للتعرف التلقائي على النصوص في الأرشيف كما تم مناقشة الأرشيف المفتوح المترابط كمنصة رقمية لتطبيق المفاهيم الجديدة على السجلات.
وناقش المشاركون فى جلسة بعنوان "الإبداع في الحفاظ على التراث الرقمي" المسؤولية عن ضمان الاستدامة للسجلات مع تزايد أعدادها الرقمية التي يتلقاها الأرشيف والمكتبة الوطنية.
فيما ناقشت الجلسة الثالثة المستوى الذي تم التوصل إليه خلال الأربع سنوات الماضية من الارشفة مستعرضين موضوع "الارشيف كاداة " وكيفية منح الثقة في الأرشفة المستدامة للوثائق الإلكترونية على المدى البعيد وتم من خلالها عرض التجربة الجزائرية تحت عنوان الأرشيف من القيمة الإثباتية إلى الضرورة الاجتماعية.
وناقشت احدي الجلسات موضوع "الذاكرة المشتركة والتعاون" وتم حوار حول تأثير اتفاقية فيينا لعام 1983 على أرشيفات الدول الصغير النامية وأرشيفات أفزيفيا الاستوائية والفرنسية ومناقشة الذاكرة المشتركة وما وراء الأرشيفات المهاجرة والعمل على اتاحة الوصول إليها من أجل الغد .
كما ناقشت احدى الجلسات موضوعا تحت عنوان " التراث والثقافة " تم خلالها عرض دراسة بعنوان " التعبير الثقافي والفني من خلال مسح اثري في الهند كما تم مناقشة حماية الأرشفة للقرى التقليدية وتم طرح حل صيني للحفاظ على ذاكرة القرى.
وخلال الجلسة الأخيرة تم مناقشة "الأدوات والأنظمة" وأهمية الأرشيف لتفسير الأدوات الرقمية للاكتشاف والتعليق فيما تم مناقشة تحديد تنسيق الملف ودور المجتمع فيه اضافة الى مناقشة تنفيذ استراتيجية حزمة الرموز غير القابلة للاستبدال لحفظ السجلات الإلكترونية على المدى الطويل.
المقطع في عددها الثاني.. تسلط الضوء على باقة من المواضع التاريخية والثقافية والاجتماعية في الإمارات
زودت مواضيعها بالصور التاريخية وبرمز الاستجابة السريع
"المقطع" في عددها الثاني تسلط الضوء على باقة من المواضع التاريخية والثقافية والاجتماعية في الإمارات
صدر العدد الثاني "خريف 2023" من مجلة المقطع الفصلية عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي تهتم المجلة بالشأن التاريخي الثقافي وبالمواضيع المتنوعة التي تحرص على تقديم تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراثها بطابع ثقافي اجتماعي يهمّ القارئ، ويمدّه بالمعلومات المُلهمة؛ وقد بدأ عددها الجديد بشخصية العدد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم-رحمه الله- وهو من الشخصيات الاستثنائية التي لا تُنسى بما صنعه من أمجاد لوطنه وشعبه، إذ تحدّى الظروف القاسية بعزيمة لا تعرف المستحيل، وهذه دبي اليوم تذكر بكل حب وإكبار باني نهضتها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي شارك المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إنجازات باهرة.
ولما صدر العدد الجديد من "المقطع" بالتزامن مع فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية واستضافته أبوظبي في الفترة من 9-13 أكتوبر2023 تحت شعار إثراء مجتمعات المعرفة؛ فإن المجلة قد أبدت اهتمامها بهذا الحدث الأرشيفي العالمي الذي ركز عليه سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، رئيس التحرير في افتتاحية العدد، فأكد أهمية المؤتمر الذي سلط الضوء على المحاور التالية: السلام والتسامح، والمعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغير المناخ، والتقنيات الناشئة: السجلات والحلول الإلكترونية، والثقة والأدلة، والإتاحة والذكريات.
وتطرقت المجلة بالتفصيل إلى أهمية كونجرس المجلس الدولي للأرشيف وما يسفر عنه بالنسبة لحفظ الذاكرة الإنسانية، وإلى الشريك الإعلامي "وكالة أنباء الإمارات" والمتحدث الرسمي "الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند"، وما قاله كبار الشخصيات عن هذا الحدث الأرشيفي الكبير.
وقدمت المجلة باقة من المواضيع التاريخية؛ فاستعرضت صفحات من تاريخ قصر الحصن ومنزلته في تاريخ الإمارات؛ حيث يعدّ هذا القصر أعرق وأقدم بناء تاريخي قائم في أبوظبي. وفي رحلة استكشافية اصطحبت المجلة قراءها في رحاب أبوظبي العاصمة الساحرة. وزودتهم بتجربة الشاعر الإماراتي سالم الجمري الفريدة، وعرفتهم ببيت الحكمة في الشارقة: النموذج العالمي لمكتبات المستقبل.
ويحكي العدد الثاني من المقطع قصة صورة التقطت للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- أثناء افتتاح ميناء زايد عام 1972م، ويتحدث عن أول قوانين حماية الأسرة التي وضعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل خمسة عقود.
وسلط ملف العدد الضوء على الإمارات العاصمة العالمية لتقارب الشعوب وقبول الآخر، وعلى النهج الإنساني والحرية الدينية في الإمارات، وعلى "سانت جوزيف" أعرق كنيسة في الإمارات في العصر الحديث والتي ترجع فكرة إنشائها إلى عام 1962م، وعلى دير السينية في أم القيوين.
وفي ميادين الرياضة استعرضت "المقطع" ما حققه فريق المانشستر سيتي من بطولات في ظل توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
وضمت المجلة باقة من المواضيع مثل: القهوة الضيافة التقليدية التي تحولت إلى ثقافة وصناعة مربحة، والسيارات التي دخلت الإمارات في العقود الأولى من القرن العشرين وانتشرت في خمسينياته، والبارود ومن سبق إلى استخدامه، ومن قصص الشعوب حكت المجلة قصة الحرب بين إسبانيا وفرنسا ونهايتها الطريفة، واهتمت المجلة بموضوع نقل وترجمة التراث البدوي الإماراتي في القرن العشرين، وقد استمدت هذا الموضوع من الدراسات والأبحاث الخاصة في مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية سنوياً، وفي مجال الفن التشكيلي أكدت "المقطع" أن أعمال التشكيليين الإماراتيين وفيّة لمعالم التراث الإماراتي، وعرفت المجلة بعدد من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، مثل: كتاب "أبوظبي" مشاهدات بعثة دار الهلال المصرية في إمارة أبوظبي قبيل قيام الاتحاد، وكتاب (البيئة الاجتماعية والسياسية وأثرها في قيام دولة الإمارات)، وكتاب (جندي في شبه الجزيرة العربية).
واختتمت "المقطع" عددها الثاني بمقال عنوانه "نجوم خمسة..." لمديرة تحريرها ندى الزرعوني.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العدد زاخر بالصور الفوتوغرافية التي تعد من الوثائق التاريخية المهمة والتي تعود لأرشيف الصور في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والكثير من المواضيع قد زودت برمز الاستجابة السريعة QR التي تتيح للقارئ مشاهدة بعض الفيديوهات النادرة، ومعرفة المزيد من المعلومات.
رئيسة المجلس الدولي للأرشيف : الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل
رئيسة المجلس الدولي للأرشيف : الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل
أكدت جوزيه كيربس رئيسة المجلس الدولي للأرشيف أن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 ، يوفر منصة معرفية لاستشراف مستقبل القطاع الأرشيفي في العالم والتحديات والفرص المتاحة أمامه، مشيرة إلى أن دولة الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل واستثمار الفرص من أجل تحقيق الازدهار والتنمية في مختلف القطاعات.
وقالت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" بمناسبة انطلاق أعمال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 غدا، إن هذا الحدث العالمي البارز يزخر بأجندة متنوعة وثرية ومبتكرة بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم ، وهو ما يفسح المجال أمام نقاشات علمية ومتنوعة ، نخرج خلالها برؤية واضحة للفرص التي يزخر بها هذا القطاع وكذلك مستقبل مهنة الأرشفة وتحدياتها.
وأشارت إلى أنه انطلاقا من شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف "إثراء مجتمعات المعرفة"، نحرص من خلال مجموعة من المحاور المهمة على تناول الرؤى والأفكار حول عدد من الموضوعات مثل الذكاء الاصطناعي ودوره في قطاع الأرشفة والسجلات.
وأضافت : “ أننا حريصون على التباحث حول دور الذكاء الاصطناعي في عملنا، وتعزيز العمل المشترك من أجل مستقبل مهنتنا” ، مشيرة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التكنولوجية الحديثة قد تؤدي دورا مهما في حفظ الأرشيفات والسجلات وتوثيقها وهناك فرص كبيرة للاستفادة منها من أجل تطوير القطاع ودعمه.
وقالت رئيسة المجلس الدولي للأرشيف إن ما يزيد عن 5 آلاف مشارك من 135 دولة يجتمعون في أبوظبي خلال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، ما يشكل فرصة مهمة للجميع يجب استثمارها من أجل إحداث تغييرات إيجابية في القطاع الأرشيفي.
وأكدت أهمية تنظيم "هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف" ضمن فعاليات الكونجرس ، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تمنح المجال لطلبة المدارس والجامعات من أجل طرح أفكار إبداعية مبتكرة في قطاع الأرشفة وكذلك الاستفادة من خبرات نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين ستولون مسؤولية إدارة هذه المسابقات.
وأشادت بإقامة منتدى شباب كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 وذلك ضمن هذا الحدث العالمي البارز ، مؤكدة أن الشباب هو وقود الاستدامة وأساس تطوير العمل في القطاعات كافة، ومنها قطاع الأرشفة وتوفر هذه المنصة لهم الفرصة من أجل طرح رؤيتهم لمستقبل هذا القطاع والآليات والسبل المتاحة لتعزيز العمل به.
ولفتت إلى أن المجلس الدولي للأرشيف (ICA) تأسس عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم ، ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة «بلو شيلد» وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية، ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.
وأشادت بالاستعدادات المتميزة لدولة الإمارات لاستضافة الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف التي تعقد للمرة الأولى في دولة عربية ، مشيرة إلى أن فوز الدولة باستضافة تنظيم الكونجرس بإجماع تصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس الدولي للأرشيف خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة الكورية سيؤول عام 2016 ، جاءت تجسيدا للثقة في قدرة دولة الإمارات على تنظيم نسخة استثنائية من هذا الحدث الدولي البارز.
وأعربت عن ثقتها بأن يشكل كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023، نقطة انطلاق نحو مسار العمل بقطاع الأرشفة والسجلات والتأكيد على أهمية دوره المهم الداعم للجهود العالمية المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
يشار إلى أن الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، تعقد تحت شعار "إثراء مجتمعات المعرفة"، ويتخللها العديد من الفعاليات في إطار البرنامج العلمي، إلى جانب هاكاثون كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، ومنتدى شباب كونجرس المجلس الدولي للأرشيف.
وتعد دولة الإمارات أولى دول المنطقة التي تستضيف هذا الحدث العالمي، وتعتبر الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي الأكبر على الإطلاق في تاريخ هذا الحدث، وتوفر منصةً ديناميكية للحوار والتواصل بين كوكبةٍ من خبراء القطاع الأرشيفي وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم.
“كونجرس المجلس الدولي للأرشيف” .. منصة عالمية لبناء المعرفة المستدامة
"كونجرس المجلس الدولي للأرشيف" .. منصة عالمية لبناء المعرفة المستدامة
أكثر من خمسة آلاف مشارك من 135 دولة و 60 جهة عارضة.
- يسلط الضوء على التكنولوجيا الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي والوثائق والسجلات الرقمية .
- يركز على المعرفة المستدامة وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف.
يشكل "كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023" الذي يعقد في أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري منصة دولية لبناء المعرفة المستدامة خاصة مع تناول الحدث للعمل المناخي وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف .
ويركز الكونجرس على تطوير الارشفة وتوثيق السياسات المعرفية إقليميا ودوليا واستشراف مستقبله في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في المجالات كافة ويعد منصة مثالية لتسريع وتيرة تطور قطاع الارشيف محلياً وإقليمياً وعالمياً لتبادل التجارب الناجحة والخبرات المتراكمة بين العاملين في هذا القطاع المهم عبر استضافة نخبة من قادة قطاع الارشيف والخبراء والأكاديميين.
ويعقد الحدث تحت شعار “إثراء مجتمعات المعرفة” ويستعرض تجارب وخبرات نخبة من المؤسسات والجهات المحلية المعنية بمجال الأرشيف ليسلط الضوء على أهمية التواصل والتعاون في مجال الأرشفة والتوثيق على الصعيدين الوطني والعالمي.
ويناقش الكونجرس الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية ويجمع تحت مظلّته أكثر من خمسة آلاف مشارك من نحو 135 دولة مُمثَّلة في الكونجرس إضافة إلى 60 جهة عارضة ... خمسة محاور هي ، “ الثقة والأدلة”، و"التقنيات الناشئة - السجلات والحلول الإلكترونية"، و"الإتاحة والذكريات"، و"المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ"، و"السلام والتسامح" يعكس قدرتها على تعزيز الثقافة والتراث العالمي وترسيخ حضورها الفاعل على الساحة الدولية.
ويوفر الكونجرس فرصة استثنائية للمشاركين للاطلاع على أحدث التطورات والممارسات في مجال الأرشفة والتوثيق، وتطوير وتحسين أساليب الحفظ والوصول إلى المعلومات، وتعزيز الشراكات والعلاقات الدولية واستضافة هذا الحدث خير دليل على التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف.
ويسهم الكونجرس عبر محاوره في مدّ جسور التفاهم وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة، وفي والتأكيد على أهمية التسامح والسلام بصفتهما قيماً أساسية في المجتمع كما يجسد أهمية الأرشيف كأداةً تعليمية قيمة للأجيال الشابة، تُسهم في نقل قصص التسامح وبناء الوعي حول أهمية السلام والتعايش السلمي، وقد يُشكّل الأرشيف وسيلة للتواصل بين الثقافات المختلفة ما يُعزّز التفاهم.
كما يستعرض دور تقنيات الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي و يسلط الضوء على الوثائق والسجلات الرقمية، وأهمية أن تكون موثوقة وآمنة ومستدامة
كما يناقش محور التغير المناخي بالتركيز على المعرفة المستدامة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وقوةً دافعة لتحقيق مستهدفاتها، لاسيما الهدف المتمثل في العمل المناخي، والذي يتطلب تبني ممارسات مسؤولة بيئياً وفي قطاع الأرشيف ويعد منصةً للتعاون الدولي واستكشاف سبل تخفيف وطأة التغير المناخي وتداعياته على المجموعات الأرشيفية وبرامج الحفظ والوصول إلى الوثائق .
ويسلط الضوء على الأهمية غير المسبوقة للمعلومات الموثَّقة والمستندة إلى الأدلة في ظل تنامي ظاهرة الأخبار الزائفة والتحديات التي تلقي بظلالها على قيمة الأرشيف .
وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط.
وينظم الكونجرس للمرة الأولى "هاكاثون الأرشفة" ويشمل المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك للمرة الأولى وستمنح المسابقة جوائز مُجزية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لفريق الجامعة الفائز و10 آلاف دولار أمريكي لفريق المدرسة الثانوية الفائز.
وتضم قائمة المتحدثين الرئيسيين كوكبةً من كبار الشخصيات من أبرزهم فخامة فرانسوا أولاند الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وكولين شوجان رئيسة الأرشيف الأمريكي وجيف جيمس رئيس الأرشيف البريطاني وإيان ويلسون الرئيس الأسبق للمجلس الدولي للأرشيف والأرشيف الكندي وحمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتعد وكالة انباء الإمارات " وام " الشريك الإعلامي الاستراتيجي في كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023.
كانت دولة الامارات قد فازت باستضافة الكونجرس المجلس الدولي للأرشيف بتصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس بالاجماع اثناء اجتماعها ضمن فعاليات الكونجرس في سيؤول بكوريا الجنوبية عام 2016..تتويجا لجهود الأرشيف والمكتبة الوطنية .
وتأسس المجلس الدولي للأرشيف (ICA) عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم.
ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة "بلو شيلد" وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.

الأرشيف الوطني يثري مكتبة الإمارات بعدد من الموسوعات الكبرى الشاملة والمتخصصة
موسوعات عريقة وحديثة، ثقافية ومتخصصة.. تحفل بالمعلومات الدقيقة والموثقة
الأرشيف الوطني يثري مكتبة الإمارات بعدد من الموسوعات الكبرى الشاملة والمتخصصة
تضع مكتبة الإمارات في الأرشيف الوطني في متناول روادها عدداً من دوائر المعارف والموسوعات المهمة الشاملة والمتخصصة الغنية بالمعارف، وتأتي في مقدمة هذه الموسوعات: (موسوعة زايد)، و(الموسوعة الفلسطينية) الصادرة حديثاً، وموسوعة (خريدة القصر وجريدة العصر)، والموسوعة (العربية العالمية) وغيرها.
ويأتي اهتمام مكتبة الإمارات في الأرشيف الوطني بالموسوعات الشاملة والمتخصصة انطلاقاً من كون هذه الموسوعات تقدم للباحث الحقائق والمعلومات الموثقة التي كتبها المتخصصون والخبراء، ولأنها توفر الوقت، وتمكّن من الوصول إلى الإجابات والاستفسارات الصحيحة الكافية والوافية في موضوعات معينة بيسر وسهولة عبر كشافات وفهارس الموسوعات المتخصصة.
وقد عملت (موسوعة زايد) على تقديم الكثير من المعلومات عن دولة الإمارات العربية المتحدة التي شهدت منذ قيامها تحولات بعيدة المدى بمعدلات قياسية وفي زمن قصير بالنسبة لأعمار الشعوب حتى صارت صرحاً حضارياً بفضل جهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وتعدّ الموسوعة الفلسطينية “بلستنيكا Palestinica” أهم عمل أكاديمي صدر عن فلسطين في (100) عام، وهي الأوسع من حيث البحث والتأريخ، عمل على إعدادها الدكتور محمد هاشم غوشة، وقد استغرق في إعدادها أكثر من اثني عشر عامًا، وقد أكد فيها عروبة فلسطين بالوثائق، وتمتاز الموسوعة بتنوع مصادرها ومراجعها، وتمتاز برصد الحياة اليومية في الحارات والاسواق والبيوت والمعامل والمزارع وغيرها من مظاهر الحياة، التي تدلل على أنه في فلسطين وفي القدس بشر وتاريخ وحضارة.
احتوت الموسوعة الفلسطينية (24) مجلداً موزعاً في سبعة آلاف صفحة، فيها آلاف الوثائق والصور والخرائط، والرسومات التوضيحية، وآلاف نماذج الأختام التي كانت تستخدم لتوقیع الاتفاقات والعقود، ومواد أرشيفية أولية تنشر للمرة الأولى.
وتضمنت الموسوعة أيضا نحو ثلاثة آلاف وثيقة عثمانية لعائلات فلسطينية، و1200 حجة وقف لعائلات أخرى تثبت أن من يملك الأرض هم الفلسطينيون، في حين احتوت ثماني مجلدات من الموسوعة على (12) ألف رسمة لمؤرخين أوروبيين خلال زياراتهم فلسطين.
وأما (الموسوعة العربية العالمية) فهي تقع في (30) مجلداً، وتعدّ عملاً موسوعياً تعليمياً وثقافياً، وهي مرتبة حسب الأحرف الأبجدية العربية، ومزودة بوسائل إيضاحية ملونة ورسوم وخرائط.
وتقتني مكتبة الإمارات أيضاً موسوعة (أعلام اليمن ومؤلفيه)، وقد أشرف على هذه الموسوعة الباحث والكاتب اليمني عبد الولي الشميري وهي تحتوي قرابة عشرين ألف من أعلام اليمن القدامى والمعاصرين في مختلف التخصصات، من الساسة والحكام، والقادة والعلماء، والمؤلفين والمبرزين في مجالات مختلفة. وقد استغرق العمل في هذه الموسوعة قرابة عقد ونصف وصدرت في نسخة إلكترونية وأخرى ورقية تجريبية، وتتألف النسخة الورقية الكاملة من (أعلام اليمن ومؤلفيه) من خمسة عشر مجلداً.
ومن الموسوعات القديمة في الأرشيف الوطني موسوعة (خريدة القصر وجريدة العصر) وهي تتألف من (21) مجلدًا، ترجم فيه مؤلفها عماد الدين الأصفهاني لشعراء عدة في القرنين الخامس والسادس الهجريين.
وتحتوي مكتبة الإمارات على عدد كبير من الموسوعات باللغة العربية والانجليزية مثل: الموسوعة التاريخية لشعوب الشرق الأدنى وحضاراته، والموسوعة الإماراتية الشاملة، وموسوعة المرأة الإماراتية، وموسوعة مملكة البحرين الشاملة، وموسوعة المملكة العربية السعودية، والموسوعة العمانية الشاملة، وموسوعة أعلام الخليج.
وقد صدرت عن الأرشيف الوطني موسوعة (المأمورة) وهي أكبر موسوعة عربية عن الإبل، وموسوعة (العاديات) أكبر موسوعة عربية عن الخيل.

لأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي<
بالمقابلات التي يجريها التاريخ الشفاهي
الأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي
قام الأرشيف الوطني بتوثيق طقوس العيد وعاداته في الإمارات قديماً، جاء ذلك في إطار مهام التاريخ الشفاهي الذي لا يتوقف الخبراء والمختصون فيه عن إجراء المقابلات مع الرواة المعمرين الذين تُعدّ ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً وقاعدة معلومات ثرية تذخر بالأحداث التاريخية، وأساليب الحياة ، ويوثق الأرشيف الوطني في مقابلات التاريخ الشفاهي الروايات الشفوية التي جاءت تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة التي تثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم لتبقى زاداً للأجيال الناشئة وإثراءً للتنمية الثقافية، وتعزيزاً للهوية الوطنية.
وتستحق طقوس العيد وعاداته هذا الاهتمام من الأرشيف الوطني؛ فقد كان يوم العيد، وما زال من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخلُ البهجة والسرور إلى قلوب الناس، وكانت له في الإمارات طقوس ثرية، فهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط والتلاحم الاجتماعي.
تحري الهلال
يقول سيف عيسى المنصوري من أبوظبي: كان كبار السن هم من يحسبون لأيام رمضان والعيد، وإذا رأى الهلال أحد من الساكنين بعيداً فإنه يثور (يطلق الرصاص) من التفق (البندقية) وبذلك نعرف بأنهم قد رأوا الهلال فيبدأ الصوم، وكذلك هو الحال في العيد.
وتضيف صغيرة شنين الفلاحي: في الماضي كانت البيوت المقتدرة تطبخ الأرز واللحم في العيد، وكانت بعض البيوت تضع ضيافة العيد من الخبيص والبلاليط، والثريد والعرسية.
ملابس العيد وحليه
وعن اللباس تقول الراوية: لم يكن هناك خياطون؛ فقد كنا نخيط الملابس بأيدينا على ضوء الفنر(الفانوس) في الليل، ونبدأ بتفصيل الثوب قبلها بفترة تصل إلى شهر لكي يكون الثوب جاهزاً في يوم العيد، وتحتفظ صاحبة الثوب بثوبها لترتديه في الأعياد والأعراس، وكانت المرأة تجهز ثوباً واحداً فقط للعيد وكنا نغسل ملابسنا بأيدينا، وكانت النسوة يتخضبن بالحناء قبل العيد، والنساء اللواتي يمتلكن الذهب يتحلين به يوم العيد فيلبسن القلادة، والأساور، والكواشي.
العيدية وطعام العيد
وتقول شيخة عبيد الظاهري من العين: كنا نفرح كثيراً بالعيد، وكنا نسعى للحصول على العيدية، ونزور بيوت الحارة، ويعطوننا العيدية روبية أو نصف روبية، وكانت لها قيمتها، وكنا نذهب إلى السوق للشراء، فنشترى الكراش والفانتا (مشروبات غازية) واللبان الأحمر المكور.
في عهد الشيخ زايد
ويقول على راشد محمد النيادي من العين: في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-كانت تقام حفلات “العيالة” في المربعة (وسط مدينة العين). وتؤكد ذلك الراوية محبة حمد راشد الظاهري من العين، فتقول: كنا نستمتع بمشاهدة العيالة وتؤدى العيالة بالشعر والنشيد المغنى مصحوباً بقرع الطبول والدفوف.
وتضيف كنا نجمع النقود من أمهات البنات، ونعطيها إلى والد إحدى الفتيات ليصنع درفانة (الأرجوحة)، وتقول رفيعة محمد الخميري من أبوظبي: كنا بعد صلاة العيد نتجول بين بيوت الجيران لنحصل على العيدية بالآنة والآنتين (أجزاء من الروبية) وربما كانت العيدية حلويات، ثم نعود إلى المنزل، وكانت الأسر تتزاور في العيد، وكنت أحب اللعب بالدرفانة، وكنا نلعب طوال اليوم من الصباح الباكر حتى المغرب، وهذه الدرفانة نلعب بها طوال أيام العيد الذي يستمر الاحتفال به ثلاثة أيام.
ويقول مبارك محمد بن جرش الخيلي من العين: في صباح العيد كل واحد يُلبِسُ أبناءه أفضل ما يتوفر لديهم، ويتجمع الرجال ثم يبحثون عن مكان مرتفع فيؤمهم أحد الجيران من حفظة القرآن فيصلي بهم في الصباح الباكر، وتصلي النسوة خلف الرجال، وبعد الصلاة يهنئ كل شخص رفيقه، ويعود كل إلى بيته وهو يحمل فوالة العيد (وجبة خفيفة تقدم للضيوف) ويتوفر في العيد اللحم عند البعض، ويكون البعض قد أعدّ الهريس أو العصيد وغيره، وكان التواصل مستمراً بين الجيران في العيد، ولا يشترط في الجيران أن يكونوا متقاربين في السكن، وربما كانوا بعيدين قليلاً.
وهذا ما تؤكده فاطمة عبيد على مسلم، التي تقول: كانت علاقة الناس جميلة جداً، يأكلون مع بعضهم في العيد. ويتحدث سالم سعيد خلفان بن حضيرم الكتبي من العين عن ذكريات العيد، فيقول: في الأعياد كانت تقام سباقات الهجن، والجوائز عبارة عن وزار أو غترة، ويجري السباق بعد صلاة العيد والجمل الفائز يطلى بالزعفران، ولم تكن هناك طريقاً مخصصاً للسباق، فقط كانت الطريق من الرمال وفيها الارتفاعات والانخفاضات.
وفي كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) الصادر عن الأرشيف الوطني، يتذكر سعيد أحمد ناصر بن لوتاه، من دبي، العيد فيقول: في المناسبات الاجتماعية التي كانت تمر علينا أذكر أن النساء كن يتحدين بعضهن عند طبخ الهريس، وهو من الأكلات الشعبية الشائعة، ومن الأكلات الرئيسية في رمضان، وفي الأعياد كنا نصنع المريحانة “الأرجوحة” إذ نقوم بربط حبال قوية بين نخلتين قويتين كي تتحمل وزن البنات. ولتأدية صلاة العيد كانت النساء تقف خلف الرجال، ثم يتجمعن للحديث على حين تلعب البنات على المريحانة، ويتضاحكن تعبيراً عن سعادتهن وفرحتهن بالعيد.
ويتابع الراوي: وأذكر كان هناك سوق قديم يطلق عليه الأهالي اسم “خلّص خلّص” وكنا نذهب إليه لنلعب ونشترى الحلوى والقبيط “نوع من أنواع الحلوى” وزق السبال “الفول السوداني” وأذكر أنه كانت هناك حلاوة تصنع من السكر المذاب على النار الذي يخلط بالطحين، وكانت تباع ببيزة أو بيزتين، ويقام هذا السوق في فترات الأعياد فقط، وما إن ينتهي العيد حتى يذهب كل واحد إلى بلده…