
الأرشيف الوطني ينظم محاضرة “المسؤولية المجتمعية واجب وطني”
ركزت المحاضرة على رؤية الشيخ زايد وتجسيده للمسؤولية المجتمعية فعلاً وقولاً
الأرشيف الوطني ينظم محاضرة "المسؤولية المجتمعية واجب وطني"
نظم الأرشيف الوطني محاضرة بعنوان "المسؤولية المجتمعية واجب وطني" أكد فيها على دور القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة بدءاً من رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- الذي أكد على الشراكة في المسؤولية حين رأى أن حماية البيئة يجب ألا تكون وألا ينظر إليه كقضية خاصة بالحكومة والسلطات الرسمية فقط، بل هي مسألة تهمنا جميعاً، إنها مسؤولية الجميع، ومسؤولية كل فرد في مجتمعنا؛ مواطنين ومقيمين. وبذلك جسد – رحمه الله- المسؤولية المجتمعية باكراً في المجتمع الإماراتي.
وركزت المحاضرة في اهتمام قادة الإمارات الذين ساروا على طريق الشيخ زايد في اهتمامهم بالمسؤولية المجتمعية وتجسيدها كواجب وطني يشارك به الجميع، واستعرضت المحاضرة تاريخ المسؤولية المجتمعية للمؤسسات، وماذا تعني؟، وكيف ظهرت حول العالم؟.
جاءت المحاضرة -التي ألقاها الدكتور عماد سعد استشاري استدامة ومسؤولية مجتمعية، رئيس مجلس إدارة مجموعة نايا للتميز- انطلاقاً من اهتمام الأرشيف الوطني بالمسؤولية المجتمعية بوصفها واجباً وطنياً وأخلاقياً، ولا يمكن الاستغناء عنها كأحد عناصر التنمية المستدامة، وما زاد في اهتمام الموظفين بموضوع هذه المحاضرة إدراكهم للدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني على صعيد المسؤولية المجتمعية التي تعدّ من دعائم الحياة المجتمعية الهامة ووسيلة من وسائل تقدم المجتمعات.
عدّد المحاضر الخصائص المشتركة في تعريف المسؤولية، وهي: التطوعية، والتكاملية، والأساسية، والتشاركية، ومن هذه الخصائص خلص إلى تعريف المسؤولية المجتمعية بأنها منهج إداري مسؤول يعبر عن إستراتيجية المؤسسة، ويتسم بالشفافية والحوكمة، ويأخذ بعين الاعتبار توقعات أصحاب المصلحة، ويتحمل مسؤولية قراراته من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وبرهنت المحاضرة على أن المسؤولية المجتمعية واستدامة المؤسسات هي الاتجاه السائد الآن، وليست استعراضاً لفعل الخير وترفاً فكرياً، وحددت أهم الموضوعات الجوهرية للمسؤولية المجتمعية بحسب متطلبات المواصفة القياسية ISO26000 بخدمة المجتمع، وممارسات التشغيل العادلة، والحوكمة المؤسسية، وحقوق الإنسان، وحماية البيئة، وخدمة العملاء، والحقوق الأساسية.
وأوردت المحاضرة سبعة مبادئ للمسؤولية المجتمعية، هي: احترام حقوق الإنسان، واحترام المعايير الدولية، وسيادة القانون، واحترام مصالح الأطراف المعنية، السلوك الأخلاقي، والشفافية، والقابلية للمساءلة، مشيرة إلى ما تحققه المسؤولية المجتمعية للمؤسسات التي تلتزم بتطبيقها؛ من السمعة والنتائج والموارد، فضلاً عن تقليل المخاطر وزيادة العائد.
الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من موظفي الأرشيف الوطني قد تابعوا المحاضرة، وقد قام الأرشيف الوطني بتكريم المحاضر الدكتور عماد سعد، وتقديم شهادة تقدير له.

لأرشيف الوطني يشارك بشخصياته الكرتونية في استقبال الأطفال في مدارس أبوظبي
الأرشيف الوطني يشارك بشخصياته الكرتونية في استقبال الأطفال في مدارس أبوظبي
شارك الأرشيف الوطني بشخصياته الكرتونية مدارس أبوظبي فعاليات الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، في استقبال رياض الأطفال والمراحل الأولى للطلبة الصغار والمستجدين، وذلك بهدف نشر السعادة في نفوسهم، وكسر الحواجز بين الأطفال والمدرسة.
وتأتي جهود الأرشيف الوطني في استقبال الأطفال الصغار المستجدين في المدارس انطلاقاً من دوره كشريك في التنشئة الوطنية للأجيال، وحرصه على تعريف الأجيال بدوره في حفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها، وتعدّ شخصياته الكرتونية التي تمتاز بنشرها للمرح والسعادة في أوساط الصغار همزة وصل بين الأرشيف الوطني وبين هذه الفئة المحببة والقريبة إلى قلوب الجميع.
هذا وقد استمرت الشخصيات الكرتونية الخاصة بالأرشيف الوطني (حمد وحصة والجد) - يرافقها بعض المختصين التربويين في قسم البرامج التعليمية بالأرشيف الوطني - باستقبال الطلبة المستجدين في المدارس على مدار الأسبوع الأول من العام الدراسي 2018-2019م، حيث نشرت هذه الشخصيات السعادة والسرور في نفوس الصغار الذين ينتقلون حديثاً إلى الأوساط المدرسية.
وساعدت الشخصيات الكرتونية الخاصة بالأرشيف الوطني التي تتسم أشكالها وألوانها بالمرح في جذب اهتمام الأطفال، وترغيبهم بالوسط المدرسي، ولاقت قبولاً منهم خاصة حين قامت بتقديم بعض الهدايا الرمزية إليهم.
واستطاعت الشخصيات الكرتونية (حمد وحصة والجد) إيصال رسالة هادفة بشكل غير مباشر للمستجدين الصغار تتلخص بأنهم سيقضون في المدرسة أوقاتاً مليئة بالفائدة والمتعة والمرح، ولم تستحوذ الشخصيات الكرتونية للأرشيف الوطني على قبول الأطفال الصغار المستجدين فحسب، ولكن الطلبة من مختلف المراحل الدراسية قد اهتموا بها وتفاعلوا معها أيضاً.
ويذكر أن الأرشيف الوطني قد اختار الشخصيات الكرتونية (حمد وحصة والجد) بناء على دراسة دقيقة واستبيانات لمعرفة ما يريده الجمهور، وما يحبّذه الأطفال، وهو يتطلع إلى جذب الأطفال بهذه الشخصيات الكرتونية لكي يقدم إليهم عبرها المعلومات الوطنية القيمة كونهم يتقبلونها أكثر من وسائل المخاطبة والتوعية الأخرى.

The National Archives concludes the fifth annual meeting for teachers
سيرة الشيخ زايد وقيمه ومآثره أبرز محاور الملتقى
الأرشيف الوطني يختتم الملتقى السنوي الخامس للمعلمين
اختتم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الملتقى السنوي الخامس للمعلمين العرب والأجانب في التعليم الحكومي والخاص الذي نظمه في الفترة من 16أغسطس ولغاية 30 أغسطس 2018 واستقبل فيه مئات المعلمين بهدف إثراء معارفهم بصفحات من تاريخ الإمارات وتراثها، وتعزيز خبراتهم بقيم المجتمع الإماراتي وبالطرق المثلى للوصول إلى الطلبة عبر عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تتسم بالتسامح والتعايش بين مختلف الجنسيات على أرض الإمارات، وقد ركز الملتقى هذا العام في سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومسيرته، وقيمه ومآثره التي ينبغي أن تكون قدوة للأجيال.
وحفل الملتقى السنوي الخامس للمعلمين الذي نظمه الأرشيف الوطني -بمقره وخارج مقره- جرياً على عادته سنوياً قبيل بدء العام الدراسي الجديد- بمعلومات غزيرة عن تاريخ الإمارات وتراثها، وعن سير قادتها العظام، وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وما تحقق في عهده من إنجازات فاقت التوقعات، والحياة الكريمة التي يحظى بها شعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها.
وقد حثّ هذا الملتقى - الذي نظمه الأرشيف الوطني بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين: دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومدارس الإمارات الوطنية - الجهاز التعليمي في مدارس الدولة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء، وإثراء الوعي بتاريخ مجتمع الإمارات العريق وتراثه وعاداته وتقاليده.
وشارك في الملتقى السنوي الخامس للمعلمين العرب والأجانب في التعليم الحكومي والخاص عددٌ كبير من المعلمين الإماراتيين والعرب أيضاً، واهتم الملتقى – الذي نظمه الأرشيف الوطني- بالتراث الإماراتي؛ فقدم بعض المأكولات الشعبية للمشاركين، كما قدم شرحاً وافياً عن الزي الإماراتي، والبخور والعطور، وأهم العادات والتقاليد التي عرفها أبناء المجتمع الإماراتي.
وفتح الملتقى السنوي الخامس للمعلمين صفحات من تاريخ وتراث وحضارة الإمارات في محاضرة ثرية تألفت من عدة محاور، وقد أكدت المحاضرة أن الإمارات تستند على تاريخ عريق برهنت عليه التنقيبات الأثرية، والأبحاث والدراسات التي أكدت أن تاريخ الحياة البشرية في الإمارات يمتد إلى ما يقرب من سبعة آلاف عام، وهذا ما أكدته مقولة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: «لسنا أمّةً طارئةً على التاريخ».
ثم سردت المحاضرة تسلسلاً تاريخياً للإمارات في العصور الإسلامية؛ من عصر رسائل الرسول (ص)، إلى الحقبة الإسلامية، والحضارة الإسلامية، مروراً بحقبة الوجود البرتغالي، وحركات الملاحة والتجارة، وصولاً إلى الوجود البريطاني.
وركزت المحاضرة في سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأثر قيادته الحكيمة في تلاحم المجتمع الإماراتي، ودوره – رحمه الله- في بناء الإنسان، وقيام الاتحاد، وتوحيد الهوية وتعزيز الولاء والانتماء.
وتطرقت المحاضرة إلى دور الشيخ زايد – طيب الله ثراه- وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – حفظها الله- في تعليم المرأة والارتقاء، ومساندتها في ميادين العمل.
وشهدت أيام الملتقى استقبال الأرشيف الوطني بمقره مئات المعلمين الإماراتيين والعرب والأجانب في التعليم الحكومي والخاص المشاركين في هذا الملتقى، والمرشحين من قبل دائرة التعليم في أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، أو من قبل المدارس كمدارس الإمارات الوطنية بمختلف فروعها، ومجموعة أكاديمية الدار، ومدارس أدنوك، وشهد الملتقى الخامس للمعلمين تزايدَ أعداد المشاركين؛ إذ أتاح الفرصة للمعلمين الذين يرغبون بالمشاركة دون الحاجة لترشيح أي جهة، وبذلك استقطب الأرشيف الوطني أعداداً كبيرة من المعلمين والمعلمات؛ متابعاً نجاحه الذي أثبته في المواسم الماضية؛ فالأرشيف الوطني وعبر قسم البرامج التعليمية يسعى إلى نشر القيم الإماراتية الأصيلة عبر مشروعه "جيل واعد" الذي يتضمن سبعة برامج تربوية تعليمية تتعلق بالمناهج والتاريخ وبمهام الأرشيف الوطني، وتعزيز الهوية الوطنية، والتربية الأخلاقية، وقيم المواطنة الصالحة، ويسخِّر العديد من القنوات المهمة لتوصيل الرسالة الوطنية الهادفة.
واشتمل برنامج الملتقى السنوي الخامس للمعلمين -الذي نظمه الأرشيف الوطني- جولة للمشاركين في قاعة إسعاد المتعاملين حيث تعرفوا على دورها في استقبال الباحثين في تراث وتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج في الوثائق والسجلات التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، وتابعوا جولتهم في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تضم نماذج من الوثائق المكتوبة، والصور الفوتوغرافية، والخرائط، وألبومات إلكترونية لقادة دولة الإمارات، وتحكي سيرة قيام الاتحاد، وتشكيل أول مجلس للوزراء، واختيار عَلَم الاتحاد. وتابع المشاركون في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد عن ماضي دولة الإمارات وحاضرها، ومن أبرز المحطات التي أثرَت الجولة في رحاب الأرشيف الوطني: مكتبة الإمارات ذات الطابع التخصصي الذي يُعنى بتاريخ وتراث الإمارات.

الأرشيف الوطني يختتم الملتقى السنوي الخامس للمعلمين
الأرشيف الوطني يستضيف الملتقى الخامس للمعلمين
بدأ الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة استقبال مئات المعلمين المشاركين في الملتقى الوطني السنوي الخامس للمعلمين العرب والأجانب في الفترة من 16أغسطس ولغاية 30 أغسطس 2018 بهدف إثراء معارفهم بمعلومات من تاريخ الإمارات وتراثها، وتعزيز خبراتهم بقيم المجتمع الإماراتي وبالطرق المثلى للوصول إلى الطلبة عبر عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تتسم بالتسامح والتعايش بين مختلف الجنسيات على أرض الإمارات، وذلك جرياً على عادة الأرشيف الوطني في تنظيم هذا الملتقى السنوي قبيل موعد بدء العام الدراسي الجديد.
ويتطلع هذا الملتقى الذي يتعاون فيه الأرشيف الوطني مع شركائه الاستراتيجيين: دائرة التعليم في أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومدارس الإمارات الوطنية إلى حثّ الجهاز التعليمي في مدارس الدولة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء، ويحرص على خلق التجانس الثقافي، ورفع درجة الوعي بتاريخ وثقافة وتراث وعادات مجتمع الإمارات العريق. ويستضيف الأرشيف الوطني بمقره المعلمين العرب والأجانب في التعليم الحكومي والخاص المشاركين في هذا الملتقى، والمرشحين من قبل دائرة التعليم في أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، أو من قبل المدارس كمدارس الإمارات الوطنية بمختلف فروعها، ومجموعة أكاديمية الدار، ومدارس أدنوك.
ويتميز ملتقى المعلمين الخامس بأنه يستقبل أيضاً المعلمين الذين يرغبون بالمشاركة دون الحاجة لترشيح أي جهة، والتسجيل سيكون في الأيام المحددة للملتقى. ويوحي تزايد أعداد المشاركين إلى أن برنامج الملتقى قد صار يستقطب أعداداً كبيرة من المعلمين والمعلمات العرب والأجانب للعام الخامس على التوالي، وقد أثبت نجاحه في المواسم الماضية؛ فالأرشيف الوطني وعبر قسم البرامج التعليمية يسعى إلى نشر القيم الإماراتية الأصيلة عبر مشروعه "جيل واعد" الذي يتضمن سبعة برامج تربوية تعليمية تتعلق بالمناهج والتاريخ وبمهام الأرشيف الوطني، وتعزيز الهوية الوطنية، والتربية الأخلاقية، وقيم المواطنة الصالحة، ويسخِّر العديد من القنوات المهمة لتوصيل الرسالة الوطنية الهادفة. ويفتح الملتقى الوطني للمعلمين صفحات من تاريخ وحضارة الإمارات أمام الزوار الأجانب، ويدعم الجانب الوطني من رسالة الأرشيف الوطني التي تحثّ على تعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية.
ويحفل برنامج الملتقى السنوي الخامس للمعلمين والذي يقام على مدار خمسة أيام متفرقة محاضرة وطنية عن "تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها" تحثّ المعلمين الأجانب على التأثير الإيجابي أثناء العملية التعليمية وأن يعمل كل معلم على تعزيز القيم الإنسانية، وأن يتبادل مع أبناء البلاد الخبرات بإيجابية وبعيداً عن السلبيات، وأن يتبع أفضل الممارسات في العملية التعليمية بعيداً عن الصورة النمطية بهدف الاستعداد للمستقبل الذي تتطلع فيه الإمارات إلى أن تكون من أفضل دول العالم في 2021.
ويشتمل برنامج الملتقى أيضاً جولة في الأرشيف الوطني تبدأ بقاعة إسعاد المتعاملين؛ حيث يتعرفون على وظائفها التي تتلخص في استقبال الباحثين، وتسهل عليهم عملية البحث في تراث وتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج في الوثائق والسجلات التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، ثم تستقبلهم قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تضم نماذج من الوثائق المكتوبة، والصور الفوتوغرافية، والخرائط، وألبومات إلكترونية لقادة دولة الإمارات وأبرز رجالاتها في العصر الحديث، وهي تحكي سيرة قيام الاتحاد، وتشكيل أول مجلس للوزراء، واختيار عَلَم الاتحاد. ويتابع المشاركون في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد عن ماضي دولة الإمارات وحاضرها، وعن الأرشيف الوطني ودوره في حفظ ذاكرة الوطن، ومن أبرز محطات الزيارة مكتبة الإمارات التي يطلعون على محتوياتها من المراجع والمصادر، وأوعية المعلومات بشكليها: الورقي والإلكتروني، وهي ذات طابع تخصصي يعنى بتاريخ الإمارات وتراثها، ويتعرف المشاركون على أساليب الاستفادة من مقتنياتها

(زايد والمرأة) محاضرات يشارك بها الأرشيف الوطني في يوم المرأة الإماراتية
(زايد والمرأة) محاضرات يشارك بها الأرشيف الوطني في يوم المرأة الإماراتية
يستعد الأرشيف الوطني للمشاركة في الاحتفالات التي ستقام احتفاء بيوم المرأة الإماراتية بعدد من المحاضرات عن "الشيخ زايد والمرأة"، ويسلط الأرشيف الوطني الضوء في محاضراته على ما حققته المرأة الإماراتية بفضل رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وبدعم القيادة الحكيمة؛ إذ استطاعت المرأة أن تحقق قفزات وتحولات مهمة تمثلت بمشاركتها في جميع المجالات، بفضل ما حظيت به من الثقة والتمكين.
وتتوزع المحاضرات التي تتمحور حول اهتمام الشيخ زايد بالمرأة وما حققته على ضوء رؤيته في عدد كبير من الجهات الرسمية في الدولة، وتقدم هذه المحاضرات عدد من الباحثات، والمتخصصات في الأرشيف الوطني.
ويعمل الأرشيف الوطني وهو يؤدي دوره على دعم تمكين المرأة الإماراتية وبناء قدراتها، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتتبوأ المكانة اللائقة بها، ولتكون نموذجاً مشرفاً لريادة المرأة في كل المحافل، ويساند الأرشيف الوطني المرأة الإماراتية في تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات، وترسيخ القيم التي تؤصل للهوية الوطنية والمبنية على لغة التسامح والحوار لديها.
وتتناول محاضرات (زايد والمرأة) دور القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" – حفظها الله- في النهوض بالمرأة الإماراتية وتمكينها، وما أسفر عن ذلك الاهتمام الكبير في بلوغ المرأة الإماراتية مكانة متميزة يشار إليها بالبنان ومصدر إعجاب بتحويل التحديات إلى إنجازات.
وتضع المحاضرات في صميم موضوعاتها دعم القيادة الحكيمة للمرأة الذي جعل من التحدي مكسباً وانتصاراً لها، وهي تتجاوز نطاق المحلية لتدخل بإمكاناتها العالية مرفوعة الرأس إلى حيز العالمية.
وتأتي محاضرات الأرشيف الوطني احتفاءً بيوم المرأة الذي يتواقت مع ميلاد الاتحاد النسائي في 28 أغسطس 1975، وتأكيداً على أهمية دور المرأة الإماراتية وجهودها المبذولة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية كافّة، والتي جاءت ثمرة لغرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني نهضة المرأة الإماراتية ونصير همومها، وداعمها الأول لتجاوز معوقات تقدمها وإسهامها في شؤون الوطن.
وتتطرق محاضرات (زايد والمرأة) إلى رؤية الشيخ زايد – رحمه الله- إلى واقع المرأة والاهتمام بجميع شؤونها في عهده الميمون باعتبارها أماً وزوجة وأختاً، وإنسانة لها تطلعاتها وحقوقها وواجباتها، وبذلك فإن مسيرة النهضة النسائية بالدولة تمثل فعلاً استثنائياً ليس في دولة الإمارات فحسب بل في الوطن العربي، لأن المرأة استطاعت في عهد زايد أن ترتقي فكراً وعلماً وعملاً ومكانة.
ويضاف إلى ذلك أن المغفور له – بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد اهتم بتعلم المرأة معتبراً أن ذلك من أهم المحاور التي تسهم في ارتفاع مستوى التنمية ورفع معدلات التعليم بين الإناث في المدارس، والخريجات في الجامعات والكليات؛ لأنه كان يرى أن التعليم من الأساسيات الهامة للمرأة التي تطمح في مساندة أخيها الرجل في مسيرة التنمية.

لأرشيف الوطني يصدر (ليوا) في عددها التاسع عشر حافلة بصفحات من الذاكرة
تحتفي بالكتابة التاريخية عند الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبالطائرات المائية في الساحل المتصالح.
الأرشيف الوطني يصدر (ليوا) في عددها التاسع عشر حافلة بصفحات من الذاكرة
صدر عن الأرشيف الوطني العدد التاسع عشر من مجلة (ليوا) وهي مجلة علمية محكمة تعنى بالبحوث العلمية الأصلية، باللغتين العربية والإنجليزية، في موضوعات تختص بالتاريخ والتراث والآثار للإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.
وأسفرت جهود مجلة (ليوا) وهي تجوب ماضي المكان والزمان عن تقديم صفحات مهمة في ذاكرة الإمارات تبرز تاريخها العريق وماضيها المجيد.
يحفل العدد الجديد من مجلة (ليوا) بمقال عن: (مرتكزات المنهج التاريخي عند سلطان القاسمي) وفيه يشير الدكتور مني بونعامة إلى أن الكتابة التاريخية عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تعتمد على مرتكزات قوية وخصائص فارقة، تنمّ على مؤرخ مخضرم؛ إذ تقوم على منهجي المقارنة والمقابلة بين الروايات التاريخية، والاعتماد على الوثائق الصحيحة في إعادة بناء الحدث التاريخي وقراءة الماضي بعين فاحصة وقلم جاد ينشد الصدق والموضوعية والحياد، بعيداً عن المواربة والمجاملة والانتقائية، وتعتمد في الوقت نفسه على ركن شديد، وخلفية إسلامية عريقة، وجانب قومي أصيل، أعطى الكتابة طابعاً متمايزاً في القراءة والفهم والتوظيف.
ويؤكد الكاتب أن الكتابة التاريخية عند القاسمي تقوم على منهج قويم، إطاره الدقة والتمحيص من دون مواربة أو تحيّز، وتتسم أيضاً بالشمول والاستقصاء، توخى فيها المؤرخ الصدق والتثبّت في النقل، متكئاً على منهج المقارنة والاستدلال.
ويتأمل المقال منهج الكتابة التاريخية عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، ويعدد المرتكزات الكبرى التي بنى عليها رؤيته التاريخية ومنها: رؤيته في كتابة التاريخ، المنهج التاريخي، مصادر المادة التاريخية، خصائص الكتابة التاريخية.
وسلطت مجلة (ليوا) في هذا العدد الضوء على: (الطائرات المائية في الساحل المتصالح (1927-1947)) كتبه مايكل كوينتين مورتون، وفيه استعراض مفصل لدور الطائرات المائية البريطانية الذي يعدّ حلقة هامة في السجل التاريخي للبلاد، ولكنها كانت قصيرة؛ حيث أدخلت هذه الطائرات إلى منطقة الإمارات أواخر عشرينيات القرن العشرين، وقد صممت للهبوط على سطح الماء والإقلاع منه، ومع تطور الطيران ظهرت في الساحة أنواع جديدة ومحسنة منها، ويركز الموضوع في وصول الطائرات المائية إلى خور دبي وغيرها من إمارات الدولة.
ويعرض المقال بعض المواقف الطريفة والتجارب البهيجة، والصور التذكارية ذات الصلة بالموضوع، وخريطة لمنطقة الخليج العربي في عام 1933 تظهر فيها الخطوط الجوية والمطارات، والمهابط والمراسي الخاصة بالطائرات المائية، وأعقبها دليل للمراجع التي استقى منها الكاتب مقاله.
وشارك في هذا العدد الكاتبان ضياء الدين الطوالبة وأحمد عبد الله الحاج بمقال عن مَعلَم هام من العمارة المدنية (بيت ابن سرور الظاهري في واحة المعترض بمدينة العين) والذي يعدّ أحد المباني التاريخية في واحة المعترض بمركز مدينة العين، وتحيط به أشجار النخيل، ويتميز هذا البيت بمساحته الكبيرة، وأثناء عمليات الحفر والتنقيب الأثري الذي أجرته إدارة الآثار والسياحة في صيف 2005 للكشف عن معالم البيت وحفظه، تم الكشف عن عدد من اللقى المتنوعة، وأغلبها من آنية الطبخ الفخارية التي صنع بعضها في هولندا عام 1836، وقليل من اللقى الزجاجية والمعدنية، وكثير من قطع العملة البرونزية والنحاسية.
وعزز الكاتبان المقال بشرح مفصل للطراز المعماري للبيت، والمواد التي استخدمت في البناء، وقد تميزت مدينة العين بهذا الطراز الذي يميزها عن عمارة المدن الساحلية، ويضم الموضوع مخططاً عاماً للبناء الذي يتألف من الفناء المكشوف (الحوش) وتحيط به الغرف والمرافق الأخرى.
وقد دعم المقال ببعض الصور التوضيحية، وصور لبعض اللقى الأثرية، ولمنظر البيت بعد الانتهاء من التنقيب، واختتم بالمراجع التي استمد منها الكاتبان موضوعهما.
ويعرض الدكتور حمد محمد بن صراي في هذا العدد من (ليوا) كتاب (الخليج العربي .. الثقافة والمجتمع) لمؤلفه عبد الله عبد الرحمن يتيم، ويتضمن الكتاب مقدمة كتبها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وفيها يقدم الإطار العام الموجز لمحتوى الكتاب الذي يتناول في بابه الأول: البحرين، وفيه ثلاثة فصول: "الجذور الاجتماعية للنخب"، و"الدين والهوية والمواطنة: الجذور والتحديات"، و"الموسيقا والغناء الشعبي".
والباب الثاني عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيه فصلان: "التخوم الاجتماعية بين أهل الحَير" –وهم سكان المنطقة الجبلية وسفوحها- و"الدين والمجتمع في البادية".
وتذكّر مجلة ليوا قراءها بأهم الكتب التي صدرت حديثاً عن الأرشيف الوطني، وهي: (تطور التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة)، و(تجوال في المحيط الهندي)، و(النظام العصري للوثائق والأرشيف)، و(إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون)، و(القلاع والأبراج في منطقة الظفرة)، و(الخدمات الكهربائية في إمارات الساحل المتصالح).

الأرشيف الوطني يطلق كتاب (إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون)
يسلط الكتاب الضوء على سيرة طحنون بن شخبوط رابع حكام آل بوفلاح
الأرشيف الوطني يطلق كتاب (إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون)
أطلق الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة كتاب (إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون بن شخبوط آل نهيان) وهو غني بأخبار عن الأحداث التي حصلت في إمارة أبوظبي وغيرها إبان حكم الشيخ طحنون بن شخبوط، وتبرز أهمية الكتاب أيضاً من كونه واحداً من أحدث إصدارات الأرشيف الوطني، وهو يوثق سيرة رابع حكام آل بوفلاح الشيخ طحنون بن شخبوط آل نهيان (1818-1833م) والدور الكبير الذي قام به في تاريخ قبيلة بني ياس خاصة وتاريخ الإمارات عامة، وأحداث فترة حكمه؛ باعتباره أبرز شيوخ آل نهيان الكرام في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد بلغت قبيلة بني ياس في عهده أوج قوتها وبلغ نفوذها أقصى اتساعه فامتدّ ليشمل أبوظبي ودبي، وأجزاء من شبه جزيرة قطر، وليوا، والظفرة، وأطراف بادية العين وواحاتها.
وتشير المقدمة إلى أن الشيخ طحنون كان يمتاز بقوة الشخصية والشجاعة والسخاء، وبُعد النظر والحكمة، وكان قائداً متميزاً عُرف بفطنته وقدرته الدبلوماسية والعسكرية على إدارة الأزمات وخوض المعارك، وحاكماً عادلاً اتسم نظام حكمه بالعدل والأخذ بمبدأ الشورى والمساواة بين جميع أفراد قبيلته؛ ففي فترة حكمه لم تخضع قبيلة بني ياس لأي من خصومها؛ إذ كانت بمثابة ميزان بين القوى المحلية المتنافسة، وهم: العمانيون والقواسم، والسعوديون.
ويستهدف الكتاب من إحياء سيرة الشيخ طحنون إبراز ما لهذا الأمير الفلاحي من المآثر والذِكر الحَسَن أثناء فترة توليه حكم إمارة بني ياس: أبوظبي ودبي.
المبحث الأول من الكتاب جاء بعنوان: "آل بو فلاح الهلاليون ونشأة إمارتهم"، وهنا يُعيد الكتاب نسب شيوخ إمارة أبوظبي من آل نهيان الكرام إلى عشيرة آل بو فلاح الهلالية من قبيلة بني ياس، وهي قبيلة عربية يعود نسبها إلى قبيلة عبد القيس الربعية العدنانية، ويُجمع كلّ النسابين والشعراء والرواة على أن آل بو فلاح ينحدرون من جدٍ لهم اسمه هلال؛ فقد وردت إشارات تاريخية قديمة تنسب آل بو فلاح إلى هلال.
ويشير الكتاب إلى أن اسم أسرة آل نهيان قد ارتبط بتاريخ قبيلة بني ياس ارتباطاً وثيقاً مُذ عُرف أول أمير منهم في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وتعتبر هذه الأسرة الكريمة من أقدم الأسر الحاكمة على امتداد ساحل الخليج العربي.
ويتناول المبحث الثاني جوانب من حياة الشيخ طحنون، بدءاً من اسمه فمولده، ثم أسرته وقبيلته، ونشأته وعصره، وصفاته وأعماله، وصولاً إلى وفاته بعد أن حكم مشيخة بني ياس خمسة عشر عاماً.
ويستعرض هذا الفصل أعماله الجليلة التي ابتدأها بتحصين إمارته، ثم بدعم مسيرة العمل الاقتصادي، وله بصمات واضحة في الجوانب الإنسانية وفي المجالات الاجتماعية والعلاقات القبلية الودية.
وجاء المبحث الثالث بعنوان: الشيخ طحنون في عيون السياسيين والضباط البريطانيين، وقد أجمع أولئك الذين عملوا في الخليج العربي على أن الشيخ طحنون كان ذا شخصية قيادية فذة يحترمها جيرانه، ويهابها أعداؤه، وكان يتمتع بقدرة فائقة على إدارة الأزمات ومعالجة الاضطرابات، وأثنوا على صفاته الخُلقية النبيلة التي كان يتحلى بها.
وكان الشيخ طحنون يحظى بمكانة بارزة بين شيوخ الإمارات والقوى الإقليمية الأخرى جعلت الملا حسين الوكيل المحلي للمصالح البريطانية في الإمارات يُعبر عن خوفه من حدوث اضطرابات داخلية بعد وفاته قد تؤدي إلى اختلالٍ في ميزان القوى السياسية في المنطقة.
لقد كان الشيخ طحنون بن شخبوط من الشخصيات الهامة التي أدركت حقبة الشاعر علي بن محمد (محين) الشامسي، ومن المحتمل أنه هو ووالده الشيخ شخبوط نالا قسطاً من مدائحه.
أمسك الشيخ طحنون بالسلطة بعد رحيل أخيه محمد بن شخبوط، وعمل مع والده في إدارة دفّة الحكم بتأييد من قبيلة بني ياس وقبيلة المناصير الموالية له، وتجلت براعته في الحكم من معالجته للعديد من القضايا الكبرى حينذاك مثل قضية ديرة، وفي العلاقات مع البحرين، وتوسطه لإحلال السلام بين الأطراف المتنازعة في البريمي حينذاك، وقد أشار الشاعر محين الشامسي إلى هذا الصلح في لاميته التي أثنى فيها على الشيخ طحنون من آل نهيان وأسلافه الهلاليين:
عقب ند العرق ما كنا جميع خوصبيّ بات في قلبي اشتعال
عاضنا الله عن رفاقتنا بقوم من مشاهيب الحروب بني هلال
ويسلط الكتاب الضوء على قضية دبي وآل هزاع بن زعل، وعلى ثورة صحار 1830م، وصولاً إلى إبريل 1833 حيث غيّب الموت الشيخ طحنون، وكانت وفاته خسارة كبيرة ليس لبني ياس فحسب، بل لحلفائه العمانيين أيضاً.
وينتهي الكتاب بالخاتمة التي تركز في الصفات القيادية والحنكة السياسية التي ورثها الشيخ طحنون من والده الشيخ شخبوط إلى جانب القوة العسكرية والاقتصادية، وتضافر تلك المزايا في شخصه مكنّه من حكم إمارة مترامية الأطراف، وقد حقق أيضاً نجاحاً بارزاً في التواصل إلى التوقيع على معاهدة السلام الدائم عام 1820 مع السلطة البريطانية، وقد شهدت إمارة أبوظبي نمواً اقتصاديا متزايداً، وفي فترة حكمه لم تخضع قبيلة بني ياس لأي من خصومها. والجدير بالذكر أن الكتاب قد أيّد محتوياته بالوثائق والخرائط التوضيحية، وقد أشار الدكتور فالح حنظل في مقدمة الكتاب إلى أن المؤلف اتبع الأسلوب الصحيح في عملية التقصي التاريخي؛ وذلك بالاعتماد على المصادر ثم تفسيرها وذِكرِ أسباب الوقائع وعِللها ودواعيها. وهو بالقدر الذي اعتمد فيه على الوثائق البريطانية، إلا أنه قارنها بما توفر لديه من مصادر إماراتية وخليجية لكي يحصل على مادة وفيرة تُعينُ على تصوير الماضي تصويراً واضحاً، وهو بهذا نجح بشكل جيد، وامتاز عن غيره من المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ الإمارات واعتمدوا على المصادر الأجنبية فقط واستكانوا لها، لذلك قدّم لنا بكل جرأة قضايا محورية في أسباب الصراعات التاريخية التي لا يخلو منها أي مجتمع، ويقارنه بما ينعمُ به مجتمع الإمارات اليوم من أمان وسلام ورفعة ومجد.
الكتاب: إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون (1818-1833م)
الناشر: الأرشيف الوطني، أبوظبي، 2017، الطبعة الأولى، 229 صفحة.
تأليف: عبدالله بن محمد المهيري

لأرشيف الوطني يصدر كتاب:( تجوال في المحيط الهندي )
من أحدث إصدارات الأرشيف الوطني
تجوال في المحيط الهندي .. رحلة شائقة، ودورة بحرية حول جزيرة العرب
يتناول كتاب (تجوال في المحيط الهندي) الصادر عن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة رحلة شائقة لموظف دولة برتغالي قَدِمَ من أوروبا عبر المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي بطريق رأس الرجاء الصالح، في مطلع القرن السادس عشر، وجال في قبالة الساحل الشرقي لقارة إفريقية صعوداً إلى القرن الإفريقي والبحر الأحمر، ثم دار دورة بحرية حول جزيرة العرب، من السويس والساحل الغربي للجزيرة، ثم اجتاز باب المندب إلى سواحل اليمن الجنوبية وحضرموت، وظفار وعُمان، ثم عَبر الخليج العربي؛ فذكر أرض الإمارات العربية، والبحرين، وجزيرة هرمز ذات التاريخ العربي العريق، ثم تابع طريقه عبر المحيط صوب الهند، الغاية المنشودة لطموح أوروبا التجاري آنذاك.
ويقدم الكتاب وثيقة تاريخية لبعض مواقع الإمارات العربية كما كانت إبّان اجتياح الأسطول البرتغالي بقيادة أفونسو دالبوكيركه للمنطقة عام 1507م، ويبقى الوصف الموجز الذي قدمه الكتاب بمثابة سجل تاريخي موثوق، وبصمة واضحة لشاهد عيان حول هذه البقعة من الجزيرة العربية.
ويورد الرحالة أنه بعد أن خرج من الأراضي العمانية تابع مسيره حتى وصل إلى منطقة كبيرة تحتوي على عدد كبير من السكان يطلق عليها اسم خورفكان، يحيط بهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها عدد كبير من المنازل الأنيقة التي تعود إلى أعيان ووجهاء المسلمين في هرمز، الذين يأتون إليها في أشهرٍ محددة من السنة للاستجمام والراحة، ولجلب الحاجات الرئيسية والمؤن اللازمة، والتمتّع بالفاكهة، وعلى بعد خمسة عشر فرسخاً من هناك منطقة أخرى على الساحل، تسمى ضدنه وبالبعد ذاته إلى الجنوب الغربي موقع آخر يدعى دبا.
ويتابع الرحالة وصفه: وبالمسير على الساحل باتجاه الجنوب الغربي وميل إلى الغرب خمسة وثمانين فرسخاً توجد مدينة أخرى كبيرة جداً تدعى جُلفار فيها مجموعة كبيرة من الناس المُعتبرين والمحترمين جداً، والعديد من التجار والبحارة. وهناك يصيدون الكثير من اللآلئ وصغار اللؤلؤ (الشذر) فيأتي تجار مدينة هرمز إلى هذا المكان لشراء اللآلئ بهدف بيعها في الهند والمناطق الأخرى. ويجري في هذا المكان الكثير من النشاطات التجارية، ويعود بعوائد مالية هائلة إلى ملك هرمز. وتتابع الرحلة قُدُماً على طول شاطئ الخليج العربي، في جزئه الداخلي، حيث توجد ثلاث مناطق أخرى تتبع ملك هرمز، هي: رأس الخيمة وهي مدينة متميزة على بعد أربعة وعشرين فرسخاً، وأخرى بعدها تدعى أم القيوين، وعلى بعد ستة فراسخ حصن يسمى كلباء، يحتفظ به الملك للدفاع عن بلاده، في وجه الذين يخوضون حروباً ضد المدن التي يحكمها ملك هرمز، ويعرض الكتاب أحداثاً طريفة ومهمة لمَا حدث خلف الكواليس في بلاط مملكة هرمز، وكيف وقف القائد البرتغالي إلى جانب ملك هرمز حتى استعاد سلطته كاملة على البلاد بعيداً عن سيطرة الحكام ومن لفّ لفيفهم، ولكن ذلك المعروف والدعم جعل ملك هرمز المقيم في القلعة البرتغالية لا يأتي بأي عمل دون الأخذ بنصيحة قائد القلعة. وظل هو وجميع مملكته وتابعوه خاضعين لملك البرتغال. وتجدر الإشارة إلى أن مخطوطة هذا الكتاب تعود إلى بدايات عام 1500 وقد حوت الكثير من التفاصيل التاريخية المهمة، كالبيانات الخاصة بالاستيلاء على هرمز، وتأسيس الحصن البرتغالي في كاليكوت، واعتراض البرتغاليين للتجارة الهندية مع السويس بالسيطرة على السفن الهندية، وثورة الشاه إسماعيل وغيرها مما حصل في عام 1514م تقريباً.
ويقول المؤلف في الطبعة البرتغالية أنه أمضى زمناً طويلاً من شبابه بالتجوال في جزر الهند، ويشير لما بذله من جهد حتى تمكن من وصف المدن والممالك التي وصلها أو التي حصل على معلومات موثوقة عنها؛ فهي بلدان خاصة بالمسلمين أو بالوثنيين، وقد كتب عن عاداتهم وتقاليدهم ولم يهمل نشاطاتهم وتنقلاتهم، وما يتوفر لديهم من البضائع، ومكان إنتاجها والمناطق التي تُنقل إليها.
وحين يعرّف الكتاب بالمؤلف دوراته باربوزا يذكر أن خدمته في سلك الدولة بالهند امتدّ حتى 16 عاماً من سنة 1500 إلى سنة 1516م، ثم عاد بعدها إلى البرتغال، وأتمّ مخطوطة كتابه المعروف بعنوان" كتاب دوراته باربوزا" أو " وصف سواحل إفريقية الشرقية والمالابار" وقد سجل في كتابه هذا وصفاً لطبوغرافيا البلاد الأجنبية وأحوالها المدنية والتجارية وعادات شعوبها.
هرمز .. نموذجاً
ويعرّج الكتاب على جزيرة ومدينة هرمز؛ إذ يصل بعد الخروج من البحر ومضيق الخليج العربي إلى جزيرة صغيرة فيها مدينة هرمز الصغيرة والجميلة جداً، وفيها المنازل الأنيقة المشيدة بالحجر والطين والمطلية باللون الأبيض، وفيها كثير من الشرفات، وهي مدينة مرتبة فيها الشوارع والساحات. يستخرج من جبل فيها الملح بشكل كتل كبيرة وهو جيد وناصع البياض، ويطلق عليه اسم الملح الهندي، وتتجه السفن البحرية من جميع الأنحاء لحمل هذا الملح لأنه يكلف الكثير من المال في المناطق الأخرى، ولا يوجد في الجزيرة شيء يمكن استخدامه سوى الملح.
ويشير الكتاب إلى أن سكان جزيرة هرمز هم من العرب والفرس، ويعدد البضائع التي يقوم عليها النشاط التجاري إلى هرمز بما فيها الماء، حتى أنه يذكر أن التجار يأخذون اللؤلؤ الكبير والشذر "اللؤلؤ الصغير" إليها من جلفار، والخيول من جزيرة العرب.
ويبين الكتاب أن المسلمين في هرمز يرتدون ثياباً أنيقة جداً، يغلب عليها اللون الأبيض الناصع، ويسلط الضوء على أبرز العادات والتقاليد في هذه الجزيرة، ويشير إلى أن المنزل الخاص بالملك يكون ضمن قلعة، يحتفظ فيها بكنوزه وبلاطه الملكي، ومجلسه الخاص ومستشاروه هم المسؤولون عن القيام بجميع المهام، وهو لا يتدخل في أي شأن، وحتى لو رغب في المشاركة واتخاذ القرارات فهذا بعيد عن سيطرته الحقيقية، وظلت الأمور تسير وفق هذا النمط إلى أن غيّرها البرتغاليون، وأعادوا للملك حصانته وقدرته على حكم شعبه.
الصين ... نهاية المطاف
وبعد رحلته الطويلة التي حلت بعدد كبير جداً من الجزر يصل المؤلف إلى الصين، وينقل مما يقال عنها بأنها كبيرة جداً، تمتد على طول شاطئ البحر، ولها الكثير من الجزر، ويحتفظ ملك الصين بحكامه وعدة قادة هو الذي يعينهم، ويقيم الملك دوماً داخل البلاد.
ويصف الكتاب هيئة سكان الصين وملامحهم حينذاك، وطعامهم، ولباسهم وتجارتهم، ويتوقف في جزر ليكيوس في الجهة المقابلة لبلاد الصين.
في نهاية الكتاب: خرائط ونقوش ورسومات قديمة لبعض المدن والبلدان؛ كنقش مدينة مومباسا في إفريقية الشرقية وغيرها.
وتحفل بداية الكتاب أيضاً بالصور المرسومة مثل صورة فاسكوداغاما، القبطان ونائب الملك بالهند البرتغالية عام 1524، وفرانسيشكو دالميدا حاكم الهند البرتغالية (1505- 1509 م) والقائد البرتغالي تريستاو دا كونيا، وأفونسو دالبوكيركه حاكم الهند البرتغالية،.. وغيرهم.
الكتاب: تجوال في المحيط الهندي
الناشر: الأرشيف الوطني، 2017، 289 صفحة
تأليف: دوارته باربوزا
ترجمة: د. أحمد إيبشس

الأرشيف الوطني يطلق برنامجاً تسويقياً يعزز ذاكرة الوطن في الأوساط السياحية
في الفنادق الكبرى، وشركات الطيران الرسمية، وفي الأسواق التجارية، والأسواق الكبرى
الأرشيف الوطني يطلق برنامجاً تسويقياً يعزز ذاكرة الوطن في الأوساط السياحية
أطلق الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة برنامجاً تسويقياً تحت شعار "ذاكرة الوطن .. تاريخ أمة وسيرة وطن" يستهدف تعزيز التاريخ الموثق للدولة بين أوساط الجهات السياحية، وتضمن البرنامج ثلاث مراحل، الأولى في الفنادق الرئيسية الكبرى، والثانية في شركات الطيران الرسمية المحلية، والثالثة في الأسواق التجارية، والأسواق الكبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتطلع هذا البرنامج إلى إطلاع المجتمع على تاريخ الوطن وإنجازاته، وأمجاده، وقيمه ومثله العليا، وهذا ما يتفق مع رؤية الأرشيف الوطني ورسالته وأهدافه.
وتحفل المواد التاريخية والتراثية التي قدمها الأرشيف الوطني للفنادق وشركات الطيران، وللأسواق التجارية والأسواق الكبرى بعبق الذكريات والرؤى المستقبلية التي رسم معالمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ أن تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي.
ويُثبت الأرشيف الوطني عبر هذا البرنامج استعداده التام للمشاركة في جميع الفعاليات المبتكرة والمثمرة التي من شأنها إتاحة تاريخ الدولة وتراثها، وسير قادتها العظام أمام جميع فئات المجتمع والمقيمين على أرض الإمارات، والزوار والسياح الذي يتوافدون على الدولة من كل أنحاء العالم.
وتتنوع الوسائط المتعددة، والوثائق التاريخية التي يرفد بها الأرشيف الوطني تلك الأماكن السياحية والترفيهية لتعرض أمام جمهورها مواد تراثية في صور فوتوغرافية تاريخية عن الإنجازات المهمة التي جعلت من دولة الإمارات دولة عصرية تفاخر بحداثتها وتطورها، وعن العلاقات الثنائية بالدولة الشقيقة والصديقة، وعن المعالم التراثية والتاريخية في الدولة، والعادات والتقاليد، والسفن الخشبية التي كانت مستخدمة في منطقة الإمارات، وعن نشأة التعليم وتطوره، والغوص واللؤلؤ والصيد، والمطبخ الإماراتي.
ويتضمن برنامج "ذاكرة الوطن .. تاريخ أمة وسيرة وطن"في مرحلته الأولى التعاون مع الفنادق الرئيسية، وذلك بهدف إطلاع الزوار والنزلاء من داخل الدولة وخارجها على تاريخ دولة الإمارات؛ إذ استحدث منصة لذاكرة الوطن تعرض الأفلام الوثائقية التاريخية، وعدداً كبيراً من الصور الفوتوغرافية التاريخية، وقد جاء هذا البرنامج الوطني المبتكر لكي يطلع جمهور الفندق على تاريخ دولة الإمارات وتراثها، ويعرفهم بدور الأرشيف الوطني في حفظ ذاكرة الوطن.
ويأتي هذا التعاون البنّاء إيمانا من الأرشيف الوطني بأهمية الشراكة المجتمعية ودور مؤسسات القطاع العام والخاص في الدولة في تعزيز الدور المجتمعي، وإيمانه بدوره في توصيل الصورة الفوتوغرافية، والمعلومة الصحيحة، والوثيقة التاريخية التي تبرز أمجاد الدولة وإنجازات قادتها، وتفتح صفحات تاريخها الذي يدعو للفخر، وبذلك تبرز وجهها الحقيقي والأمثل على مختلف الصعد.
وتمّ تخصيص المرحلة الثانية من البرنامج للتعاون مع شركات الطيران الرئيسية، وعلى هذا الصعيد بدأ التعاون المثمر والبنّاء بين الأرشيف الوطني وطيران الرئاسة؛ إذ جرى تخصيص قناة خاصة بـ "ذاكرة الوطن" على متن رحلات طيران الرئاسة، لكي تعرض على شاشات الطائرات أفلاماً وثائقية عن جهود المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في توحيد الإمارات ونهضتها، وأفلاماً أخرى توثق جوانب من تاريخ الحضارات التي شهدتها الدولة على مرّ التاريخ وصولا إلى العصر الحالي الذي تنعم فيه بالخير والازدهار في ظل القيادة الحكيمة.
وإلى جانب ذلك تقوم طيران الرئاسة بتوزيع الكتيب التعليمي الصادر عن الأرشيف الوطني على متن رحلاتها، ويحفل هذا الكتيب بموضوعات تُعنى بتاريخ الإمارات وتراثها.
وعلى صعيد آخر قدم الأرشيف الوطني صوراً تاريخية لدولة الإمارات وللقائد المؤسس والباني الشيخ زايد – طيب الله ثراه- لكي تزين بها قاعات مبنى طيران الرئاسة.
ويستمر التواصل بين الأرشيف الوطني وطيران "الاتحاد" من أجل مزيد من التعاون، وبهذا الصدد قام الأرشيف الوطني بتزويد طيران الاتحاد بعدد من الأفلام الوثائقية والصور التاريخية التي توثق لبناء الدولة، وللقائد الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان آخرها الصور التي تلقتها طيران الاتحاد عن العلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين الصديقين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
ويتابع الأرشيف الوطني رسالته بتزويد شركات الطيران المحلية والرسمية بالصور والأفلام الوثائقية التي تحكي أمجاد الإمارات وتاريخها العريق.
المرحلة الثالثة الأسواق الكبرى والأسواق التجارية، وقد بدأت فعاليات هذه المرحلة بالتنفيذ؛ إذ تنتشر الصور التي توثق لتاريخ الدولة، وقادتها العظام في العديد من الأسواق الكبرى، والأسواق التجارية، ومنها: بوابة الشرق، جاليريا مول في أبوظبي.
ويعدّ برنامج "ذاكرة الوطن .. تاريخ أمة وسيرة وطن" داعماً أساسياً للمبادرات الوطنية والمجتمعية التي لا يتردد الأرشيف الوطني في تبنيها ورعايتها، وتتناول الأفلام الوثائقية التي أنتجها الأرشيف الوطني - ووصلت إلى الشاشات الموزعة في الفنادق وشركات الطيران، وفي الأسواق التجارية الكبرى – معلومات موثقة من شأنها إثراء معلومات زوار الدولة والسيّاح بتاريخ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها العريق، وبالدور الكبير للآباء المؤسسين في بناء الدولة ونهضتها، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

الأرشيف الوطني يعزز «صيفنا يحلو بالقراءة» بورش قرائية في مآثر زايد
بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم
الأرشيف الوطني يعزز «صيفنا يحلو بالقراءة» بورش قرائية في مآثر زايد
يواصل الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة تنظيم ورش قرائية وطنية، في منصة «صيفنا يحلو بالقراءة» التي أقامتها وزارة التربية والتعليم للطلبة، وتستمر حتى انتهاء الإجازة الصيفية للمدارس بهدف تحفيز الطلبة على القراءة والمطالعة في تاريخ الوطن وسير قادته العظام وفي مقدمتهم الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وذلك تعزيزاً للتنشئة الوطنية السليمة للأجيال.
ويأتي الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني في هذه المنصة التربوية في إطار
الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الأرشيف الوطني بوزارة التربية والتعليم لتنشئة جيل واعٍ ومتفهم لمتطلبات نهضة وطنه، ويسعى الأرشيف الوطني من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز دور التربية والتعليم في ترسيخ المفاهيم التربوية الحديثة في أذهان الطلبة، وتأكيد أهمية القراءة وربطها بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يعكسها الأرشيف الوطني بمقتنياته التاريخية الموثقة، وركزت الورش القرائية التي ينظمها الأرشيف الوطني في قراءات لأهم إصداراته، وقد عكست جوانب تاريخية وإنسانية مهمة من مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة ورموزها الوطنية.
ويسعى الأرشيف الوطني إلى تقديم ورشه القرائية للطلبة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم على مدار العام حرصاً منه على تعريف المشاركين بجوانب من تاريخ الدولة، وبتنمية مهارة القراءة لديهم، وفي تشجيع أولياء الأمور على تحفيز أبنائهم على القراءة باعتبارها بوابة المعرفة.
وتتمثل مشاركة فريق الأرشيف الوطني بتقديمه عدداً من الورش القرائية للطلبة المشاركين في منصة «صيفنا يحلو بالقراءة» التي شهدتها كل من: أبوظبي، والشارقة، والفجيرة، ورأس الخيمة، وأم القيوين، وقد عرّفت هذه الورش الطلبة المشاركين بالأرشيف الوطني وخدماته ومهامه، ودوره في حفظ ذاكرة الوطن.
وشهدت الورش القرائية التي نظمها الأرشيف الوطني تدريب الطلبة المشاركين على الإشراف على الجلسات القرائية بإشراف المختصين، وحثّهم على تبادل الكتب المستعملة من أجل التشجيع على القراءة، ووصول كل طالب إلى الكتب المشوّقة في مجال اهتماماته.
وتتضمن الورش القرائية حثّ الطلبة المشاركين على الاقتداء بقيم الشيخ زايد ومآثره، وتعريفهم بجوانب من تاريخ حياته، وبما بذل من جهود في سبيل بناء المدارس وإتاحة التعليم، والحياة السعيدة التي تعيشها الإمارات اليوم، خاصة وأن كتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد) الصادر عن الأرشيف الوطني يدور حول مولد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وتعليمه، ونشأته وجهوده العظيمة من أجل تشييد صرح الاتحاد، ويؤكد الكتاب أن الشيخ زايد سيظل رمز الشجاعة والتضحية في سبيل القضايا النبيلة ماثلاً في ذاكرة وقلوب الأجيال القادمة في الإمارات.

لأرشيف الوطني يعرض صوراً تاريخية في حفل السفارة باليوم الوطني 66 لمصر
قدم صوراً ومشاهد تؤكد متانة العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين الشقيقين
الأرشيف الوطني يعرض صوراً تاريخية في حفل السفارة باليوم الوطني 66 لمصر
شارك الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحفل الذي أقامته سفارة جمهورية مصر العربية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة احتفاء باليوم الوطني المصري السادس والستين بمعرض للصور التاريخية، وبعدد من الوثائق التاريخية التي تؤكد قوة الروابط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
احتوى المعرض الذي نظمه الأرشيف الوطني على عشرات الصور الفوتوغرافية التي ترصد العلاقات التاريخية المتينة بين دولة الإمارات ومصر، وتوثق اللقاءات المستمرة بين قيادتي البلدين الشقيقين، وتعكس العلاقات الأخوية الصادقة بين الشعبين الشقيقين، وقد حظي المعرض باهتمام المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، والزوار بمختلف فئاتهم.
هذا وعرضت الشاشة الكبرى التي تصدرت قاعة الاحتفال - في فندق سانت ريجيس الكورنيش في أبوظبي- عدداً من الصور الفوتوغرافية والمشاهد التي توثق جوانب من استقبال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- لسيدة الغناء العربي أم كلثوم أثناء زيارتها إلى أبوظبي، ومتابعته مع كبار رجال الدولة للحفلتين اللتين أحيتهما في أبوظبي، وقد كانت تلك الزيارة بناء على دعوة كريمة وجهها القائد المؤسس –رحمه الله- إلى فنانة العرب أم كلثوم للمشاركة في الاحتفالات التي كانت مقررة في نهاية شهر نوفمبر 1971 ابتهاجاً بعيد جلوسه الخامس، وبقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. ولقد لبّت سيدة الغناء العربي شاكرة تلك الدعوة الكريمة، وحلّت ضيفة مميزة في تلك الاحتفالات التاريخية، حيث أحيت حفلتين غنائيتين؛ قدمت فيهما آخر إبداعاتها الغنائية، كما قامت بزيارة الشيخ زايد بن سلطان في قصر المنهل حيث أكرم وفادتها وأحاطها بكريم تقديره.
وأعرب سعادة السفير المصري لدى دولة الإمارات العربية المتحدة وائل جاد عن سعادته بمشاركة الأرشيف الوطني السفارة المصرية احتفالاتها باليوم الوطني لجمهورية مصر، وأشار إلى أن الصور التاريخية التي عرضت في الحفل تؤكد متانة وعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأبدى سعادته إعجابه بمقتنيات الأرشيف الوطني من الوثائق التاريخية مشيداً بالكتاب المهم الذي قدمه مؤخراً للأوساط الثقافية (أم كلثوم في أبوظبي) والذي يوثق جوانب من التاريخ الثقافي الحديث للبلدين الشقيقين؛ ممثلاً بزيارة كوكب الشرق إلى أبوظبي في عام 1971 وما لقيته من حفاوة وتكريم.

لأرشيف الوطني يوفر الوثائق والصور التاريخية للمبادرات الوطنية في عام زايد
مبادرة (المئة) عززت الإتاحة الخارجية في عام زايد
الأرشيف الوطني يوفر الوثائق والصور التاريخية للمبادرات الوطنية في عام زايد
يشهد الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام زايد إقبالاً كبيراً على الوثائق والصور التاريخية والوسائط المتعددة التي طلبتها مؤسسات داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها تنفيذاً للمبادرات الاحتفالية بمئوية القائد المؤسس المغفور له – بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويأتي ذلك في إطار مبادرة "المئة" التي أطلقها الأرشيف الوطني احتفاء بعام زايد، وضمن مشروع (الإتاحة الخارجية) الذي اشتملت عليه مبادرة (المئة) الوطنية.
ويتلقى الأرشيف الوطني الطلبات هاتفياُ أو بالحضور إلى مقر الأرشيف الوطني أو عبر بريد خدمة المستفيدين، ويعمل على تلبية الطلبات وتزويد الجهات بالوثائق والصور والوسائط المتعددة بحضور الممثل الشخصي للجهة أو عبر البريد السريع أو بواسطة البريد الإلكتروني.
وما إن أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- أن عام 2018 في دولة الإمارات سيحمل شعار «عام زايد» حتى تم التوجيه بتيسير عملية استقبال الطلبات التي يتلقاها الأرشيف الوطني وتلبيتها، وتسهيل حصول جمهور المتعاملين على طلباتهم التي شملت الصور والأفلام الوثائقية، وأقوال القائد المؤسس والتسجيلات الصوتية للشيخ زايد، والمواد البحثية وإصدارات الأرشيف الوطني الخاصة بسيرته - رحمه الله - في البناء والعطاء.
وبهدف تقديم الخدمات وفق أحدث المعايير سخر الأرشيف الوطني للمستفيدين قاعة إسعاد المتعاملين، وهي مخصصة لاستقبال الباحثين المهتمين بتاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج وتعدّ إضافة فريدة إلى الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني تجاه جمهور الباحثين.
وتضم القاعة أحدث الأجهزة والبرمجيات التي تسهل على الزائر عملية البحث عن تراث وتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج والوصول إليها في الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني.
ويستهدف الأرشيف الوطني في تلبيته طلبات جميع الجهات نشر قيم عام زايد المتمثلة في الاحترام والحكمة، وبناء الإنسان والاستدامة، وتنفيذ مشروع (الإتاحة الخارجية) الذي يأتي ضمن قائمة مشاريع هذه المبادرة الوطنية التي تبرز جهود الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته وقيمه ، وتفتح صفحات جديدة من تاريخ دولة الإمارات، وهذا بمجمله كفيل بتعزيز القيم الوطنية، والقيم المعرفية والمجتمعية، وفي الوقت نفسه يسعى الأرشيف الوطني إلى استخدام كنوزه المعرفية في نشر ثقافة الاقتداء بمآثر القائد المؤسس، ومن إدراكه لأهمية هذا العام -الذي يُعنى بتاريخ القائد الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي صنع تاريخاً جديداً للمنطقة التي شهدت من خلال سياساته نهضة حقيقية فأضحت نموذجاً للنمو والتنمية وتوظيف الموارد لخدمة البشر- يعمل الأرشيف الوطني لأن يكون إرث القائد المؤسس ذاكرة وطن تحفظ التراث الوثائقي الذي حرص الشيخ زايد على جمعه وحفظه للأجيال، وهو يقود – رحمه الله- تجربة رائدة انطلقت من ربوع الصحراء ليؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبني أمة أضحت رمزاً عالمياً للتسامح والخير والعطاء الإنساني.
وبتنفيذ الأرشيف الوطني لطلبات الجهات والأشخاص للوثائق والصور التاريخية والأفلام الوثائقية ذات العلاقة بالشيخ زايد فإنه يجسد رسالته التي تحتّم عليه تقديم المعلومات الموثقة والأمينة لمتخذي القرار وعامة الناس ولتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية، وتأتي خدماته ترجمة لرؤيته وتطلعاته للريادة في تقديم خدمات أرشيفية ووثائقية وبحثية متميزة.
وتعزيزاً للتواصل المجتمعي والمؤسسي، فقد استقبلت إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف الوطني طلبات المواد الأرشيفية من الجهات الحكومية، والجهات الخاصة، والطلبات الشخصية، وقدمت المواد الأرشيفية بلا أي مقابل إلى المدارس والجامعات، والعديد من المعاهد والمؤسسات الأكاديمية، وإلى المؤسسات الثقافية والمصرفية، والمستشفيات ودوائر الصحة، والهيئات الاتحادية والمراكز والدوائر الرسمية.
وتتمثل (الإتاحة الخارجية) في الأرشيف الوطني بتوفير الوثائق التاريخية، والصور الفوتوغرافية، وإصدارات الأرشيف الوطني، وتنظيم المعارض وغيرها، للمؤسسات الخاصة والحكومية بناء على خطاب رسمي تتلقاه وحدة خدمة المستفيدين، ويكون الخطاب ممهوراً بختم المؤسسة والتوقيع المعتمد فيها، ويكون الخطاب مشتملاً جميع التفاصيل المطلوبة، واسم الشخص المعني بالتنسيق مع الأرشيف الوطني.
وأما الطلبات الموجهة من الأفراد سواء كانوا كُتاباً أو باحثين أو أكاديميين، فتكون بالحضور الشخصي، أو بخطاب مرسل إلى البريد الإلكتروني لوحدة خدمة المستفيدين، مع صورة البطاقة الشخصية (الهوية)، ونموذج يملؤه الباحث أو المؤلف أو الأكاديمي تتوفر فيه التفاصيل عن المواد المطلوبة والغرض الذي ستستخدم فيه.
ولما كان «عام زايد» مناسبة وطنية للاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له –بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلاده، وإبراز دوره في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية، فقد تطلب ذلك توثيقاً دقيقاً لسيرته في النهضة والبناء والعطاء وهذا ما يحفظه الأرشيف الوطني ويوفّره للأجيال في صلب مقتنياته التاريخية.
وتأتي جهود الأرشيف الوطني في مشروع (الإتاحة الخارجية) دعماً للمبادرات الوطنية في عام زايد الذي تحتفي به جميع مشاريع مبادرة "المئة" التي أطلقها في مطلع العام، وتفتح مبادرة الأرشيف الوطني صفحات مهمة من تاريخ زايد وقيمه أمام الأجيال، وتقدّم مآثر القائد الاستثنائي الذي لم يدّخر جهدا في سبيل بناء دولة مزدهرة ينعم شعبها بالرقيّ والرفاه، ويتطلع الأرشيف الوطني عبر جهوده ولا سيما في عام زايد إلى إبراز التجربة الريادية للشيخ زايد في قيام الاتحاد وبناء دولة الإمارات، وما قدّمه لأبناء الإمارات والقاطنين على أرضها، وذلك الإنجاز لا يزال مصدر فخر وإلهام، فمسيرة المؤسّس والباني مليئة بالحكمة والعطاء الذي دوّنه التاريخ بأحرف من نور للأجيال.