
لأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي<
بالمقابلات التي يجريها التاريخ الشفاهي
الأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي
قام الأرشيف الوطني بتوثيق طقوس العيد وعاداته في الإمارات قديماً، جاء ذلك في إطار مهام التاريخ الشفاهي الذي لا يتوقف الخبراء والمختصون فيه عن إجراء المقابلات مع الرواة المعمرين الذين تُعدّ ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً وقاعدة معلومات ثرية تذخر بالأحداث التاريخية، وأساليب الحياة ، ويوثق الأرشيف الوطني في مقابلات التاريخ الشفاهي الروايات الشفوية التي جاءت تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة التي تثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم لتبقى زاداً للأجيال الناشئة وإثراءً للتنمية الثقافية، وتعزيزاً للهوية الوطنية.
وتستحق طقوس العيد وعاداته هذا الاهتمام من الأرشيف الوطني؛ فقد كان يوم العيد، وما زال من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخلُ البهجة والسرور إلى قلوب الناس، وكانت له في الإمارات طقوس ثرية، فهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط والتلاحم الاجتماعي.
تحري الهلال
يقول سيف عيسى المنصوري من أبوظبي: كان كبار السن هم من يحسبون لأيام رمضان والعيد، وإذا رأى الهلال أحد من الساكنين بعيداً فإنه يثور (يطلق الرصاص) من التفق (البندقية) وبذلك نعرف بأنهم قد رأوا الهلال فيبدأ الصوم، وكذلك هو الحال في العيد.
وتضيف صغيرة شنين الفلاحي: في الماضي كانت البيوت المقتدرة تطبخ الأرز واللحم في العيد، وكانت بعض البيوت تضع ضيافة العيد من الخبيص والبلاليط، والثريد والعرسية.
ملابس العيد وحليه
وعن اللباس تقول الراوية: لم يكن هناك خياطون؛ فقد كنا نخيط الملابس بأيدينا على ضوء الفنر(الفانوس) في الليل، ونبدأ بتفصيل الثوب قبلها بفترة تصل إلى شهر لكي يكون الثوب جاهزاً في يوم العيد، وتحتفظ صاحبة الثوب بثوبها لترتديه في الأعياد والأعراس، وكانت المرأة تجهز ثوباً واحداً فقط للعيد وكنا نغسل ملابسنا بأيدينا، وكانت النسوة يتخضبن بالحناء قبل العيد، والنساء اللواتي يمتلكن الذهب يتحلين به يوم العيد فيلبسن القلادة، والأساور، والكواشي.
العيدية وطعام العيد
وتقول شيخة عبيد الظاهري من العين: كنا نفرح كثيراً بالعيد، وكنا نسعى للحصول على العيدية، ونزور بيوت الحارة، ويعطوننا العيدية روبية أو نصف روبية، وكانت لها قيمتها، وكنا نذهب إلى السوق للشراء، فنشترى الكراش والفانتا (مشروبات غازية) واللبان الأحمر المكور.
في عهد الشيخ زايد
ويقول على راشد محمد النيادي من العين: في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-كانت تقام حفلات “العيالة” في المربعة (وسط مدينة العين). وتؤكد ذلك الراوية محبة حمد راشد الظاهري من العين، فتقول: كنا نستمتع بمشاهدة العيالة وتؤدى العيالة بالشعر والنشيد المغنى مصحوباً بقرع الطبول والدفوف.
وتضيف كنا نجمع النقود من أمهات البنات، ونعطيها إلى والد إحدى الفتيات ليصنع درفانة (الأرجوحة)، وتقول رفيعة محمد الخميري من أبوظبي: كنا بعد صلاة العيد نتجول بين بيوت الجيران لنحصل على العيدية بالآنة والآنتين (أجزاء من الروبية) وربما كانت العيدية حلويات، ثم نعود إلى المنزل، وكانت الأسر تتزاور في العيد، وكنت أحب اللعب بالدرفانة، وكنا نلعب طوال اليوم من الصباح الباكر حتى المغرب، وهذه الدرفانة نلعب بها طوال أيام العيد الذي يستمر الاحتفال به ثلاثة أيام.
ويقول مبارك محمد بن جرش الخيلي من العين: في صباح العيد كل واحد يُلبِسُ أبناءه أفضل ما يتوفر لديهم، ويتجمع الرجال ثم يبحثون عن مكان مرتفع فيؤمهم أحد الجيران من حفظة القرآن فيصلي بهم في الصباح الباكر، وتصلي النسوة خلف الرجال، وبعد الصلاة يهنئ كل شخص رفيقه، ويعود كل إلى بيته وهو يحمل فوالة العيد (وجبة خفيفة تقدم للضيوف) ويتوفر في العيد اللحم عند البعض، ويكون البعض قد أعدّ الهريس أو العصيد وغيره، وكان التواصل مستمراً بين الجيران في العيد، ولا يشترط في الجيران أن يكونوا متقاربين في السكن، وربما كانوا بعيدين قليلاً.
وهذا ما تؤكده فاطمة عبيد على مسلم، التي تقول: كانت علاقة الناس جميلة جداً، يأكلون مع بعضهم في العيد. ويتحدث سالم سعيد خلفان بن حضيرم الكتبي من العين عن ذكريات العيد، فيقول: في الأعياد كانت تقام سباقات الهجن، والجوائز عبارة عن وزار أو غترة، ويجري السباق بعد صلاة العيد والجمل الفائز يطلى بالزعفران، ولم تكن هناك طريقاً مخصصاً للسباق، فقط كانت الطريق من الرمال وفيها الارتفاعات والانخفاضات.
وفي كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) الصادر عن الأرشيف الوطني، يتذكر سعيد أحمد ناصر بن لوتاه، من دبي، العيد فيقول: في المناسبات الاجتماعية التي كانت تمر علينا أذكر أن النساء كن يتحدين بعضهن عند طبخ الهريس، وهو من الأكلات الشعبية الشائعة، ومن الأكلات الرئيسية في رمضان، وفي الأعياد كنا نصنع المريحانة “الأرجوحة” إذ نقوم بربط حبال قوية بين نخلتين قويتين كي تتحمل وزن البنات. ولتأدية صلاة العيد كانت النساء تقف خلف الرجال، ثم يتجمعن للحديث على حين تلعب البنات على المريحانة، ويتضاحكن تعبيراً عن سعادتهن وفرحتهن بالعيد.
ويتابع الراوي: وأذكر كان هناك سوق قديم يطلق عليه الأهالي اسم “خلّص خلّص” وكنا نذهب إليه لنلعب ونشترى الحلوى والقبيط “نوع من أنواع الحلوى” وزق السبال “الفول السوداني” وأذكر أنه كانت هناك حلاوة تصنع من السكر المذاب على النار الذي يخلط بالطحين، وكانت تباع ببيزة أو بيزتين، ويقام هذا السوق في فترات الأعياد فقط، وما إن ينتهي العيد حتى يذهب كل واحد إلى بلده…

الأرشيف الوطني يزود المجالس بإصداراته الوطنية والتاريخية الموثقة
بالتنسيق مع مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي
الأرشيف الوطني يزود المجالس بإصداراته الوطنية والتاريخية الموثقة
أهدى الأرشيف الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة كبيرة من إصداراته ذات المضمون الوطني إلى المجالس الجديدة في أبوظبي والتي يديرها مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي العهد، وتلتقي أهداف مكتب شؤون المجالس مع أهداف الأرشيف الوطني في هذه المبادرة؛ إذ يتطلع الطرفان إلى وضع التاريخ الموثق لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصفحات من تراث الدولة، وأسس نهضتها ووصولها إلى ذروة الرقي في زمن قياسي- بين أيادي رواد المجالس، وذلك لما لهذه الإصدارات من أهمية في تعزيز الوعي الثقافي، وغرس الموروث الإماراتي في الأجيال، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة، وتعزيز دعائم التسامح وأسس السلام وفق رؤى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقيادة الرشيدة.
ويأتي تزويد المجالس التابعة لديوان ولي العهد بإصدارات الأرشيف الوطني كون هذه الإصدارات تثري بمضامينها الوطنية معارف رواد هذه المجالس العامرة بفكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وفلسفته، وصفاته الشخصية والقيادية، وقيمه ومآثره، وبمواضيع وطنية تتناول تاريخ دولة الإمارات وجوانب من تراثها، وسير قادتها العظام الذين أسهموا في قيام نهضتها ونمائها وازدهارها، والكثير من إصدارات الأرشيف الوطني تتطرق إلى التسامح بوصفه ثقافة متجذرة تسكن وجدان الشعب الإماراتي.
ويتطلع الأرشيف الوطني ومكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي إلى فتح نافذة واسعة على المعرفة الوطنية التي تزخر بها إصدارات الأرشيف الوطني التي توثق ماضي الإمارات من مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية، والثقافية والعمرانية والبيئية، وتقديم صورة حقيقية وموثقة عن تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، وعن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وعن قادة الإمارات العظام، ويأتي ذلك في إطار رسالة الأرشيف الوطني الذي يحرص على تقديم المعلومات الموثقة والأمينة.
وزود الأرشيف الوطني المجالس بثلاثين عنواناً معظمها يتناول جوانب من السيرة التاريخية العطرة للمغفور له – بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويوثق إنجازاته ومبادئه الوطنية، وأسلوبه الأبوي في القيادة، وجهوده التي بذلها في قيام دولة الإمارات واتحادها الميمون، ودوره الكبير –رحمه الله- في إرساء قواعد العدل والتسامح والمساواة والتكافل وغيرها من القيم المتجذرة في ثقافة المجتمع الإماراتي.
وتتناول الإصدارات أيضاً جوانب من سيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة -حفظه الله- ويوميات كوكبة من أصحاب السمو شيوخ الإمارات وقادتها العظام.
وتتضمن المجموعة أيضاً أحدث إصدارات الأرشيف الوطني، وهي: كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز)، وكتاب (التطور التاريخي للقضاء)، كما تتضمن أعداداً من مجلة (ليوا) وهي مجلة علمية محكمة تُعنى بالبحوث العلمية الأصلية، باللغتين العربية والإنجليزية، وتحفل بموضوعات تختص بالتاريخ والتراث والآثار للإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.

لأرشيف الوطني يفتح بوابة رقمية متخصصة على تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي<
الأرشيف الرقمي للخليج العربي .. بكبسة زر تصل إلى آلاف الوثائق التي توثق قرنين من تاريخ المنطقة
الأرشيف الوطني يفتح بوابة رقمية متخصصة على تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي
أتاح الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة آلاف الوثائق والصور التاريخية، والتسجيلات المرئية والمسموعة “الوسائط المتعددة” ذات القيمة التاريخية والثقافية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على البوابة الإلكترونية (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) والتي أطلقها حديثاً؛ ليقدم عبرها تاريخ دول الخليج العربية الثري والجدير بالاهتمام على مدار قرنين من الزمن، ويوثق هذا الموقع بالوثائق التاريخية الكثير من الأحداث، ويعرف بالكثير من الشخصيات، فيقدم محتوياته بواسطة العديد من المواد التي لم تعرض قبل على شبكة الإنترنت.
وبكبسة زر توفر بوابة (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) لزوارها مذكرات ومخطوطات وصوراً ومراسلات رسمية من قادة وحكومات حول الأحداث التاريخية باللغتين العربية والإنجليزية، وغالباً ما توجد الوثائق الأصلية في أرشيفات خارج منطقة الخليج، وبذلك فإن هذا الأرشيف الإلكتروني يتيح فرصة الوصول إلى نسخ إلكترونية من تلك الوثائق والسجلات التاريخية إضافة إلى توفير أدوات البحث فيها، وإمكانية الحصول على نسخ منها، وبذلك فإن هذا الأرشيف الرقمي للخليج العربي يعدّ مصدراً معاصراً وفريداً يستفيد منه -محلياً ودولياً- الباحثون والأكاديميون والطلبة والمهتمون بماضي منطقة الخليج العربي دون أي تكاليف مالية.
ويذكر أن هذه الموقع الرقمي الذي يمكن الوصول إليه عبر هذا الرابط: https://www.agda.ae/ يمتاز بشموليته ففي الصفحة الرئيسية يضع الموقع الزائر أمام عدد من الخيارات لتحديد مجرى ومجال البحث تسهيلاً لوصوله إلى المعلومة المطلوبة والموثقة، والخيارات الموجودة في الصفحة الرئيسية هي: أماكن، وشخصيات، ووحدات، وموضوعات، ونطاق التاريخ.
ويراد بالأماكن الدول في مختلف أنحاء العالم، وهي الدول التي تربطها علاقات مع دول الخليج العربي، وبالإضافة إلى الدول يجد المتصفح الوثائق والصور لمدن الخليج العربي التي كانت قد شهدت أحداثاً تاريخية. وأما الشخصيات فهي تقدم معلومات عن الشخصيات التي كان لها أثرها في مجرى الأحداث والقضايا المهمة التي شهدتها منطقة الخليج. ويراد بالوحدات الهيئات والمنظمات والشركات الكبرى والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية ذات الصلة بمنطقة الخليج العربي وقضاياه التاريخية. والموضوعات التي يتطرق إليها الموقع تتمحور حول التعليم والصحة، والمواضيع الاقتصادية والعسكرية، والحدود والتجارة، والقبائل والمناخ، والأديان وغيرها. ونطاق التاريخ يراد به تحديد زمن معين، أو فترة زمنية لمعرفة ما شهدته من الأحداث التاريخية.
ويستطيع زائر الموقع أن يستفيد من رابطي: “التحميل” الذي يتيح له تحميل الوثيقة مباشرة وبجودة عالية مع التعريف الخاص بها في صفحة واحدة، و”المشاركة” بالوثيقة مع من يشاء بواسطة: البريد الإلكتروني، والفيسبوك، وتويتر.
وبذلك يصبح الموقع الإلكتروني (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) رافداً من روافد المعلومات الموثقة الفريدة من نوعها في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بالتاريخ.

الأرشيف الوطني يناقش إصدارات عام التسامح واللجنة العلمية تعمل على تقييمها
الأرشيف الوطني يناقش إصدارات عام التسامح واللجنة العلمية تعمل على تقييمها
ناقشت اللجنة العلمية في الأرشيف الوطني أهم الكتب والبحوث وأوراق العمل المرشحة للإصدار سواء من قبل الأرشيف الوطني أو بعض الجهات الخارجية في عام التسامح، وركزت اللجنة في أهمية الكتب وأوراق العمل التي تستعرض مضامينها قيمة التسامح التي أرساها القائد المؤسس المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حتى غدا نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مثالياً للبيئة التي تنعم بالتسامح والانسجام واحتواء الآخر.
وناقشت اللجنة الإصدارات التي تتناول تاريخ دولة الإمارات وتراثها التي ستصدر عن الأرشيف الوطني، أو التي يتلقاها الأرشيف الوطني من جهات حكومية مختلفة لتحليلها وإبداء الرأي فيها، وآلية تقييم البحوث التي أُعدت للمشاركة في المؤتمرات، وجاء ذلك ضمن جدول أعمال اللجنة العلمية في أول اجتماعاتها لعام 2019 عام التسامح.
وأكد رئيس اللجنة العلمية حمد سليم الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني أن اللجنة العلمية التي تتألف من نخبة من المستشارين والخبراء في مجال التحقيق بالوثائق التاريخية والمرويات الشفاهية تحرص على دورها في الحفاظ على الحقائق التاريخية في تحليل المواد التي يتم عرضها عليها، ويحصل المؤلف على توصيات تُسند بحثه، وذلك انطلاقاً من اهتمام الأرشيف الوطني بالمنهجية التاريخية ومصداقية كل ما يرد من حقائق تاريخية، ومدى قابليتها للنشر والإتاحة للباحثين والأكاديميين وأوساط القراء.
وأشار رئيس اللجنة العلمية إلى أن دور اللجنة في التدقيق على الكتب والبحوث وتوثيقها للمعلومات التاريخية الخاصة بدولة الإمارات بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام يكون بالاعتماد على الحقائق المثبتة في الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، أو تلك التي وردت في مقابلات التاريخ الشفاهي الموثقة والتي أجريت مع الرواة كبار السن الذين عاصروا الأحداث التاريخية قبل قيام الاتحاد وفي مرحلة البناء والنماء والنهضة، وفي المصادر والمراجع التاريخية التي تحفل بها مكتبة الإمارات المتخصصة- مؤكداً أن ذلك يرسخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخية، ويوثق تطورها ومسيرتها المظفرة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم على يد قادة عظام في مقدمتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والقيادة التي سارت على نهجه.
الجدير بالذكر أن اللجنة العلمية في الأرشيف الوطني قد قامت بتقييم عدد كبير من الكتب والبحوث التاريخية، وهي معنية بالتدقيق على الإصدارات، ولا يقتصر دور هذه اللجنة على ذلك وإنما يتخطاه إلى تقييم الكتب التي يعتزم الأرشيف الوطني اقتناءها، وإجازة أوراق العمل والأبحاث التي يشارك بها في المؤتمرات والندوات العلمية داخل الدولة وخارجها.

الأرشيف الوطني يحتفي بتتويج “المان سيتي” ويرفع التهاني إلى منصور بن زايد
وسط أجواء رمضانية يسودها التسامح
الأرشيف الوطني يحتفي بتتويج “المان سيتي” ويرفع التهاني إلى منصور بن زايد
رفع الأرشيف الوطني إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، أحر التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي.
ووسط احتفال شارك فيه موظفو الأرشيف الوطني وعدد كبير من الضيوف أشاد سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني بالدور القيادي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي كان وراء هذا الإبداع الكروي الذي حققه الفريق.
وبارك سعادته للاعبي الفريق ولأعضاء الجهاز الفني والإداري على ما بذلوه من جهود في هذا الموسم حتى حافظ الفريق على مكانته المتميزة، وتمنى للفريق تحقيق مزيد من الانتصارات والإنجازات الرياضية المتميزة التي تواكب تطلعات جماهيره.
جاء ذلك الاحتفال وسط أجواء الإفطار الجماعي الذي أقامه الأرشيف الوطني الإماراتي احتفاء بشهر رمضان المبارك في الثامن من رمضان الموافق 13 مايو الجاري، في فندق قصر الإمارات جرياً على عادته كل عام، وذلك في سياق إستراتيجيته الهادفة إلى نشر أجواء التسامح، وتمتين أواصر المحبة والإخاء والعلاقات الطيبة بين الموظفين.
ويذكر أن الأرشيف الوطني يحرص على إقامة الإفطار الجماعي سنوياً في هذا الشهر الكريم ليعزز العلاقات الودية والتواصل الاجتماعي بين الموظفين بعيداً عن روتين العمل اليومي، وضمن أجواء تكرّس فضيلة التسامح، ومفهوم التآلف والترابط الاجتماعي، وتعزز روح الفريق وتشجع على بذل مزيد من الجهود من أجل نتائج متميزة تضاف إلى سجل إنجازات الأرشيف الوطني وهو يعمل على جمع ذاكرة الوطن وحفظها.
ويسهم حفل الإفطار بمدّ الجسور وتمتين العلاقات بين الأرشيف الوطني والعديد من الجهات الخارجية التي شارك ممثلوها موظفي الأرشيف الوطني هذا اللقاء الرمضاني الطيب؛ مما ينعكس إيجاباً على تطوير بيئة العمل.
وقد استجاب لدعوة الأرشيف الوطني إلى حفل الإفطار لهذا العام عدد كبير من المسؤولين، في مقدمتهم وزير التربية والتعليم معالي حسين الحمادي، وسعادة اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية، وعدد من السفراء الأجانب لدى الدولة.
هذا وقد عرض الأرشيف الوطني على الشاشات الموزعة في قاعة الإفطار فيلماً وثائقياً استعرض فعاليات مؤتمر مجلس الأرشيف الدولي 2019، ومنتدى الأرشيفيين الوطنيين في العالم اللذين عقدا اجتماعاتهما بضيافة الأرشيف الوطني في أبوظبي، واستعرض الفيلم الوثائقي أيضاً مراسم إطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 الذي ستستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل، وفعاليات إطلاق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي.

(ذاكرتهم تاريخنا) .. روايات شفهية توثق تاريخ المجتمع الإماراتي الذي ساده التسامح
(ذاكرتهم تاريخنا) .. روايات شفهية توثق تاريخ المجتمع الإماراتي الذي ساده التسامح
يحفل الكتاب بمعلومات موثقة تخصّ الماضي بأبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتؤكد مضامينه بما فيها من قصص وشواهد أن المجتمع الإماراتي عُرِفَ بانتشار التسامح بين أفراده، وقد غرس بذور هذه الفضيلة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وهو القائد الاستثنائي الذي عرف كيف يدير أحداث التاريخ وفق ما يخدم الإنسانية؛ محققاً تحولًا فارقًا ونقلة حضارية نوعية كبيرة في مجتمع دولة الإمارات في زمن قياسي، وبالنظر إلى منزلة الشيخ زايد ومكانته على مختلف الصعد فإن جميع الرواة والمعمرين الذين اشتمل الكتاب على مقابلات معهم قد تحدثوا عن لقاءاتهم بالشيخ زايد، أو عما عرفوه عنه – رحمه الله- وعن الأثر الطيب الذي تركه في النفوس والعقول، وفي تطور الإنسان والمكان.
ويتميز كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) برواياته الشفهية الموثقة المستمدة من ذاكرة شهود العصر والمخضرمين؛ لتعكس واقع الإنسان الإماراتي وتجربته، وتأثير التغيرات السياسية والاقتصادية عليه.
يوثق الكتاب ذكريات الناس وتفاصيل حياتهم اليومية، وإحساسهم وشعورهم، وعلاقاتهم الإنسانية، وأشعارهم ومعاناتهم، وهذه أمور غائبة تماماً عن السجلات التاريخية الرسمية، وتجهلها الأجيال الحالية.
بدأ الكتاب – وبترتيب أبجدي لتسلسل أسماء الرواة- فتناول ما ذكره الراوي أحمد حاضر محمد بن جاسم المريخي الذي يعرّف بنفسه وبعائلته وبعشيرته “المريخات”؛ وهي أولى العشائر العريقة التي سكنت جزيرة دلما، ويسرد الراوي من ذاكرته تفاصيل الزمان والمكان ليُطلِع القارئ على تضاريس جزيرة دلما وبيوتها، وسكانها وأعمالهم اليومية، ويخصص جزءاً من روايته للحديث عن مهنة الطواشة “تجارة بيع اللؤلؤ وشرائه” التي مارستها أسرته قروناً من الزمن، ويطوف المريخي في رحلة تشمل جزر الإمارات التي يذكرها التاريخ لدورها في سجلاته وذاكرة أبناء الوطن. ويركز المريخي بحديثه في فترة حكم الشيخ زايد – طيب الله ثراه- قبل قيام الدولة، ثم يقارن بين الحياة في الماضي والحياة في الحاضر؛ مشيراً إلى مساهمات الشيخ زايد في النهضة التي شهدتها البلاد وصولاً إلى وقتنا الحالي.
ولا يقتصر الكتاب على الرواة الرجال؛ إذ يلتقي ببعض السيدات اللواتي عاصرن مرحلة قبل قيام الاتحاد؛ مثل الراوية بخيته بنت قنون سعيد الفلاسي المرأة التي صقلتها أجواء البادية وتقاليدها السامية، وقد تحلّت الراوية بالاحترام الجم لوالدها الشاعر الشجاع، وبرعت في فنون الصيد في البراري بمختلف الأدوات التقليدية، والوسائل المعروفة، وقد تشربت مفاهيم البداوة وقيمها النبيلة. وتسرد الراوية من ذاكرتها جوانب من حياة المرأة وعملها إلى جانب الرجل في الفترة الحاسمة من تاريخ الوطن والأعوام التي سبقت قيام الدولة.
كما يحتوي الكتاب على مقابلة مع الراوي” خميس راشد بن زعل الرميثي” الذي ولد في أبوظبي قبل أكثر من ثمانين عاماً، وعاش فيها، وقد تلقى نصائح والده وتوجيهاته بيقظة وحرص؛ فهو لم يدخل مدرسة قط لكنه ثابر على التعلم بنفسه حتى أجاد القراءة والكتابة، وتجويد القرآن الكريم. تحمّل الراوي المسؤولية مبكراً، واختزنت أعماقه الكثير من التفاصيل والروايات المحفوظة في سجل ذاكرته. كان –رحمه الله- يقرض الشعر، ويتحلى بإلقاء رخيم.
ويتحدث الراوي راشد سيف ربيع بالحايمة الظاهري عن قيم الصحراء وعن معارفه وعلاقته العميقة بالإبل، وقد عاش الراوي بين البادية والواحة، وتختزن ذاكرته الكثير من الأحداث والمواقف، والمشاهدات والتجارب، ويحتفظ في وجدانه بألعاب الطفولة والصبا، وهو ينحاز إلى أعراف الصحراء وتقاليد الضيافة في البادية، وفي حديثه يكشف عن خبرته الواسعة في تربية الأبل وترويضها ومعالجتها، ومعالجة الناس بموارد البيئة. امتلك مقويات الشجاعة، وعاش مسالماً، يحمل من الأمس ذكريات كثيرة، أجملها لقاؤه بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وما حفل به ذلك اللقاء من أحاديث و أشعار.
ويورد كتاب” ذاكرتهم تاريخنا” مقابلة مع الراوي ” سالم سعيد سالم الحساني” الذي تنوعت أعماله؛ فتنقل من الزراعة إلى البناء، ثم العسكرية التي صقلت مهارات الدقة والالتزام لديه. تحلى بالشجاعة وتخلى عن التردد فكان من رواد مظليي الإمارات وبذلك حجز له مكاناً في مرافقة الحكام والشيوخ، وفي مقابلته يسرد بعض ذكريات العمر السابقة، وتحدياته وفرصه، ومشقات الحياة والسفر، وبعضاً من تقاليد الحياة قديماً.
ويروي سالم بن عبدالله آل حميد الوحشي ذكرياته عن التعليم وهواية اقتناء الكتب التي وصلت بصاحبها إلى تكوين مكتبة عامرة، جعلها وقفاً لخدمة كل باحث وقارئ، وذلك في مبادرة منه لرد الجميل للدولة.
ويسرد الراوي سالم محمد بن كبينة الراشدي للقارئ ذكرياته مع البادية ورحلته التي استمرت سبع سنوات في مجاهل الصحراء المترامية الأطراف، والأخطار التي اعترضت طريقه. وقد برع في اقتفاء الأثر، والتزم ابن كبينة بالمهمة التي عهد إليه الشيخ زايد بها وهي مرافقة ” ولفريد ثيسجر” أثناء عبوره صحراء الربع الخالي، والحفاظ على حياته، ولهذه الرحلة مردود إيجابي؛ إذ كتب عنها ثيسجر في كتابه “الرمال العربية”.
ويسرد الراوي سعيد أحمد ناصر بن لوتاه ذكرياته في ميادين الثقافة والتجارة، وقد عرف بمبادراته العلمية والاقتصادية، وكانت له الريادة في تأسيس وإنشاء أول مصرف إسلامي في العالم، وأول مدرسة إسلامية، آمن بدور المرأة فأعدّ من أجلها البحوث لتبيان حقوقها وواجباتها.
ويورد الشيخ سلطان بن علي بن سيف الخاطري ذكرياته عن الحرب العالمية الثانية التي عاصرها طفلاُ، وعايش شظف العيش والشح، وهو ينصح بإدراج عادات السلوك في مناهج التعليم، وينظر إلى نِعمِ اليوم بعين الحمد والشكر لله، ثم لمؤسس الدولة الشيخ زايد الخير -طيب الله ثراه- وهو يفخر بقيم التواضع والتسامح التي يتحلى بها أبناء الشيخ زايد، وتأتي ذكرياته لتنقل المفهوم الحقيقي لحياة البادية وتفاصيلها الدقيقة.
ويحفل كتاب “ذاكرتهم تاريخنا” بمقابلة مع الشيخ مبارك بن قران راشد المنصوري الذي نشأ في البادية، وعايش مرحلة التنقل والترحال بين ربوع الصحراء، وعايش فترة الاكتفاء بالتمر واللبن في الغذاء، وشهد تحول البادية إلى الازدهار، وعاصر تعمير الصحراء، تَزعّم أفراد قبيلته، وكان صاحب الرأي والمشورة في شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية، ويتحدث الشيخ مبارك بن قران عن الأثر الطيب الذي ظل في نفسه من أثر رفقة الشيخ زايد، فقد عاش قريباً منه نحو أربعين عاماً.
ويتحدث الشيخ مسلم سالم بن حم العامري عن الحوارات والعلاقات التي اتسمت بالإنسانية والحكمة والعدل بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ووالده سالم بن حم، الذي كان برفقة الشيخ زايد دوماً، فوصف الراوي هذه الرفقة بـ “الحظ الكبير” بالنسبة له؛ إذ اكتسب أصول العادات والتقاليد، وقيم البِر والاحترام ومبادئ الكرم، ومفاهيم الحكمة من مجالس الشيخ زايد، ويروي في المقابلة قصصاَ لم يُتح لكثيرين معرفتها.
ويقدم الكتاب لقرائه مقابلة مع الدكتورة عائشة علي أحمد بن سيار التي ولدت وعاشت في مدينة الشارقة، تتحدث في مقابلتها عن واقع التعليم وحملات محو الأمية، وعن التعليم الرسمي الذي بدأ في إمارة الشارقة عام 1952 وعن دراستها في جامعة عين شمس، وعن العمل النسائي، وعملها في ظل رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
ويروي عبيد راشد أحمد بن صندل آل علي ذكرياته حيث عاصر عقوداً من شظف العيش والتقشف، ثم عايش عصر الرخاء والنعيم الذي أضفاه الاتحاد بقيادة الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كان عبيد راشد أحمد بن صندل شغوفاً بحب الرياضة والفن والتراث، ونقله إلى الأجيال وتعريف باقي الشعوب به.
ويستعيد الراوي علي حسن سعيد بن الشيخ الرميثي ذكريات طفولته حين كرّس وقته للتعلّم، وعمل في مهن متعددة كالنجارة والجلافة، والحدادة وبناء البيوت التقليدية، وبرع في ابتكار أدوات دقيقة ومدهشة، وعمل في صناعة السفن، وعمل رباناً لسفن السفر، وجاب موانئ الخليج والهند وإفريقية، وأكسبته الحياة خبرة واسعة في عدة ميادين جعلت منه مستشاراً تراثياً في نادي تراث الإمارات، ويعدّ موسوعة مكتنزة بالحكايات والخبرات والمهارات حصيلة سنوات عمره المديد.
وفي ذكريات الراوي المرحوم مهنا بطي محمد هزيم بن صخير القبيسي يطلع القارئ على مراحل تاريخية واجتماعية مهمة لم تدوّنها السجلات.
وبالنظر إلى المعلومات الموثقة التي يتضمنها الكتاب فإنه يعدّ مصدراً تاريخياً يعتمد عليه الباحثون، وتكمن قوته وأهميته في الأوساط العلمية والأكاديمية لما فيه من معلومات تاريخية موثقة يستفيد منها الباحثون والجيل الجديد.
الكتاب: ذاكرتهم تاريخنا
تأليف: مجموعة من الرواة والمعمرين
الناشر: الأرشيف الوطني، أبوظبي، 2018م، الطبعة الأولى، 438صفحة.

الأرشيف الوطني يتوّج مكتبة الإمارات بإصدارات جديدة تتناول سيرة القائد المؤسس
الأرشيف الوطني يتوّج مكتبة الإمارات بإصدارات جديدة تتناول سيرة القائد المؤسس
أثرى الأرشيف الوطني مكتبة الإمارات بعدد كبير من الكتب التي تضيئها جوانب من سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومآثره وقيمه الحميدة، من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة، وينطلق الأرشيف الوطني في ذلك من أهمية سيرة الشيخ زايد التي اقترن بها التاريخ الحديث لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن كون مكتبة الإمارات مكتبة نموذجية متخصصة، تعمل على تشجيع البحث العلمي التاريخي، وهي تقتني المصادر والمراجع الثقافية النفيسة، وتركز في الموضوعات الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
وبالنظر إلى سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته التي لا تعرف الحدود؛ فإن مكتبة الإمارات تولي الإصدارات التي تتناول سيرة القائد المؤسس اهتماماً كبيراً لأنها تجسد بصورة جليّة ما اتصفت به شخصية الشيخ زايد من الخصال الحميدة، إلى جانب دوره القيادي الذي تميز به وهو يكرّس جهوده من أجل تشييد الوطن ونموه.
ومن أبرز الكتب التي تم تزويد مكتبة الإمارات بها، وهي توثق جوانب من سيرة الشيخ زايد ومبادئه الوطنية ومآثره الحميدة، كتاب (زايد صقر الصحراء)، وكتاب (حلمك يا زايد)، وكتاب (زايد .. هوية شعب ووطن)، وكتاب (زايد .. مائة عام من المجد)، وكتاب (الشيخ زايد وابن حم .. رفقة لها تاريخ) وكتاب (علمني زايد)، وكتاب (الوالدان المؤسسان: زايد وراشد) وغيرها.
وهذه العناوين جزء يسير من الكتب التي يقتنيها الأرشيف الوطني، والتي ترصد إنجازات الشيخ زايد وأفعاله التي ستظل مصدر فخر على مرّ الزمن، فهو المؤسس والباني الذي وضع اللبنات الأولى والأعمدة الأساسية لدولة رائدة في المنطقة في زمن قياسي إذ ما قورن بأعمار الشعوب، وهذا ما خوّله دخول سجل تاريخ قادة الأمم وبُناتها.
وتضاف تلك الكتب التي أثرى بها الأرشيف الوطني مقتنيات مكتبة الإمارات مؤخراً إلى الكتاب الذي أصدره حديثاً بعنوان: (زايد .. أوسمة وجوائز) وهذا الكتاب يوثق جوانب من شخصية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- التي اتسمت بالتسامح عبر عرض مختصر، ويوثق لبعض الأوسمة والجوائز التي حصل عليها القائد المؤسس من قادة العالم والهيئات العلمية والمدنية والدولية، ولما كانت هذه الأوسمة والجوائز تعكس أهمية الأشخاص ودورهم في بناء مجتمعهم ومساهمتهم في التقدم البشري؛ فقد كان الشيخ زايد بأياديه البيضاء التي امتدت إلى جميع الأمم والمجتمعات دون استثناء بغضِّ النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم أهلاً لها؛ نظراً لدوره العظيم المتمثل في بناء نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولمساهمته – رحمه الله- في بناء التنمية والسلام العالميين.
ويُضاف إلى ذلك كتاب الأرشيف الوطني الجديد (ذاكرتهم تاريخنا) وهو صفحات من مقابلات الرعيل الأول في مجال التاريخ الشفاهي، هذا التاريخ الذي أولاه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-اهتمامه ورعايته.
ويروي الكتاب عدداً من القصص والحكايات التي تبيّن تسامح المجتمع الإماراتي في الماضي وتكاتفه، والتكامل بين الرجل والمرأة فيه، كما يبين اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بأبناء المجتمع، وحرصه على رقيهم وراحتهم، وما بذله من جهد في سبيل الارتقاء بالإنسان وبناء المكان.
إن حياة الشيخ زايد هي الوعاء للتاريخ الحديث لدولة الإمارات العربية المتحدة، والاهتمام بهذا التاريخ ضرورة أساسية لا بد منها لكل من يريد أن يبحث في تاريخ دولة الإمارات أو في تراثها، ولذلك فإن هذه الكتب التي تثريها السيرة العطرة للقائد الخالد من أساسيات مكتبة الإمارات التي تنحو إلى التخصص بتاريخ وتراث دولة الإمارات وحضاراتها الموغلة في القدم.
الجدير بالذكر أن الأرشيف الوطني يحرص على إثراء مكتبة الإمارات بالإصدارات الجديدة ذات الصلة بأهدافه، والتي يقتنيها من المعارض الكبرى للكتاب في داخل الدولة وخارجها.

الأرشيف الوطني يوثق تاريخ التشريع الاتحادي في دولة الإمارات في أحدث إصداراته<
الأرشيف الوطني يوثق تاريخ التشريع الاتحادي في دولة الإمارات في أحدث إصداراته
يسلط كتاب (تاريخ التشريع الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة) الصادر حديثاً عن الأرشيف الوطني- الضوء على الوضع التشريعي قبل الاتحاد، ثم على الوضع في الإمارات المتصالحة، ثم الوضع التشريعي في كل إمارة من الإمارات السبع التي تكوّن الاتحاد منها، وذلك قبل أن يدخل في تاريخ التشريع الاتحادي.
إن التاريخ التشريعي في دولة الإمارات يختلف عن غيره من دول العالم، ويعود ذلك إلى أن إمارات الدولة كان لها كيان سياسي وإداري وتشريعي؛ فقد صدرت العديد من التشريعات في أبوظبي ودبي والشارقة قبل قيام دولة الاتحاد، وكان لكل إمارة بنية إدارية محددة صدرت وفق تشريعات منظمة للجهاز الحكومي فيها.
في عام 1952 أُنشئ مجلس الإمارات المتصالحة الجديد، وكان يُبحث فيه العديد من القضايا الأساسية التي تهمّ جميع الإمارات؛ كالصحة والاقتصاد، ولم يكن في تلك الفترة تقنين لشؤون الحياة لقلة المنازعات، ولكن ثمة تغيرات بدأت تظهر، وكان منشؤها تطور علاقات الإمارات المتصالحة مع المجتمع الخارجي وزيادة تدفق الأجانب إلى الإمارات، واستقي النظام القانوني الذي كان مطبقاً من مصادر عدة؛ فعلى سبيل المثال اعتُمدت القوانين الهندية وقوانين بومباي للفصل في القضايا ذات الطابع العام، وأُنشئت عدد من المحاكم التي رتبت صلاحياتها حسب الأهمية، فكانت محكمة الإمارات المتصالحة تعتبر المحكمة الابتدائية، وأنشئت أيضاً المحكمة العليا للخليج لتعمل بصفة محكمة استئناف.
ومع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 نُقلت السيادة القضائية على جميع الناس والمؤسسات الوطنية الأجنبية –ضمن حدود دولة الإمارات العربية المتحدة- إلى نطاق الدولة، وقد أتاحت اتفاقية النقل النهائي للسيادة القضائية مهلة تحلّ فيها القضايا المعلقة، وسمحت باستئناف الأحكام الصادرة قبلها. وقد التزمت الدولة الجديدة بالاعتراف بقرارات محكمة الإمارات المتصالحة ومحاكم الاستئناف.
يتألف الكتاب من أربعة فصول يطوف خلالها في تاريخ نشأة التشريع الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ فيتضمن الفصل الأول ثمانية مباحث، يتناول أولها الوضع التشريعي في الإمارات المتصالحة، وثانيها يركز في الوضع التشريعي في إمارة أبوظبي، ويشير هذا المبحث إلى أن التشريعات قد قُسمت في أبوظبي إلى ثلاث أجزاء: القوانين، والمراسيم، والأنظمة والقرارات والأوامر والتعاميم واللوائح ذات الصفة التشريعية.
وفي المبحث الثالث يسلط الكتاب الضوء على الوضع التشريعي في إمارة دبي التي صدر فيها العديد من التشريعات قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد غلب عليها من بداية عام 1961 الإعلانات والتعاميم المنظمة للوضع الاقتصادي والمالي، وتتوالى المباحث التالية لتتناول الوضع التشريعي في كل من: الشارقة ورأس الخيمة، والفجيرة وأم القيوين، وعجمان.
ويتحوّل الفصل الثاني من الكتاب إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيه مبحثان عن: كيفية إعداد الدستور المؤقت، ثم التعديلات الدستورية.
ويُعنى الفصل الثالث بالسلطة التشريعية في الدستور، وفيه مبحثان: الأول عن منح الاتحاد الاختصاصات والصلاحيات التشريعية، والثاني عن توزيع الاختصاصات الاتحادية وفق منظومة التشكيلات الوزارية.
والفصل الرابع من الكتاب بعنوان: (تطور العمل التشريعي) وفيه أربعة مباحث، الأول عن نقل إدارات محلية إلى السلطة الاتحادية، والثاني عن إنشاء اللجنة العليا للتشريعات، والثالث عن إنشاء اللجنة الوزارية العليا للتشريعات واللجنتين الوزارية والفنية للتشريعات، وعن الدورة التشريعية.
وبعد الفصول الأربعة للكتاب تأتي المصادر، ثم الملاحق وتتضمن: عَلَم الإمارات المتصالحة، وجواز سفر الإمارات المتصالحة، ووثائق أخرى كثيرة تأتي في سبعة وعشرين ملحقاً.
الكتاب: تاريخ التشريع الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة
الناشر: الأرشيف الوطني، أبوظبي، 2018م، الطبعة الأولى، 318 صفحة من القطع الكبير
تأليف: الدكتور عبد العزيز مصطفى الخالد

الأرشيف الوطني يكرم الفائزين بجائزة المؤرخ الشاب في دورتها العاشرة<
“المؤرخ الشاب” واكبت رؤى القيادة الحكيمة في رحلتها التي أكملت العقد الأول
الأرشيف الوطني يكرم الفائزين بجائزة المؤرخ الشاب في دورتها العاشرة
كرّم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الطلبة الفائزين بجائزة المؤرخ الشاب في دورتها العاشرة التي اتخذت من التسامح شعاراً لها، واتسمت هذه الدورة -التي ينظمها ويرعاها الأرشيف الوطني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم- بزيادة الإقبال الطلابي على المشاركة فيها من المدارس في جميع إمارات الدولة ومناطقها، وقد واكبت “المؤرخ الشاب” على مدار رحلتها التي أكملت عقداً من الزمن، رؤى القيادة الرشيدة في مواضيعها فاتخذت الجائزة من التسامح والسعادة، والقراءة وعام زايد، شعارات لدوراتها المتوالية، وجاء اهتمام الأرشيف الوطني بهذه الجائزة انطلاقاً من اهتمامه بتاريخ دولة الإمارات وتراثها، وحرصه على تثقيف الطلاب وحثهم على الإلمام بتاريخ وطنهم.
وغدت جائزة المؤرخ الشاب مشجعاً ومحفزاً للطلبة على البحث العلمي التاريخي الذي يعمل الأرشيف الوطني على توعية الطلبة بأهميته، وهذا ما رسخ مكانتها على صعيد جميع مدارس الدولة.
وفي حفل تكريم الفائزين بالدورة العاشرة من جائزة المؤرخ الشاب، أكد السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني، رئيس لجنة الجائزة- على أهمية الجائزة في تشجيع الطلاب على قراءة التاريخ والاستفادة من أحداثه وعِبَره، وذلك مما يعزز قيم الولاء والانتماء للوطن، ويسهم في ترسيخ الهوية الوطنية لديهم، ويجعلهم يشعرون بالفخر بحضارات وطنهم الموغلة في القدم، وبتاريخهم الحديث الذي سطر صفحاته المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس الذي يستلهمون الكثير من مبادئه الوطنية وقيمه ومآثره الخالدة، التي تأتي في مقدمتها قيمة التسامح العظيمة التي جعلتها دولة الإمارات العربية المتحدة شعاراً لهذا العام، واتخذتها جائزة المؤرخ الشاب شعاراً لهذه الدورة، وقد وجدنا من الطلبة المشاركين اهتماماً واضحاً بقيمة التسامح التي غرس بذورها القائد المؤسس وعُرِف بها المجتمع الإماراتي.
وأشاد الحميري بالبحوث الطلابية التي التزمت بقواعد البحث ومناهجه، ودعا الطلبة الباحثين للاستفادة من مقتنيات الأرشيف الوطني ومرافقه المتمثلة بمكتبة الإمارات، وبقاعة إسعاد المتعاملين، وقاعة الشيخ زايد بن سلطان، وقاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي وغيرها.
وهنأ مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية الطلبة الفائزين على التزامهم باللغة العربية واعتزازهم بهويتهم وارتباطهم بتاريخ وطنهم، وحثهم على دعوة زملائهم للمشاركة في هذه الجائزة في الدورات القادمة، كما هنأ الأسر التي اهتمت بأبنائها ومهدت أمامهم الطريق ليكونوا في كوكبة الفائزين، وهنأ أيضاً المدارس التي استطاعت أن تؤهل طلابها للفوز.
وكشف الحفل عن البحوث الفائزة، حيث حصدت طالبات مدرستي المتحدة التابعة لمركز الظفرة التعليمي، والإمارات الوطنية “مجمع رأس الخيمة” المركز الأول في فئة التاريخ الاجتماعي، وحصدت مدرسة أمامة بنت الحارث في أبوظبي المركز الأول في التاريخ الجغرافي، وفازت مدرسة الريادة المستحدثة في أبوظبي، ومدرسة زينب في رأس الخيمة بالمركز الثاني في التاريخ الاجتماعي، وفازت مدرسة زينب في رأس الخيمة بالمركز الثاني في فئة التاريخ الجغرافي، وفازت مدرستا الجاهلي للتعليم الثانوي للبنات في العين، ومدرسة دلما بمنطقة الظفرة بالمركز الثاني في فئة التاريخ الشفاهي، وفازت مدرسة المتحدة بالمركز الثالث في فئة التاريخ الاقتصادي، وفازت مدرستا المتحدة، وأمامة بنت الحارث للتعليم الثانوي بالمركز الثالث في فئة التاريخ الاجتماعي، وفازت مدرستا الحكمة الخاصة في عجمان، ومدرسة الحديبة في رأس الخيمة بالمركز الثالث في التاريخ الجغرافي، وفازت مدرستا دلما والمتحدة بالمركز الثالث في فئة التاريخ الشفاهي.
وعلى صعيد الفئة الواعدة في جائزة المؤرخ الشاب في دورتها الحالية فازت كل من المدارس التالية في فئة التاريخ الاجتماعي: العصماء بنت الحارث في رأس الخيمة عن بحث “زايد وطن العطاء الإنساني”، والمتحدة في مركز الظفرة التعليمي عن تقرير “التسامح في دولة الإمارات عبر العصور”، وأمامة بنت الحارث في أبوظبي عن بحث “أجنحة الإنسانية تعلو بزايد الخير”، والشعلة في عجمان عن بحث “زايد المؤسس”، ومنار الإيمان الخاصة في عجمان عن بحث ” زايد المؤسس”، وفي فئة التاريخ الجغرافي فازت مدرسة المتحدة عن بحث “التاريخ الجغرافي للدولة”.

الأرشيف الوطني يدشن بوابة الأرشيف الرقمي للخليج ويكشف عن شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020
الأرشيف الوطني يدشن بوابة الأرشيف الرقمي للخليج ويكشف عن شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020
أطلق الأرشيف الوطني- تزامناً مع عام التسامح- شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 الذي سينعقد في أبوظبي في العام المقبل، ودشن البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، في حفل عشاء أقيم برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وبحضور عدد كبير من أعضاء المجلس الدولي للأرشيف، ومن رؤساء الأرشيفات الوطنية في العالم.
افتتح الحفل بكلمة لمعالي حمد بن عبد الرحمن المدفع رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني رحب فيها بالمشاركين في اجتماعات المكتب التنفيذي للمجلس الدولي للأرشيف، وبمنتدى الأرشيفيين الوطنيين في العالم، وبجميع الضيوف من مسؤولين وإعلاميين، وأشار في كلمته إلى أهمية هذه الاجتماعات التي عقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة وما أسفرت عنه، وأشاد بأثرها على صعيد تعزيز التسامح الذي غرس بذوره القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- في نفوس أبناء الإمارات، ورعتها قيادتنا الحكيمة حتى غدت بلادنا أنموذجاً للتسامح في العالم.
ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة على الدعم الكبير الذي لقيه الأرشيف الوطني من أجل تنظيم هذه الملتقيات العالمية ونجاحها، وتوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على متابعته الدقيقة لهذه الملتقيات الأرشيفية المهمة، وعلى اهتمام سموه الدائم بجميع مشاريع الأرشيف الوطني.
وركز معاليه في كلمته على أهمية البوابة الرقمية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، مشيراً إلى أن هذه البوابة سوف تحقق نقلة نوعية لتوفير أرشيف المنطقة إلكترونياً، وشكر معاليه الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة على تعاونه في إنشاء المورد الإلكتروني الرائد للمعلومات التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج العربي، والذي يوفر مصدراً هاماً لصناع القرار وطلاب العلم والباحثين والأكاديميين.
وأعرب معاليه عن سعادته بإطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف2020 الذي سينعقد في أبوظبي في نوفمبر من العام القادم، وأشار معاليه إلى أن هذا الشعار يعكس الماضي ويشير إلى المستقبل.
وألقى سعادة جيف جيمس مدير عام الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة كلمة أشاد فيها بالتعاون مع الأرشيف الوطني الإماراتي، واعتبر توفير نصف مليون وثيقة عن دولة الإمارات العربية المتحدة وعن منطقة الخليج على بوابة إلكترونية واحدة إنجاز كبير الثقافة والمعرفة يتيح للعالم الاطلاع والتعرف على مراحل مهمة من تاريخ الإمارات والمنطقة.
وأعقب كلمة سعادة جيف جيمس عرض فيلم وثائق لمراحل مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي.
ثم ألقى سعادة ديفيد فريكر رئيس المجلس الدولي للأرشيف كلمة قال فيها إن صنع المستقبل لا يتم دون الاعتماد على الماضي ولذلك فإن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 سوف يعمل على تعزيز حفظ الرصيد الوثائقي للأجيال، وسيتناول العديد من القضايا المهمة التي تسلط الضوء على أهمية صون المعلومة الموثقة في زمن الفضاء الرقمي المفتوح، وشكر سعادته الأرشيف الوطني الإماراتي على ما لقيه وجميع الضيوف من تنظيم للاجتماعات، ومن حفاوة وترحيب.
وتم تدشين البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، وإطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف وسط أجواء احتفالية أبهرت الحضور، واختتم الحفل بإشارة إلى الموعد مع الحفل الأكبر مع انعقاد كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في نوفمبر 2020.
هذا وتتواصل اجتماعات منتدى الأرشيفيين الوطنيين في أبوظبي حتى الثاني من مايو الجاري.

الأرشيف الوطني الإماراتي يطلق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي بالتعاون مع الأرشيف البريطاني<
مبادرة إماراتية تفتح الأفق أمام البحث في تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج
الأرشيف الوطني الإماراتي يطلق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي بالتعاون مع الأرشيف البريطاني.
أطلق الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، والذي يوفر مصدراً مهماً للبحوث الأكاديمية ثرياً بالوثائق ذات القيمة التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا المشروع مشترك بين الأرشيف الوطني الإماراتي والأرشيف الوطني للمملكة المتحدة أحد أعرق الأرشيفات لإنشاء المورد الإلكتروني الرائد للمعلومات التاريخية.
ويستهدف مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي رقمنة وفهرسة نصف مليون وثيقة عالية الجودة من الوثائق الخاصة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من مجموعة الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة، ونشرها عبر بوابة إلكترونية سهلة الاستخدام، وقابلة للبحث والعرض باللغتين العربية والإنجليزية.
ويؤدي الأرشيف الرقمي للخليج العربي دوراً مهماً في توثيق تاريخ الدولة وإتاحة هذه الوثائق لمتخذي القرار، والباحثين والأكاديميين، مستنداً إلى أهم الوثائق التي سجلت حقباً مختلفة من تاريخ المنطقة، ومن المتوقع أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في توفير أرشيف المنطقة إلكترونياً، الأمر الذي يحقق للإمارات الريادة في توفير المعلومة التاريخية للباحثين والمهتمين بكبسة زر، ويتميّز هذا الموقع بشموليته نظراً لثراء مقتنيات الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة.
ويعد الأرشيف الرقمي للخليج العربي خطوة مهمة لإتاحة وثائق المنطقة على الإنترنت عبر بوابة رقمية تتيح في المرحلة الأولى من المشروع، نصف مليون وثيقة وصورة للباحثين والمهتمين على الشبكة الإلكترونية، ويوثق هذا الأرشيف مراحل مهمة من تاريخ الإمارات والمنطقة.
هذا وقد تم تنفيذ عمليات المسح الضوئي للوثائق، وتطوير الفهارس الوصفية، وترجمتها إلى اللغة العربية وتطوير البوابة الإلكترونية، وقد قام الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة بعمليات الرقمنة والفهرسة، وقام الأرشيف الوطني الإماراتي بعمليات تدقيق الترجمة وعلى المحتوى بشكل عام، ويعزز هذا المشروع التعاون البناء بين الأرشيفين الوطنيين في البلدين الصديقين، وقد تم توقيع الاتفاق على إنشاء هذا المشروع في عام زايد، ويتزامن إطلاقه مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعام التسامح.
ويفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة في توثيق أعمال زايد ومنجزاته، خاصة في الفترات الأولى لتوليه مهام إدارة منطقة العين في 1946، حيث تجلت عبقريته في إدارة الموارد، وقد عمل مع الحكومة البريطانية عن كثب في إدارة المنطقة، واستمر ذلك بعد توليه حكم إمارة أبوظبي في العام 1966، ويؤرخ الأرشيف الرقمي للخليج العربي أيضاً لعبقرية زايد وجهوده مع إخوانه حكام الإمارات في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولما كان الإرث الإنساني مستقى من كنوز التاريخ التي تمثل دروساً مهمة للأجيال المتعاقبة فإن أهمية مقتنيات هذا الأرشيف الرقمي ليس لها حدود، لكل من يهتم بتاريخ المنطقة عامة وتاريخ الإمارات بشكل خاص، من باحثين وأكاديميين وغيرهم.
ويسهم مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي في بلورة الفكر البحثي في منطقة الخليج؛ إذ يعدّ رافداً من روافد المعلومات الموثقة الفريدة من نوعها في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بالتاريخ.
ستتاح هذه الوثائق للتحميل مع صور من الوثائق الأصلية التي تستهدفها المرحلة الأولى، والتي تقدر بخمسمئة ألف صورة من الفئات المؤهلة في سجلات الأرشيف الوطني في إنجلترا وويلز، ومن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم صور من سجلات المؤسسات الأرشيفية الأخرى، ومما يعزز هذا الموقع مقتنيات الأرشيف البريطاني المتعقلة بالمنطقة والتي توثق تاريخ الإمارات والمنطقة منذ حوالي 200 سنة، ومن شأن المشروع أن يتيح للعالم التعرف إلى تاريخ الإمارات والمنطقة.

لأرشيف الوطني يحتفي بتوقيع كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) في أبوظبي الدولي للكتاب 2019
الكتاب يقدم بعض مآثر القائد المؤسس وإنجازاته وفي مقدمتها التسامح
الأرشيف الوطني يحتفي بتوقيع كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) في أبوظبي الدولي للكتاب
2019
احتفى ركن التوقيع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بتوقيع كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) الصادر حديثاّ عن الأرشيف الوطني، وقد شهد حفل التوقيع إقبالاً مميزاً من الشخصيات المهمة والإعلاميين والكتاب.
وقام المؤلف جمعة سالم الدرمكي بتوقيع نسخ من كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) بحضور حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني، وعدد كبير من جمهور المعرض.
وتأتي أهمية كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) الصادر عن الأرشيف الوطني من كونه يوثق جوانب من شخصية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- التي اتسمت بالتسامح عبر عرض مختصر ويوثق لبعض الأوسمة والجوائز التي حصل عليها القائد المؤسس من قادة العالم والهيئات العلمية والمدنية والدولية، ولما كانت هذه الأوسمة والجوائز تعكس أهمية الأشخاص ودورهم في بناء مجتمعهم ومساهمتهم في التقدم البشري؛ فقد كان الشيخ زايد بأياديه البيضاء التي امتدت إلى جميع الأمم والمجتمعات دون استثناء بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم أهلاً لها؛ نظراً لدوره العظيم المتمثل في بناء نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولمساهمته – رحمه الله- في بناء التنمية والسلام العالميين.
يظهر الكتاب – الذي يتألف من 179 صفحة من القطع الكبير - أن مسيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- قصة قائد خالد فاضت بالعطاء، فقد سجل تاريخه مواقف خالدة لا يمكن عدّها، ولذلك فقد سعت إلى مقامه الرفيع الأوسمة والنياشين والدروع والجوائز التكريمية السامية والنبيلة لتكون شاهداً على البصمات الإنسانية الكبرى والإنجازات الخالدة.
ويتناول كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز) في طبعته الأولى، الجائزة أو الدرع أو الوسام بالتعريف بها وبهدفها، وبالمناسبة التي تم تقديمها فيها، ويقدم صورة للجائزة أو الوسام، وصورة لمراسم استلامها، ويوثق في بعض الأحيان الكلمة التي قيلت في المناسبة، وقد خصص الكتاب صفحتين لكل جائزة أو وسام؛ فضمت الأولى كلاماً تعريفياً بالوسام ومناسبة تقديمه للقائد الخالد، وفي الصفحة الثانية صور للقائد المؤسس وهو – أو من يمثله- يتسلم الوسام أو الجائزة.
يتألف الكتاب من أربعة فصول، الأول عن (الأوسمة والجوائز المحلية) وفيه استعراض لكل من: درع التراث الإنساني لرئيس الدولة احتفاء بالعيد الوطني السادس، وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثالثة، وقد اختارت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الشخصية الإسلامية لعام 1999، والجائزة المقدمة من مجلس أمناء جائزة المرحوم عبد الجليل الفهيم لأوائل الثانوية العامة، والتي تشرفت بتكريم القائد المؤسس بجائزة مجموعة الفهيم (المعلم الأول).
وضمّ الفصل الثاني (الأوسمة والجوائز العربية) مثل: مفتاح عمّان الذهبي، قلادة الحسين بن علي، وسام الرافدين من الدرجة الأولى، والمفتاح الذهبي لمدينة بغداد، وسام الاستحقاق اللبناني، قلادة النيل، قلادة الشرف السودانية، وسام أمية الوطني الأكبر، وسام مأرب من الدرجة الأولى، وغيرها.
وفي الفصل الثالث (الأوسمة والجوائز الأجنبية) واشتمل هذا الفصل على: وسام السير مايكل وسانت جورج من الدرجة الممتازة، وسام الشرف الفرنسي من رتبة الصليب الأعظم، وسام الملكة (الأسباني) وسفينة مذهبة، وسام النجمة الكبرى، الوسام الملكي البريطاني وهدية امبراطور اليابان وغيرها.
واستعرض الكتاب في الفصل الرابع (أوسمة وجوائز المنظمات العربية) مثل: الميدالية الذهبية لجمعية رعاية العلوم الحديثة وتطبيقاتها في البلاد العربية، درع منظمة المدن العربية، درع الهلال الذهبي، وشاح رجل العام للبيئة والإنماء المستديم 1993، وغيرها.
ودار الفصل الخامس حول (أوسمة وجوائز المنظمات الأجنبية) وضم: وسام كافاليري من الرتبة المؤسسة، قطعة حجر من سطح القمر، وسام البابا، أبرز زعيم إسلامي عام 1997، وغيرها.
وقد اهتم الأرشيف الوطني بإصدار هذا الكتاب ليستكمل توثيق مرحلة مفصلية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتراف العالم بجميل صنيع القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعطاءاته التي لا تعرف الحدود.