
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم “مؤتمر الأرشيف الرقمي في العالم العربي” في أبوظبي
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم “مؤتمر الأرشيف الرقمي في العالم العربي” في أبوظبي
يستعد الأرشيف والمكتبة الوطنية لتنظيم مؤتمر دولي عن الأرشفة الرقمية في العالم العربي، في الفترة من 29-30 أكتوبر 2024م، يستهدف إثراء المحتوى الرقمي العربي، وتسليط الضوء على قضايا حفظ البيانات، وإثراء المحتوى العربي والارتقاء بممارسات وتجارب الأرشفة الرقمية في العالم العربي، وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها، ولا سيما أن هذا المؤتمر سوف يجمع في جلساته الباحثين والخبراء والمهنيين ليناقشوا واقع الأرشفة الرقمية في العالم العربي والتحديات التي ستواجه مستقبلها.
وعن أهمية هذا المؤتمر-الذي سينعقد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية وفي جامعة السوربون أبوظبي- قال سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام: يولي الأرشيف والمكتبة الوطنية الأرشفة الرقمية اهتماماً كبيراً، إيماناً منه بأهمية حفظ المعارف بأنواعها وأرشفتها وإتاحتها والوصول إليها باستخدام هذه التقنيات الرقمية الحديثة التي صار لها دورها الكبير في تنظيم وإدارة المعلومات، ولا سيما أن الأرشفة الرقمية توفر مساحات مكانية كبيرة، وتحفظ الوثيقة الورقية من التلف بسبب تداولها، فتدوم وقتاً أطول لكي تتناقلها الأجيال، كما أن الأرشفة الرقمية تسهل الوصول إليها وقت الحاجة، وهذا هو الهدف من حفظها. وبهذا الأسلوب التقني الحديث فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفظ بملايين الوثائق في حواسيب وخوادم خاصة لهذا الغرض، وهو يواصل استراتيجياته الطموحة في مجال الأرشفة الرقمية والحفاظ على البيانات أطول زمن ممكن.
وأضاف: ولما كنا نواكب تطور التقنيات العالمية بهذا الشأن فإننا نتطلع بأمل كبير إلى استقطاب وتطبيق أفضل الممارسات والتجارب والخبرات العالمية في مجال الأرشفة الرقمية، وتعزيز دور الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها، وأعتقد أن هذا المؤتمر سيمدّ جسوراً قويةً تعبر عليها التجارب المميزة والمهارات والخبرات والتقنيات الحديثة، والتي من شأنها الارتقاء بالأرشيفات الرقمية الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبالأرشيفات الرقمية العربية أيضاً.
وستتضافر في المؤتمر الدولي للأرشيف الرقمي في العالم العربي جهود أكثر من 50 مشاركاً من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى طلبة جامعة السوربون أبوظبي، والعديد من الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويلاقي المؤتمر الدولي للأرشيف الرقمي في العالم العربي دعماً كبيراً من مؤسسات ثقافية عربية وعالمية، مثل: المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، ومكتبة الإسكندرية، وجامعة السوربون أبوظبي… وغيرها.
الجدير بالذكر أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد استضاف النسخة الأولى من مؤتمر التوثيق في العالم العربي في أكتوبر 2019م.

الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي يشيد بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية وبتطوره وبمشاريعه ومبادراته
الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي يشيد بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية وبتطوره وبمشاريعه ومبادراته
أشاد الفريق الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي بالدور الريادي الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد حفظ ذاكرة الوطن للأجيال، وبالتطور الذي حققه وهو يتبع أرقى المعايير وأفضل الممارسات في حفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها؛ مؤكداً أهمية الماضي في صياغة الحاضر واستشراف المستقبل.
جاء ذلك أثناء زيارة قام بها إلى مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية حيث استقبله سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام، ومديرو الإدارات؛ وقدم سعادة المدير العام تعريفاً بالأرشيف والمكتبة الوطنية وبأبرز ملامح خطته الاستراتيجية التي تمتدّ إلى عام 2032، والتطور الذي يشهده في هذه المرحلة، وبموسوعة تاريخ الإمارات التي تعدّ إنجازاً كبيراً يوثق الذاكرة الوطنية والرصيد الوثائقي والمنجز الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبأهم وأبرز المشاريع والمبادرات المستقبلية التي من شأنها تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة.
وأثناء جولته في مرافق الأرشيف والمكتبة الوطنية تفقد قاعة الشيخ سرور واطلع على سير العمل في تجهيزها، وهي القاعة التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الدولة في البناء والتأسيس، واطلع على محتويات قاعة الشيخ زايد بن سلطان؛ حيث استمع إلى عرض مفصل عنها؛ إذ تعدّ هذه القاعة تجربة متحفيّة مبتكرة تحتضن الماضي وتوثق اليوم وتستشرف المستقبل، وهي تسخّر أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض لتقدم للزوار كبسولة معرفية تبهر زوارها بما حققته دولة الإمارات من تقدم وتطور وازدهار.
واختتمت الزيارة في قاعة الشيخ محمد بن زايد حيث تابع مع مرافقيه فيلماً وثائقياً يرصد محطات مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري برنامجه الصيفي المخصص للطلبة بمواد تاريخية موثقة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري برنامجه الصيفي المخصص للطلبة بمواد تاريخية موثقة
أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية برامجه التعليمية الصيفية بعددٍ من المواد العلمية المبتكرة والكفيلة بجذب اهتمام الطلبة المشاركين في الفعاليات الصيفية، وذلك بهدف تعزيز قيم الهوية الوطنية والانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة، وغرس المبادئ الوطنية في نفوسهم، وحثهم على اختيار القدوة الحسنة التي ترسم لهم خريطة الطريق وهم يواصلون مسيرة الوطن، مستعينين بالعديد من الأدوات التعليمية التي نجحت في جذب الطلبة من مختلف الفئات العمرية.
وإسهاماً من الأرشيف والمكتبة الوطنية في التنشئة الوطنية السليمة للأجيال، فقد تنوعت البرامج التعليمية الوطنية في موضوعاتها المختلفة والتي جاءت في مقدمتها مادة ” الشيخ محمد بن زايد ..قيادة وريادة”، والتي تقدم معلومات وأفلاماً تسجيلية موثقة من السيرة الحافلة لسموه -حفظه الله-بالعطاء والإنجاز والتي جعلت سموه قدوة حسنة للأجيال التي ستحمل راية الوطن نحو مزيد من التقدم والازدهار، بجانب “الهوية الوطنية وممارساتها”، وباقة تعليمية جديدة من “القصص المتنوعة لمسرح العرائس “والتي يرويها الأطفال بالاستعانة بالدمى -التي تمثل الشخصيات الكرتونية الخاصة بالأرشيف والمكتبة الوطنية- والتي صنعت لهذا الغرض والتي صممها الأرشيف والمكتبة الوطنية لتعزيز التعلم والخيال لدى الأطفال، ولرفد الأجيال بمعلومات ثقافية عن تاريخ الإمارات وتراثها، وثقافتها الشعبية، وأبرز معالمها، وقادتها العظام، والسنع، وتم إثراء البرامج الصيفية بقصة “قيم إماراتية” والتي تزود الطالب بالقيم الإماراتية من وحي شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وما يتمتع به من مبادئ وطنية وقيم وفضائل في مقدمتها التسامح.
وقصة “النوخذة ومغاصات اللؤلؤ” والتي تعود بالطالب إلى ازدهار عصر اللؤلؤ في الإمارات واعتماد سكانها عليه، وتوضح القصة عدداً من أبرز القائمين على هذه المهنة، كالنوخذة، والمجدمي، وبأدوار طاقم الغوص. وقصة “البحث العلمي” والتي تحثّ الطلبة على التحلي بآداب البحث العلمي في اختيار العنوان، والاعتماد على الحقائق العلمية، وطريقة البحث عن المعلومة، والصدق والصبر والمثابرة، والتواضع والأمانة العلمية… وغيرها.
ويفتح الأرشيف والمكتبة الوطنية أبوابه أمام الوفود الطلابية؛ فيقدم لهم المحاضرات ذات المضامين الوطنية، ويأخذهم بجولة في قاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تتوفر فيها أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض التي تثري معارف الطلبة بتاريخ الإمارات وتراثها بما يعزز لديهم الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة ويرسخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال.
وقد استطاع الأرشيف والمكتبة الوطنية أن يصل بفعاليات برنامجه الصيفي إلى أكبر شريحة من طلبة المدارس، وذلك بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين؛ مثل: صندوق الوطن التابع لوزارة التسامح والتعايش، والمركز الوطني للتأهيل، وإدارة رعاية الأحداث، وجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، ووزارة الثقافة والسياحة، ومعهد الشارقة للتراث، والتواجد البلدي الذي نسق بدوره التعاون مع كلنا شرطة، ومع هيئة التنمية الأسرية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بجهود الشيخ زايد في تأسيس دولة الحضارة والإنسانية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بجهود الشيخ زايد في تأسيس دولة الحضارة والإنسانية
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية معرضاً للصور التاريخية، ومحاضرة بعنوان: “زايد: مؤسس دولة الحضارة والإنسانية”، وقد كشفت الفعاليتان عن حقائق تاريخية مهمة في سجل الإرث الخالد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي تجلى بجهودٍ جليلة بذلها لتحقيق نماء وازدهار البلاد، ثم إنجازاته وحكمته، ومساعيه الحميدة في سبيل بناء الإنسان، ورؤاه التي سبقت عصره في إطار الاستدامة وحفظ المعارف الوطنية.
بدأت الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية المحاضرة بالتأكيد على أن كل من كان قريباً من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- نهل من حكمته واستفاد من خبرته التي شملت مختلف مجالات الحياة، وهذا ما أقرّ به كبار المواطنين وهم يدلون بذكرياتهم عن مرحلة قبل قيام الاتحاد وبعدها، ثم استعرضت جوانب مهمة في سيرته العطرة، وما شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها بجهوده وعلى يديه الكريمتين، وبعد أن عرّفت بنسبه الكريم وصفاته المشتركة مع جده زايد الكبير، أشارت إلى أن التحول الحضاري الذي شهدته أرض الإمارات إلى واحات غناء تزدهر فيها الحياة، والعدد الكبير من المشاريع الحيوية والتنموية التي أسهمت في الارتقاء بالإنسان في مختلف المجالات كلها كانت تبشر بقيام دولة الاتحاد التي تعدّ درساً بليغاً في بناء الأوطان والأمم.
وبالمعلومات الموثقة أكدت المحاضرة أن الشيخ زايد بعد أن تسلم الحكم في أبوظبي أبدى اهتمامه بتوصيل الماء الصالحة للشرب من الختم والساد إلى أبوظبي، وبمدّ الطرق لتسهيل التواصل بين أبناء الوطن الواحد، وأنه كان يتفقد أحوال شعبه ويصغي إلى كبيرهم وصغيرهم.
وما يؤكد جهوده -رحمه الله- في خدمة البيئة ومحاربة التصحر بزراعة الملايين من أشجار النخيل التي حرص على انتشارها واستدامتها في مدينة العين ثم على أرض الإمارات قاطبة، واهتمامه بأشجار الغاف وبحفظ الأشجار التاريخية، وبنشر المساحات الخضراء في البلاد متحدياً آراء الخبراء الزراعيين، وأكبر مثال على ذلك جزيرة صير بني ياس تلك المحمية الخضراء التي أكدت للعالم أن الشيخ زايد قد استطاع أن يروّض المستحيل.
وتطرقت المحاضرة -التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد- إلى رؤى زايد الحكيمة التي تمثلت بالانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة، ودوره الكبير في تصميم عمران أبوظبي الذي راعى فيه التقاليد الإماراتية الأصيلة ومتطلبات أبناء المجتمع المعاصر، واستحداث الشعار والعلم الخاص بها والنشيد الوطني، والعملة الإماراتية، وحرصه على سعادة أبناء شعبه، وترفيههم بتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات منذ الولادة، ذلك إلى جانب مواكبة التطور الذي يشهده العالم، وهذا ما كان يتطلب منه -رحمه الله- أن يعمل على مدار اليوم من أجل نهضة الإمارات وشعبها.
وعرضت الدكتورة عائشة بالخير آراء عدد من الرجال الذين رافقوا الشيخ زايد، مثل: الشيخ سالم بن حم العامري، ومهنا بن بطي القبيسي، وعبد الله بن محمد مسعود المحيربي، والشيخ مبارك بن قران المنصوري… وغيرهم.
وبالصور والوثائق أبرزت المحاضرة جهود الشيخ زايد في استقطاب التجارب الناجحة والمميزة من الدول التي زارها وتطويرها في الدولة، مؤكدة أن ما شهدته البلاد في عهده الميمون جعله مثال القائد الذي حمل المسؤولية بثقة وأمانة فاستحق أن يكون قدوة للأجيال.
وأكدت المحاضرة أن لرؤى الشيخ زايد السديدة والحكيمة الفضل الكبير فيما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة من تقدم وتطور في ظل قيادتها الحكيمة التي تسير على نهج المؤسس والباني.
هذا وقد نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بمقره معرضاً للصور التاريخية، وهي مما يحتفظ به في أرشيف الصور التاريخية التي توثق مسيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته الباهرة، ويسرّ الأرشيف والمكتبة الوطنية أن يفتح أبوابه أمام الراغبين بزيارة معرض الصور التاريخية.

32 كتاباً نادراً ونفيساً أحدث مقتنيات المكتبة الوطنية
كتب نادرة ومتنوعة في موضوعاتها ولغاتها
32 كتاباً نادراً ونفيساً أحدث مقتنيات المكتبة الوطنية
أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية مجموعته من الإصدارات بأهم الكتب النادرة الأصلية؛ كالأطالس وكتب الرحلات، وكتب الأحاديث النبوية، وجاءت هذه الكتب بلغات متعددة، وذلك بهدف تنوع كنوزه المعرفية التي تسهم في نجاحه وترتقي بأدائه، وتدعم دوره في تمكين مجتمعات المعرفة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استكمال مصادر المعرفة في المكتبة، وعلى ضوء توجيهات اللجنة الاستشارية العليا لبناء مجموعات المكتبة الوطنية وتعزيزها بالمخطوطات والكتب النادرة والمميزة.
وعن الكتب النادرة القديمة التي أثرى بها الأرشيف والمكتبة الوطنية مجموعات المكتبة النادرة، قال السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية: في إطار حرصنا على اقتناء المزيد من الكتب النادرة والمفيدة جلبنا 32 كتاباً متنوعة في موضوعاتها ولغاتها، وتضاف هذه المجموعة المتنوعة من الكتب النادرة والنفيسة لتعطي المكتبة أهمية خاصة لدى جمهور الباحثين والأكاديميين الذين يدركون قيمة الكتاب النادر وأهميته العلمية.
وأضاف: إن الكتب النادرة والنفيسة التي اقتنيناها حديثاً تمتاز بأهميتها وبشكلها الذي ينمّ عن قدمها وتميّز مضامينها، وسوف نحرص في الأرشيف والمكتبة الوطنية على حفظها وفق المعايير الدولية بغية المحافظة عليها للأجيال القادمة.
وأكد الحميري أن الأرشيف والمكتبة الوطنية سوف يخصص للكتب النادرة ركناً خاصاً بها تتوفر فيه الظروف الملائمة لهذا النوع من أوعية المعلومات؛ مشيراً إلى أهمية مثل هذه الكتب النادرة ليس من حيث مادتها العلمية وأصولها فحسب، وإنما من حيث دراسة تاريخها، والأوساط الثقافية التي كانت سائدة وقت صدورها، واللغات التي كتبت بها وأنواع الأوراق وشكل الطباعة الذي استُخدم فيها، وسبل المحافظة عليها وعلى أمثالها عُمراً أطول، وهذا مما يستهوي الباحثين والأكاديميين والمختصين بهذه الجوانب وما شابهها.
هذا وقد تضمنت مجموعة الكتب النادرة التي تلقاها الأرشيف والمكتبة الوطنية مؤخراً، نسخة من القرآن الكريم تعود إلى عام 1790م، وهي الطبعة الأولى النادرة جداً من مصحف سانت بطرسبرغ، ونسخة من القرآن الكريم وهي أول نسخة طبعت في الهند عام 1829، وكتاب الموطأ للإمام مالك طُبع في تونس 1863م.
ومن الكتب المخطوطة أيضاً: مخطوطة تاريخ المستبصر الذي كتبه ابن المجاور عن رحلته في القرن السابع الهجري، وهي من أقدم الرحلات المخصصة لشبه الجزيرة العربية، ومخطوطة جميلة مزينة برسومات توضيحية لكتاب العناية بالخيل وسائر دواب الركوب لمؤلفه أحمد بن الأحنف البيطار، ويعود تاريخ نسخها إلى عام 1126هـ في المغرب.
وتتضمن الكتب النادرة التي ضمها الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى مجموعته بعض أوائل الطبعات لكتب علمية مترجمة من العربية إلى اللاتينية تبين اهتمام الأروبيين بالتراث الإسلامي مثل كتاب الحيوان لابن سينا، ويعود إلى عام 1495م، وكتاب المنصوري في الطب لأبي بكر الرازي ويعود إلى عام 903م، وكتاب الجراحة لأبي القاسم الزهراوي ويعود إلى عام 1501م، وكتاب المناظر لابن الهيثم ويعود إلى عام 1572م، وكتاب التصريف لابي القاسم الزهراوي 1519م، وكتاب الأصول الهندسية الخمسة عشر لإقليدس 1537م.
ومن الكتب النفيسة والنادرة نسخ فاخرة وملونة لأطالس مطبوعة في العصر الذهبي لرسم الخرائط بطبعتها الأولى، مثل: أطلس نبتون البحري الذي يعود إلى القرن السابع عشر، وأطلس تناغم الكون والذي يعتبر أجمل وأفخم أطلس سماوي مطبوع، ويعود للعام 1661ميلادي.
ومن كتب الرحلات تتضمن المجموعة الطبعة الأولى والنادرة من رحلة بريدنباخ، وهي أقدم رحلة مطبوعة إلى الشرق الأوسط طبعت عام 1486م، وتشتمل على العديد من الرسومات، والطبعة الأولى لرحلة أول أمريكي إلى الجزيرة العربية، ويعود إلى عام 1794م، والدليل الملاحي الأمريكي للخليج العربي، ويعود إلى عام 1920م، وتتضمن المجموعة أيضاً كتباً ومخطوطات أخرى عن أقدم الرحلات.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الكتب النادرة قد جاءت بلغات متعددة كالعربية والانجليزية، واللاتينية والعثمانية… وغيرها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بباقة من رؤى الشيخ زايد وإرثه المستدام
في واحدة من ندوات موسمه الثقافي 2024
الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بباقة من رؤى الشيخ زايد وإرثه المستدام
سلط الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على باقة من الرؤى المستدامة للمؤسس والباني المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي ما زالت راسخة في صورة دولة الإمارات العربية المتحدة محلياً وعربياً وعالمياً، وقد أسهمت هذه الرؤى الحكيمة في نماء الدولة وتقدمها في ظل قيادتنا الرشيدة التي سارت على نهج الشيخ زايد طيب الله ثراه.
شارك في الندوة -التي تعد إحدى ندوات الموسم الثقافي للعام 2024- عدد من الباحثين الشباب من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومن مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وقد وثقوا جوانب من عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والاهتمام الذي أولاه للإنسان فجعله الثروة الحقيقية للبلاد، والنهضة التي شهدتها الدولة على يديه الكريمتين، وجهوده التي جعلت من رمال الصحراء واحة غنّاء، ووطناً مزدهراً له مكانته بين دول العالم المتقدم.
افتتحت الندوة الدكتورة حسنية العلي مستشارة التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية، فأكدت أن إرث الشيخ زايد سيظل باق في دولة الإمارات وفي نفوس أبنائها والقاطنين على أرضها أبد الدهر، وإنما يسلط الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على باقة من رؤاه الحكيمة وإنجازاته المشهودة محلياً وعربياً وعالمياً لكي نستلهم منها قيماً عليا، ونعزز بها مبادئنا الوطنية وقيمنا الإنسانية، ونستهدي بها ونحن نسير نحو المستقبل الذي نريده أكثر ازدهاراً.
بدأت الندوة بورقة السيد حمد الحوسني من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وقد أكد فيها أن الشيخ زايد قد ركز بشكل كبير على التعليم والتمكين، وعلى تحقيق الرفاهية لمختلف شرائح المجتمع سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في غيرها من دول العالم، وعمل بلا كلل لحماية تراث الأرض التي نعيش عليها وحماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية، مشيراً إلى أن الشيخ زايد قد اهتم بالإنسان فجعله الثروة الحقيقية للبلاد، واهتم أيضاً بإنشاء وبناء جميع مرافق الدولة حتى صارت لها مكانتها على خريطة العالم.
وقال الحوسني: إن نهج زايد في الاستدامة يتجلى في مجالات مختلفة، كالمجال الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والثقافي، وإن العوامل المؤثرة في تشكيل الفكر المستدام لديه -طيب الله ثراه-انبثقت من نشأته في بيئة تمتاز بمناخها وتراثها الحضاري والإنساني.
وأكد أيضاً أن قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ما زالت تنهل من إرثه وهي تسير على نهجه في تشكيل أجندة التنمية المستدامة على مستوى جميع القطاعات في دولة الإمارات وحول العالم من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ثم قدمت الأستاذة نجلاء المدفع من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ورقتها التي أكدت فيها أن إرث قائد ذو بصيره ورؤيه ثاقبة لن يكون مجرد تاريخ وإنما هو شهادة حية يتشكل منها حاضرنا، ونستلهم منها مستقبلنا؛ فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو الأب المؤسس والباني الحكيم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ركز في رؤاه على بناء دولة حديثة قوية تقوم على مبادئ الوحدة والتعاون والعدل، وتوفير الحياة الكريمة والسعادة لكل مواطن، ولم يكن هدفه تحقيق الرفاهية لشعبه وإنما تجسيد القيم الإنسانية وتوفير الحياة الكريمة على نطاق واسع أيضاً.
وبقيادته الحكيمة تحوّلت الإمارات من صحراء جرداء إلى دولة مزدهرة ومتقدمة في شتى ميادين العلم والمعرفة والصحة، وذلك كله انطلاقاً من اهتمام الشيخ زايد بالإنسان الذي يعد أساساً حقيقياً للتنمية المستدامة، وقد واصلت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات النهل من إرث الشيخ زايد والسير على نهجه من خلال تشكيل أجندة التنمية المستدامة من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأكدت نجلاء المدفع أن إرث الشيخ زايد لا يقتصر على البنى التحتية والمشاريع الكبرى، بل هو متجذر بعمق في القيم والمبادئ، وفي العمل الجادّ، والإخلاص للوطن، والالتزام بخدمة المجتمع، وهذا ما يجعلنا فخورين بوطننا وقيادتنا الرشيدة.
وقالت: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- قد وجّه بإطلاق “مبادرة إرث زايد الإنساني”، بقيمة 20 مليار درهم، تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع يوم زايد للعمل الإنساني، وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي تلك المناسبة قال سموه حفظه الله: “الحفاظ على إرث زايد مسؤولية مشتركة فاسم زايد أقترن على الدوام بالخير والإنسانية وسنظل متمسكين بهذا اﻹرث الملهم”.
ثم تحدثت الأستاذة أمينة الحمادي من مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن إرث زايد، ودار حديثها حول مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي حصرياً، والذي يعدّ إرثاً عظيماً مستداماً يحتفي بقيم الشيخ زايد التي رسخت في وجدان أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، وقد كان الجامع صرحاً يبرز قيم دولتنا ومجتمعنا للعالم، وفي مقدمتها التسامح والتعايش وتمتين العلاقات مع شعوب العالم.
وأشارت الحمادي إلى أن الجامع كان من تصميم الشيخ زايد الذي أراده أن يعبر عن الوحدة والتسامح والتعايش والتكامل بين شعوب العالم.
وتحدثت بالتفصيل عن المزايا العمرانية التي يتسم بها الجامع، وما يحظى به من اهتمام على مستوى العالم يتجلى في أعداد الزوار، وفيما تكتبه المواقع الإلكترونية العالمية عنه، والدور التثقيفي الذي يؤديه، وهو يقدم للعالم مبادئ الشيخ زايد وقيمه النبيلة.
واختتمت الحمادي حديثها بالتأكيد على أن قائداً ومؤسساً مثل الشيخ زايد سيظل مصدر إلهامنا المستدام ورمز هويتنا وثقافتنا الوطنية التي نفخر بها على مرّ الزمان.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض عادات الإماراتيين قديماً في رحلة المقيظ
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض عادات الإماراتيين قديماً في رحلة المقيظ
بالتزامن مع منتصف موسم المقيظ، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان “المقيظ بين الجبال والرمال” مستمدة معلوماتها من المقابلات التي أجراها قسم التاريخ الشفاهي مع كبار المواطنين؛ سلطت الضوء على مرحلة مهمة في حياة الآباء والأجداد وتراثهم المستدام.
بدأت المحاضرة بالحديث عن اهتمام المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بالزراعة، وما حققه على صعيد زراعة النخيل والمحاصيل المختلفة، وهذا ترجمة حقيقية لقوله الشهير: “أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة”.
ثم عرفت المحاضرة -التي قدمتها الباحثتان مدية المحيربي، وهند الزحمي من قسم التاريخ الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية- موسم المقيظ، ثم استعرضت عادات الناس وتقاليدهم منذ توجههم إلى الواحات وأماكن المقيظ، ثم في منتصفه الذي يعرف بجمرة المقيظ، أو غرزة المقيظ، وصولاً إلى نهايته، وتحدثت بالتفصيل الدقيق عن حرص أبناء الإمارات على استدامة هذا التراث الذي يدعو للفخر.
وأشارت المحاضرة إلى أن موسم المقيظ يبدأ بتباشير الرطب وجني محصوله للمرة الأولى، وعنه قالت الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي: طلوع الثريا يبتدي بالتباشير/ وعقب السبوعين اتهاداه الاصحاب.
وهذا ما يؤكد أن موسم القيظ يبدأ بطلوع الثريا، والقيظ هو الصيف حسب ما عرفه الدكتور سلطان العميمي، وتطرقت المحاضرة إلى وسائل السفر إلى مناطق المقيظ، إذ كانوا يسافرون على ظهور المطايا وفي سيارات اللاندروفر، وينتقلون إلى المناطق التي يكثر فيها النخيل، وإلى الوديان، وينتقل سكان الجبال إلى مزارعهم في الوديان، وذكرت أن أهالي أبوظبي كانوا يقيظون في منطقة العين وفي منطقة الظفرة.
وفي منتصف موسم المقيظ يقوم الأهالي بخرف الرطب، ومن أنواعه: النغال، والأنوان، والخنيزي، والهلالي، والفرض، والخشكار، وعين البقر… وغيرها، وأما اللولو فيبشر متأخراً، ومن فواكه القيظ الهمبا أو المانجو.
وحثت المحاضرة على أهمية الاستدامة على نهج الآباء والأجداد، فأشارت إلى أن القدامى كانوا يستفيدون من كل جزء من أجزاء النخلة؛ سواء في بناء العرشان أو الخيام، والأدوات المنزلية، وفي الصناعات والمنتجات الغذائية، وذلك دليل على استدامة الموارد البيئية، وأنهم كانوا يصنعون الحبال والقراقير من السعف والجريد لاستخدامها للصيد.
وأما نهاية موسم المقيظ فكان الناس يقومون بتكنيز التمور “حفظها” وباستخراج دبس التمر وتجهيزه للشتاء لكي يعدوا منه الأطعمة التي تدوم معهم طوال السنة.
وأشادت المحاضرة بجهود الدولة وبحرصها على الاحتفال بالموروث بالكثير من الفعاليات والمبادرات، وأبرزها تسجيل ملف النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، ومهرجان ليوا للرطب، ومهرجان الذيد للرطب، وبالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية من أجل الحفاظ على الموروث واستدامته للأجيال المتعاقبة.
وعددت المحاضرة أهم الأكلات الشعبية التي يستخدم فيها الرطب والتمر، وأهم المنتجات المستخرجة من شجرة النخيل مثل الحيب وهو قلب النخلة ولبها، والعطر، وعصير الرطب، والقهوة المصنوعة من نواة التمر… وغيرها مما يدل على الاستدامة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على الأوضاع الصحية في الإمارات المتصالحة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على الأوضاع الصحية في الإمارات المتصالحة
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة افتراضية حول الأوضاع الصحية في الإمارات المتصالحة في الفترة من 1900-1971، وأوضحت المحاضرة أن أهالي الامارات المتصالحة كانوا يعتمدون في تداويهم على الطب الشعبي، وكان الوضع الصحي في حاجة ماسة الى إنشاء خدمات صحية.
واستعرضت المحاضرة التي قدمتها الباحثة الدكتورة أسماء يوسف الكندي بعض الأوبئة والأمراض التي فتكت بالبشر في الإمارات المتصالحة، كالطاعون والحصبة، والجدري والسل، والملاريا والأمراض المعوية، وأمراض العيون وغيرها، مشيرة إلى أن هذه الأوبئة تنتشر بسرعة لأسباب سياسية واجتماعية، وعسكرية وتجارية.. وغيرها.
وحين ذكرت المحاضرة بعض الأوبئة والأمراض التي اجتاحت الإمارات المتصالحة في القرون الثلاثة الماضية سلطت الضوء على دور الطب الشعبي والمعالجين الشعبيين في علاجها، فنوهت إلى أن الطب الشعبي كان له دوره الكبير في علاج المرضى، ما جعل المعالجون في الإمارات المتصالحة يداوون المرضى بالحجامة والوسم (الكي)، وبالمسح والتدليك، ويداوون الجروح بالماء والملح وباللبان العربي، ويقومون بتجبير الكسور، وكان للمعالجين الشعبيين وصفاتهم الشعبية في علاج أوجاع البطن… وغيرها.
وعرّفت المحاضرة ببعض المعالجين الشعبيين في الإمارات المتصالحة، مثل الطبيب الشعبي خميس بن محمد المزروعي من أهالي أبوظبي، وقد برع بعلاج مرضاه بالوسم، والطبيب الشعبي راشد بن عبد الله بن محمد الشحي من رأس الخيمة وقد برع بالحجامة وبأعداد الأعشاب الطبية، والطبيب الشعبي صالح المطوع من دبي وله مخطوطة طبية من 67 باباً شملت جميع أجزاء جسم الإنسان، وهي محفوظة في مركز جمعة الماجد، والطبيب الشعبي علي بن عامر بن سيف الرواحي العبسي من الفجيرة، وقد اشتهر بعلاج الحميات والسل، وقد تعلم فن التطعيم، كما أن المحاضرة تطرقت إلى ذكر بعض الأطباء الشعبيين المتجولين القادمين من دول خليجية وعربية إلى الإمارات المتصالحة.
وحين تحدثت الدكتورة أسماء الكندي عن الإرساليات الأمريكية ودورها الصحي والطبي في الإمارات المتصالحة، أوردت نماذج من أطباء الإرسالية الأمريكية مثل: صموئيل مارينوس زويمر، وشارون توماس، والطبيبة سارة هوسمن.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري قاعدة بيانات تاريخية خاصة به بوثائق من العهد البرتغالي
بالتعاون مع الأرشيف الوطني البرتغالي وبناء على اتفاقية وقعها في لشبونة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري قاعدة بيانات تاريخية خاصة به بوثائق من العهد البرتغالي
وقع الأرشيف والمكتبة الوطنية اتفاقية مع الأرشيف الوطني البرتغالي تأتي ضمن مشروعه الريادي الذي يدعم ذاكرة الوطن بوثائق وسجلات تاريخية من الأرشيفات العالمية تغطي حقباً زمنية مهمة في تاريخ الإمارات والمنطقة، ويثري بها قاعدة بيانات واسعة ومميزة تعزز منزلته بين كبريات الأرشيفات في العالم، وتؤكد مكانته في بناء مجتمعات المعرفة وتعزيزها.
وتعدّ هذه الاتفاقية خطوة مهمة في مشروع يتبناه الأرشيف والمكتبة الوطنية يستهدف من خلاله جمع الوثائق والسجلات التاريخية من الأرشيفات العالمية وإتاحتها في قاعدة بيانات عبر شبكة الإنترنت لتكون مصدراً ومرجعاً وموئلاً للباحثين والمهتمين بتاريخ الإمارات ومنطقة الخليج على صعيد حفظ التراث الوثائقي، وتأكيداً على رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية الثقافية والفكرية؛ إذ تدعم الاتفاقية مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي (AGDA) بكمٍ هائلٍ من الوثائق التاريخية البرتغالية التي تغطي أحداثاً مهمة من القرن السادس عشر، كما أنها تصف جوانب من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هاتيك المرحلة، وبذلك يوثق الأرشيف والمكتبة الوطنية حقباً زمنية مرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، ويسدي خدمة جليلة للباحثين والأكاديميين والطلبة والمهتمين بتاريخ الإمارات والمنطقة أينما كانوا في مختلف أنحاء العالم؛ إذ يوفر لهم هذه الثروة العلمية العالمية باللغتين العربية والإنجليزية في قاعدة بيانات واحدة تعد مصدراً تاريخياً فريداً.
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن سلسلة من اتفاقيات التعاون التي أبرمها الأرشيف والمكتبة الوطنية مع العديد من الأرشيفات العالمية في الدول التي كانت تربطها علاقات تاريخية طويلة الأمد مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك يؤكد بالوثائق التاريخية دورها وأهميتها الجغرافية والاقتصادية في الحقب التاريخية القديمة.
ووفق استراتيجيته يتبع الأرشيف والمكتبة الوطنية نهجاً علمياً وآليات محددة في تنفيذ هذا المشروع الذي تم توقيع الاتفاقية بناء عليه، فبموجب الاتفاقية يحصل الأرشيف والمكتبة الوطنية على سجلات ووثائق تاريخية تخصّ الإمارات والمنطقة أثناء العهد البرتغالي الذي دام قرابة قرن ونصف في المنطقة، وفي خطوات لاحقة يعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على حفظ وترجمة المواد التاريخية، ثم يقوم برقمنتها وحفظها حفظاً طويل الأمد، ويتيحها لجمهور المستفيدين وفق القنوات الأكثر فعالية.
وقع الاتفاقية سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، وسعادة الدكتور سيلفستر لاسيردا مانح الترخيص من لأرشيف الوطني البرتغالي، وذلك بمقر الأرشيف الوطني دا توري دو تومبو في العاصمة البرتغالية لشبونة.
وتأتي هذه الاتفاقية لكي تكون نقطة انطلاق لمشروع مشترك يعزز الأرشيف الرقمي للخليج العربي (agda) بوثائق من العهد البرتغالي في الإمارات ومنطقة الخليج.
وعن هذه الاتفاقية والمشروع المشترك، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي: إن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحرص على الإسهام في تضافر خيوط الحضارة وتوثيق تاريخ الإمارات وعلاقتها بحضارات وشعوب العالم عبر التاريخ، وحفظ ذاكرتها وإتاحتها للأجيال، وما بين الإمارات والبرتغال جدير بأن يكون صفحة محفوظة للأجيال ومفتوحة أمام الباحثين والمهتمين، وأن يكون فصلاً مهماً في موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة التي نريدها أن تتميز بالمعلومة التاريخية الموثقة لتكون بوابة واسعة على تاريخنا العريق.
وأشاد مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بما لاقاه والوفد المرافق له من اندفاع الأرشيف الوطني البرتغالي للتعاون في مثل هذا المشروع الذي يسلط الضوء على حقب لها أهميتها في تاريخ البلدين الصديقين.
وتتميز السجلات والمخطوطات والمراسلات والوثائق البرتغالية بثرائها الفكري والتاريخي مما يفتح أمام الباحثين والمهتمين آفاقاً فكرية جديدة كانت بعيدة المنال.
ويذكر أن فريقاً من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية قام بزيارة الأرشيف الوطني البرتغالي وتوقيع الاتفاقية معه في العاصمة البرتغالية؛ وبعد ذلك زار وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية عدداً من المؤسسات التي بحوزتها أرشيفات تاريخية بحثاً عن الوثائق ذات العلاقة بتاريخ المنطقة والنظر في معالجتها لتسهيل عملية رقمنتها، وإمكانية فهرستها وتوصيفها الأرشيفي لمعرفة محتوياتها، ومن ثم إتاحتها عبر الموقع الإلكتروني للأرشيف الرقمي للخليج العربي، وسيقوم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع شركات كبرى لاستكشاف ما في الذاكرة البرتغالية من وثائق تاريخية تخص الإمارات ومنطقة الخليج.

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم جلسة في الثقافة المالية الشخصية
نادي حرف يقرأ في كتاب “الحرية المالية.. تحكم في عملك ووقتك وحياتك”
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم جلسة في الثقافة المالية الشخصية
في إطار نقل المعرفة وتعزيزها في مختلف مجالات الحياة نظم نادي حرف للقراءة في الأرشيف والمكتبة الوطنية جلسة ثقافية تمثلت بقراءة في الكتاب الأكثر مبيعاً “الحرية المالية.. تحكم في عملك ووقتك وحياتك”، سلطت الضوء على الجانب الاقتصادي وأهمية الأموال في حياة الفرد، واستطاعت أن تضع حدوداً بين أهمية المال كوسيلة للحياة الحرة الكريمة وأهميته كغاية تستنزف حياة الإنسان، وكشفت عما هو أهم من المال في الحياة كالوقت، وأكدت أن الحرية المالية ممكنة للجميع ولكنها تتطلب التخطيط والانضباط والاستثمار.
واستهدفت الجلسة المتخصصة التدريب على إمكانية التحكم في العمل والوقت والاستفادة منهما في الحصول على دخل مالي مستقل دون الاعتماد على الوظيفة، وبذلك يكون الفرد حراً ماليًا أي ليس مضطرًا للالتزام بالوظيفة، وبالتالي لا يسعى من أجلها إلا إذ كان يريد العمل في مجالها، ويمكنه أن يثابر ويبدع فيها.
وبعد تحقيق الحرية المالية يستطيع الفرد البحث عن اهتماماته في الحياة، سواء الاجتماعية او التطوعية، ويمكنه تنمية مواهبه وهواياته، كما أنه بتحقيق الحرية المالية يكون لديه الوقت الكافي ليعيش الحياة بالأسلوب الذي يختاره ويرتضيه لنفسه، ومن أجل ذلك يقدم الكتاب المذكور أشهر الطرق والمشاريع التي تحقق الحرية المالية.
جاءت الجلسة على شكل حوار بين المُحاضِرة السيدة عذرا السبوسي رئيس وحدة التدريب، رئيس نادي حرف للقراءة، والسيد وليد غيلان أمين مكتبة الإمارات نائب رئيس النادي، ودارت الجلسة حول محاور اقتصادية هامة بالنسبة للفرد، فبحثت في مفاهيم بناء استراتيجية الاستثمار ذات المسار السريع، وسبل جني مال أكثر في وقت أقل، وأساليب الاستفادة من فرص التعليم والتطوير وبناء العلاقات، وحساب المدخرات، وقدمت نصائح عملية لتسديد الديون.
ناقشت الجلسة العديد من المفاهيم كالعلاقة بين المال والحرية، والمحاور التي تتعلق باستراتيجية الاستثمار ذات المسار السريع، والاستثمار العقاري، وقارنت بين قيمة الوقت وقيمة المال، وروافع بناء الثروة، ومعدلات الادخار، وإمكانية كسب الأموال بشراء العقار وليس ببيعه.
وعرّفت الجلسة بمؤلف الكتاب جرانت سابتير، ثم انتقلت إلى العلاقة بين المال والحرية، وأهمية استثمار الوقت مقارنة بالمال، والأموال التي يحلم الإنسان بها، والميزانية التي لا يحتاجها، وسبل جني المال باغتنام الوقت، واستراتيجيات الاستثمار… وغيرها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك “الشارقة الثقافي للشطرنج” فعالياته باليوم العالمي للشطرنج
بمعرض للصور ومحاضرة متخصصة استعرض مسيرة الشطرنج في الدولة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك “الشارقة الثقافي للشطرنج” فعالياته باليوم العالمي للشطرنج
احتفاء باليوم العالمي للشطرنج شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية نادي الشارقة الثقافي للشطرنج بعدد من الفعاليات المصاحبة، حيث نظم معرضاً للصور التي توثق جوانب من تاريخ الشطرنج في دولة الإمارات، وأهم البطولات التي شاركت بها الدولة في الشطرنج، وصور الأبطال وتكريمهم، ومشاركة الإمارات في عدة بطولات شطرنجية محلية وخليجية وعربية وعالمية كان لها صداها الكبير، وجوانب من استقبالات قادة الإمارات للمشاركين والفائزين في بطولات الشطرنج وتكريمهم، واهتمام القيادة بتطوير هذه اللعبة وانتشارها.
وبهذه المناسبة قدمت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: “مسيرة الشطرنج على رقعة الإمارات” استعرضت فيها تاريخ الشطرنج في العالم، وتطرقت لبعض الأحداث الهامة في تاريخ هذه اللعبة؛ مشيرة إلى أساطير الشطرنج ومدى علاقتها بهذه اللعبة التي غيّرت مسيرة البعض، وأضافت بعداً مهماً في حياتهم المهنية.
وعلى نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة استعرضت المزروعي تاريخ تأسيس اتحاد الإمارات للشطرنج في عام 1976 وأهم النوادي التي تنضوي تحت مظلته ومسؤوليته عن تنظيم مسابقات الشطرنج داخل الدولة، مشيرة إلى أنه يعتبر واحداً من أهم المنظمات التابعة للاتحاد الدولي للشطرنج، وإلى البطولة التي حققها سعيد احمد سعيد ممثلا للدولة في عام 1979 بفوزه على المكسيك في بطولة الناشئة للشطرنج، وإثر ذلك الفوز استقبله المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لافتاً إلى أهمية دور الشباب في بناء الدولة وتطورها الفكري، وسلطت المحاضرة الضوء على احتضان الإمارات لأولمبياد الشطرنج السابع والعشرين، وعلى أهم القرارات والمراسيم والقوانين التي شكلت الاتحادات والجمعيات والنوادي المنضوية تحت مظلة اتحاد الشطرنج منذ قيام الاتحاد وتطورات لعبة الشطرنج في الإمارات.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك بمعارض الصور التاريخية في الفعاليات الرسمية وبالمناسبات الوطنية ليعطيها بُعداً تاريخياً ويعزز الوعي الوطني لدى الأجيال بها.
وعلى صعيد آخر فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري بمحاضراته التي يقدمها الخبراء والمختصون معارف الأجيال بالأحداث والمناسبات والفعاليات التي يشارك فيها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤكد أن ترجمة أشعار الشيخ زايد إلى الإنجليزية يعزز صورة الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤكد أن ترجمة أشعار الشيخ زايد إلى الإنجليزية يعزز صورة الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: “الأدب الإماراتي في سياقات عالمية: ترجمة أشعار الشيخ زايد إلى الإنجليزية نموذجاً” أكد فيها أهمية ترجمة التراث الإماراتي إلى اللغة الإنجليزية لتعزيز صورة الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية، وفي مقدمة الأدب الإماراتي تأتي أشعار المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- ومن هذا المنطلق سلطت المحاضرة الضوء على شعره النبطي الذي استلهمه من مآثره ومكارم أخلاقه، ومن نفسه التواقة إلى المجد، ومن تاريخ الإمارات المجيد وتراثها الثقافي العريق.
أكدت المحاضرة التي قدمها البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية أن هناك أوجهاً للتشابه بين شعر الشيخ زايد وقصائد كبار الشعراء البريطانيين البارزين، وما يعزز أهمية ترجمتها إلى الإنجليزية أنها تتسم بعمق معانيها ودقة مدلولاتها، ولما لهذه الترجمة من أهمية في وضع الأدب الشعبي الأصيل في الإمارات ضمن السياقات الثقافية العالمية وعلى منصات البحث الأكاديمي في الدراسات التاريخية والثقافية، وذلك لأن الشعر النبطي للشيخ زايد هو انعكاس للتراث الشفاهي الإماراتي وترجمته سوف تفتح آفاقاً جديدة للبحث النقدي في مجالات الأدب الشفاهي والدراسات الإماراتية.
استعرضت المحاضرة المنابع الثقافية الأصلية والأصيلة للشيخ زايد الذي بدأ رحلته مبكراً بالتعلم في الكتاتيب على أيدي المطوع، حيث تعلم القرآن، والسيرة النبوية، وأصول الدين واللغة العربية، وفي الجانب الآخر كان يستمد ثقافة مجتمعه من مجلس والده الذي عرف فيه العادات والتقاليد واستمع إلى الشعر، وبرع في حفظ الشعر النبطي ونظمه، وهذا ما زاده قرباً من الشعراء الذين كان يدخل معهم في حوار شعري، وهذا بمجمله ما جعل قصائد الشيخ زايد تعدّ روائع فكرية وثقافية تصور التنوع الثقافي والحضاري الإماراتي وتعكس رؤيته الثاقبة للحياة في الصحراء والواحات ومختلف البيئات الأخرى في دولة الإمارات، وقد غرس في قصائده خصوصية محلية تبرز أهمية الحفاظ على التراث والاعتزاز بإنجازات الإمارات الحضارية والتفاخر بالتقاليد والتراث الوطني المحلي، وتعبر عن اهتمامه -رحمه الله- بالخيول والإبل والصقور، وتكشف عن اهتمامه المبكر بقضايا البيئة، وبعضها يزخر بالنصائح الموجهة للأجيال، ومعظم قصائده تفيض حكمة وهي تقوي الروابط بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، وهذا ما يمنح أشعار الشيخ زايد الأهمية والأولوية لترجمتها إلى اللغة الإنجليزية باعتبارها أرشيفاً تاريخياً وسجلاً أدبياً للتراث الثقافي حافلاً بالحكمة وبالمبادئ الوطنية وبالتقاليد والعادات الإماراتية الأصيلة التي تدعو للفخر.
وأكدت المحاضرة أن من يقرأ أشعار الشيخ زايد بموضوعاتها الرائعة يجدها تشكل مخزوناً من الإبداع، وفيها تتجسد شجاعته وفروسيته ومآثره التي تجعله قدوة للأجيال، وحبه لوطنه وإخلاصه لأبناء شعبه، وجهوده الجبارة التي بذلها طوال حياته للارتقاء بالإنسان والمكان، وفيها يعبر عن اعتزازه بالهوية الوطنية.
هذا وقدمت المحاضرة عدداً من القصائد النبطية المختارة من أشعار الشيخ زايد مترجمة إلى الإنجليزية، وأبرزت أوجه التشابه من حيث الأفكار والمحاور الرئيسية في الشعر، والاهتمام بالبيئة المحلية، والاعتزاز بالوطن وتراثه مع قصائد أهم الشعراء البريطانيين إبّان القرن السابع عشر الذين اهتموا بقضايا البيئة في أشعارهم في وقت مبكر، وهذا التشابه يعطي أشعار الشيخ زايد بُعداً عالمياً.