الشيخ صقر بن محمد بن سالم بن سلطان القاسمي رحمه الله

  • 1920-2010م
  • الاسم الكامل: صقر بن محمد بن سالم بن سلطان بن صقر بن راشد بن رحمة بن مطر بن كايد القاسمي
  • مدة الحكم: 62 سنة

ولد الشيخ صقر بن محمد رحمه الله في مدينة رأس الخيمة عام 1920م، نشأ في كنف والده الشيخ محمد بن سالم القاسمي، واستقى من والده تاريخ القواسم المجيد فتأثر بتاريخهم البطولي. تتلمذ على يد مطوعة اسمها فاطمة، وحفظ من صغره كثيراً من آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، وعُرف عنه ارتباطه بالدين، فضلاً عن حبه لتعليم أبنائه أخلاق وتعاليم الدين الإسلامي وحرصه على ذلك، وتعلم أيضاً القراءة والكتابة ونشأ نشأة عربية إسلامية. عُرف بذكائه وهدوئه وتمسكه بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة. كان يعتز كثيراً بتاريخ أجداده الذين بنوا أكبر قوة بحرية عربية في المنطقة، وعُرف عنه ولاؤه لأمته العربية ونصرته قضايا الحق والسلام.
تولى الحكم في الـ 17 من يوليو عام 1948م، بعد تنازل عمه الشيخ سلطان بن سالم عن الحكم، فعمل منذ ذلك التاريخ لإرساء قواعد الوحدة الوطنية بين قبائل منطقته، واستطاع التأليف بينهم وجمعهم، عمل على تطوير إمارته اقتصاديًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا، كان قريباً من المواطنين، ويشارك الناس حياتهم اليومية ومجالسهم وأفراحهم، اهتم كثيراً بتطوير إمارته، لاسيما في مجال التعليم ومحو الأمية؛ لإيمانه بدور التعليم في بناء الإنسان والمجتمع وتكوين الوعي الحضاري للدول، فقام بنشر التعليم، وأنشأ المدارس النظامية، وجعل التعليم إجباريًّا على البنات كما هو للأولاد، ووضع حوافز مادية ومعنوية للطلاب وأولياء أمورهم، وأنشأ دائرة للمعارف لمتابعة شؤون البعثات العلمية في الإمارة، واهتم أيضاً رحمه الله بتوفير رعاية صحية شاملة لأبناء رأس الخيمة فافتتح المستشفى الكويتي، وفي عهده أنشئت ثلاثة مستشفيات عصرية في الإمارة.
ساهم مع إخوانه حكام الإمارات في تكوين دولة الاتحاد؛ ففي الـ 10 من فبراير عام 1972م أعلن سموه انضمام إمارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فاكتمل بذلك كيان سياسي موحد وقوي، مواجه لتحديات المنطقة، ومترجم لعملية تعزيز أواصر القربى وصلات الرحم بين أبناء الإمارات جميعاً.
وصرّح المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي يومها بقوله: “إننا وإن كنا نبني اتحاداً في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير فإنما ذلك لا يعدو أن يكون لبنة في صرح بناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج”.
انطلقت عمليات التطوير والبناء في رأس الخيمة بإرساء قواعد الإدارة الحكومية السليمة وبناء المؤسسات التنظيمية والمالية والإدارية والمرافق والدوائر الحكومية التي تتولى الإشراف على تنفيذ مشاريع التنمية، وقد توالت نهضة رأس الخيمة العمرانية والاقتصادية بتوجيه سموه وإشرافه؛ ففي عام 1976 افتتح مطار رأس الخيمة الدولي، وفي 1977 افتتح ميناء صقر، وحققت إمارة رأس الخيمة في سنوات قلائل في عهده إنجازات كبيرة، وشهدت تحولات جذرية على طريق التقدم والازدهار، انطلقت من وضع خطط حديثة لتطوير المدينة على أسس عصرية بإقامة العديد من المرافق الحيوية بالإمارة، وحققت إمارة رأس الخيمة إنجازات حضارية شاملة في جميع الميادين، وجذبت الإمارة في عصره العديد من الصناعات الناجحة التي أسهمت في دفع عجلة التقدم ومنها صناعة الأسمنت والأدوية والسيراميك والحديد.
توفي الشيخ صقر بن محمد القاسمي في الـ 27 من أكتوبر عام 2010، وبوفاته يكون قد رحل آخر مؤسسي دولة الاتحاد التي قامت عام 1971م، وتولى الحكم من بعده ابنه الشيخ سعود بن صقر ليواصل مسيرة العطاء من بعد والده.

هل لديك أي أسئلة؟

إذا كان لديك أي استفسار ، قم بزيارة الأسئلة الشائعة التي تمت الإجابة عنها

الأسئلة الشائعة