لبرنامج الثقافي .. نافذة يفتحها الأرشيف الوطني للمعلمين الأجانب على القيم الإماراتية
البرنامج الثقافي .. نافذة يفتحها الأرشيف الوطني للمعلمين الأجانب على القيم الإماراتية
يعتزم الأرشيف الوطني تنظيم برنامج ثقافي حول تاريخ الإمارات وثقافتها للمعلمين الأجانب في المدارس الخاصة التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم في منتصف أغسطس القادم، ويستهدف البرنامج إحاطة المشاركين بأهم العوامل الجاذبة في المجتمع الإماراتي، ويأتي هذا البرنامج في سياق عدد من الفعاليات التعليمية والتربوية، والجهود الكبيرة التي حرص الأرشيف الوطني عبرها على إيصال رسالته الوطنية إلى مختلف شرائح المجتمع من أجل ترسيخ هوية الوطن، وتعزيز الولاء له، وتدعيم الانتماء إليه، وقد شارك في الدورات السابقة من هذا البرنامج أكثر من 4500 معلم ومعلمة.
وقد اعتاد الأرشيف الوطني على تنظيم هذا البرنامج الثقافي باللغة الإنجليزية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وتحرص المدارس على مشاركة كادرها التعليمي من مختلف المناهج الأجنبية: الأمريكية والفرنسية، البريطانية واليابانية، الهندية والروسية، والباكستانية... وغيرها، وذلك لما لهذا البرنامج من نتائج مهمة تنعكس على المعلمين بتعريفهم خصائص ومزايا المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده، وأبرز القيم الوطنية النبيلة لدولة الإمارات التي عُرفت بالتسامح والتعايش بين مختلف الجنسيات على أرض الوطن، وهي تستقطب عدداً كبيراً من الوافدين من معظم دول العالم؛ وذلك يمهّد أمام المعلمين الأجانب التعامل والتفاهم مع طلابهم، وقد أشاد جميع المشاركين في الدورات السابقة بهذا البرنامج التثقيفي واعتبروه بوابة يطلون منها على ثقافة الدولة وقيم مواطنيها.
وتتطرق محاضرة البرنامج الثقافي إلى القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- والخاص بمكافحة كافة أشكال التمييز والكراهية، ويشير البرنامج إلى أن هذا القانون يأتي ترسيخاً لنهج الإمارات الثابت في احترام الأديان والثقافات الأخرى، ونشر مبادئ التسامح والمساواة، وهو بمثابة رسالة إنسانية من الإمارات إلى العالم أجمع لتؤكد حق الجميع في العيش بأمن وأمان وسلام؛ فالقانون ترجمة حقيقية لنهج الإمارات في المساواة بين الناس بغضّ النظر عن عرقهم ودينهم ولونهم، وقد ترسخت تلك الثقافة في فترة مبكرة من عمر الدولة التي قدمت نموذجاً فريداً في التعايش السلمي بين مختلف الأجناس والثقافات.
ويتضمن البرنامج إلى جانب المحاضرة التثقيفية أيضاً جولة في الأرشيف الوطني؛ إذ يزور المشاركون قاعة الشيخ زايد بن سلطان ليطلعوا فيها على جوانب من تاريخ الإمارات عبر ما تحتويه من وثائق تاريخية تتمثل في المعاهدات والمراسلات، والصور الفوتوغرافية، والخرائط التاريخية، والمقتنيات التراثية، والوثائق التي ترصد مراحل قيام الاتحاد، وتعدّ وثائق القاعة نموذجاً من كنوز الأرشيف الوطني من الوثائق التاريخية المهمة، ويتابع المشاركون في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي فيلماً وثائقياً تاريخياً ثلاثي الأبعاد عن ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة وحاضرها المشرق، ويزورون أيضاً مكتبة الأرشيف الوطني ومطبعته.
ويمتاز هذا البرنامج الثقافي بأنه يمتن عرى التواصل بين المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، ويعمل على تعزيز المناهج الدراسية، وعلى تنمية الحسّ الوطني لدى الطلبة، وعلى التفاعل الإيجابي في العملية التعليمية؛ إذ يهدف إلى تعريف المعلمين الجدد بجوانب من تاريخ دولة الإمارات وتراثها وبعض خصائصها المجتمعية، ويكشف عن الطرق المثلى للوصول إلى الطلبة عبر عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم وتاريخهم المجيد.
الجدير بالذكر أن خبراء متخصصين في الأرشيف الوطني هم الذين يقدمون في برنامجه الثقافي الموجه إلى المعلمين الأجانب المحاضرات المتخصصة، ومن أبرز هذه المحاضرات: "الإمارات تجربة ثقافية متميزة .. أسعد شعوب العالم"، و"الإمارات.. تجربة ثقافية متميزة"... وغيرهما، ويتضمن الجزء الأول من المحاضرة التي تأتي في صميم البرنامج تفاصيل مهمة في الثقافة الإماراتية مؤيدة بالأمثلة والأدلة والبراهين، فيما يتضمن الجزء الثاني فرصة المناقشة والرد على جميع استفسارات المشاركين، ويحرص الأرشيف الوطني على أن يتواقت هذا البرنامج الثقافي المهم مع بداية العام الدراسي لكي يختصر المسافة بين المعلمين الجدد و البيئة الثقافية والتراثية للدولة.