لأرشيف الوطني يشارك بورقة عن فلسفة زايد في بناء الإنسان والأوطان في الأسبوع الإماراتي في السعودية
الأرشيف الوطني يشارك بورقة عن فلسفة زايد في بناء الإنسان والأوطان في الأسبوع الإماراتي في السعودية
شارك الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في الأسبوع الإماراتي الذي استضافته مدينة جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة بورقة عنوانها: "الشيخ زايد: بناء الإنسان والأوطان" تناولت فلسفة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في قيام دولة نموذجية اعتمدت على بناء الإنسان ضمن منظومة مجتمعية متكاملة أسهمت إيجاباً في تكوين دولة حضارية وتنموية تعزز معطيات الحاضر وتطمح بمستقبلٍ واعد يحلّق بها في سماء النوعية والسعادة والانسجام، وجاءت هذه المشاركة تعبيراً عن إيمان الأرشيف الوطني بالعلاقات الأخوية المتينة والوطيدة بين شعبي البلدين وقيادتهما والتي ترقى إلى الشراكة الاستراتيجية.
وركزت الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني بورقتها في آلية التنمية والتغيير في فكر القائد المؤسس، وعمق قراءته لحاجات أبناء شعبه، وبدأت بوادر ذلك في المراحل التي وضعها من أجل توطين البدو لاستقرارهم وتفعيل دورهم في بناء الدولة؛ إذ بدأ – رحمه الله-بتشجيعهم على التعليم؛ فشيد لهم المدارس القريبة منهم، وخصص للطلبة مكافآت تشجيعية، ولما انتظم الطلبة في صفوفهم وبدأت النهضة التعليمية تؤتي ثمارها، التفت إلى إمكانيات توفير فرص العمل لهم وتحفيزهم على البناء والعطاء والولاء والفداء.
وأشارت مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني إلى أن المسيرة المباركة التي بدأها الشيخ زايد من فكرة بناء الإنسان قد استطاع أن يسير بأبناء مجتمعه وفقها مرحلة إثر مرحلة؛ إذ إن أبناء الإمارات كانوا يقيمون معطيات كل مرحلة ومخرجاتها ويلمسون التغيير نحو الأفضل وكان ذلك يشجعهم على الانتقال إلى المرحلة التالية التي كان حكيم العرب برؤيته الثاقبة قد رسم خطوطها العريضة، وفي جميع المراحل كان الشيخ زايد حريصاً على القيم والعادات البدوية الأصيلة وتوظيفها في الحياة المعاصرة؛ فكان مثالاً يحتذى في التواضع، والعمل بروح الفريق، والاحترام بين الناس، وحرص على إضفاء السعادة بين أبناء شعبه، وبذلك جعل من الوطن سكناً ومسكناً، ورسخ مكانته في قلوب أبنائه.
وبرهنت الدكتورة عائشة بالخير على ما حملته ورقتها من أفكار بالأمثلة الحية؛ فأشارت إلى تشجيع الشيخ زايد على الزراعة في المساحات التي كانت تحيط بالمنازل، وتوفير المرافق اللازمة قريباً من تجمعات السكان، وجهوده الدؤوبة من أجل نشر السعادة والطاقة الإيجابية بين أبناء المجتمع، وقد ظهر ذلك جلياً حتى في الأسماء التي تجلب السرور والألفة بمجرد ذكرها وقد أطلقها الشيخ زايد -طيب الله ثراه- على المناطق في إمارة أبوظبي، حتى أصبح للبهجة والسعادة مكاناً في وطن زايد، وقد شعر الناس بالأمن والاستقرار بعد طول شقاء ومعاناة وكان ذلك نتيجة أفعاله الخيرة ورؤيته الثاقبة التي مكنته من تحقيق التكافل الاجتماعي والعدل في الحكم بين الناس فاتحدت القلوب ، وتلاقت أكثر من 200 جنسية على حبّ دولة الإمارات العربية المتحدة، واختيارهم لها مقراً للعيش والعمل بروح الفريق والأسرة الواحدة.