الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة بعنوان “الإمارات وطن التسامح”
بالتزامن مع شهر رمضان ويوم زايد للعمل الإنساني
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة بعنوان "الإمارات وطن التسامح"
احتفاء بيوم زايد للعمل الإنساني، وبالتزامن مع شهر رمضان المبارك، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوته الافتراضية الثالثة في أجندة موسمه الثقافي2022 بعنوان: "الإمارات وطن التسامح" وقد سلط فيها الضوء على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهود المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- من أجل إعلاء قيمة التسامح في المجتمع، وأثر التسامح عليه، وجهود القيادة الرشيدة في توسيع نطاق انتشار هذه الفضيلة.
وعن هذه الندوة قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: شهر رمضان معروف بأنه شهر تعظم فيه فضيلة التسامح ويعلو قدرها، ففيه تصفو النفوس، وتتطهر القلوب من الحقد والضغائن، وبما أن التسامح فضيلة أخلاقية، وقيمة من أسمى القيم، فإن الإنسان لا يستطيع أن يعيش باستقرار وسلام داخلي من غيرها، ويظل شهر رمضان الفرصة الحقيقية لكي نغرس بذور هذه القيمة في نفوس أبنائنا، ونعزز منزلة هذه الفضيلة في مجتمعاتنا فهي حالة وعي يتمتع بها الإنسان الذي يتعايش بسلام ووئام مع أخيه الإنسان، ولذلك اخترنا لندوة "الإمارات وطن التسامح" هذا الموعد الذي يتزامن مع اقتراب يوم زايد للعمل الإنساني.
وأضاف: إن من يتأمل الخريطة السكانية لدولة الإمارات يدرك أن التسامح أضحى نهجاً يُقتدى وعملاً يُحتذى به، فهي حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية؛ وهي تستضيف على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم؛ حيث ينعم الجميع بالاحترام والحياة الكريمة، وقد كفلت قوانين الدولة لهم الاحترام والمساواة، حتى صار الانفتاح على الآخر والحوار الثقافي جسوراً متينة تتواصل عبرها مع العالم، وحري بنا أن نجعل من التسامح الذي وجد بيئته المناسبة في دولة الإمارات محوراً لندوة يستعرض فيها الخبراء والمختصون والأكاديميون قيم التسامح والتعايش في المجتمع الإماراتي التي زادت في جمال الصورة الحضارية التي أرادها الشيخ زايد والقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
افتتحت الندوة وأدارتها الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وشارك فيها نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين.
بدأت الندوة -التي تم بثها عبر المنصات التفاعلية- بمداخلة الدكتور شافع النيادي المدرب والخبير في تنمية الموارد البشرية والعلاقات الأسرية، وقد أكد فيها أن التسامح ليس له وقت وزمن محدد، ولذلك يجب أن يكون أسلوب ونمط حياة يعكس صورة الفرد وقيّمة الذاتية الإيجابية والمسالمة، والطريقة التي يتعامل ويتواصل بها مع الذين يختلفون بثقافتهم ودينهم وأخلاقهم معه، يتسامح معهم لإنسانيتهم كبشر، فيكون هناك قبول وجهات نظر الآخرين، وإن غاب التسامح من مجتمع فإنه يتحول إلى غابة.
وعدد النيادي ثمار التسامح وأبرزها: الأمن والأمان والطمأنينة، والتقدم والرقي والإنتاجية في العمل، والترابط والمودة والحب والاحترام بين جميع أفراد المجتمع، ما يؤدي لوجود علاقات اجتماعية وطيدة يسودها الرفق والرحمة وحرية المشاركة، والبعد عن سوء الظن والذات السلبية المتشائمة المحبطة، وتنمية قيم المساواة والعدل ونبذ التعصب الطائفي والعنصري.
وأشار إلى أن التسامح يجب أن يكون أسلوب حياة لأن أول المستفيدين من ذلك هو الشخص نفسه، فالتسامح يجعل منه شخصية إيجابية متفائلة معطاءه محبه لذاتها ولوطنها ومجتمعها، حتى من الناحية الجسدية فإنه يقوي جهاز المناعة لديه.
وفي مداخلتها عادت الدكتورة ماريا الهطالي رئيس قسم التحقيق والنشر في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية إلى بدايات التسامح والتعايش في دولة الإمارات، واستعرضت دور الإمارات في تعزيز التسامح من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية؛ مشيرة إلى أن التسامح والتعايش هو مبدأ تعامل معه أهل الإمارات وسكانها حتى قبل الاتحاد، مؤكدة أن لوثيقة الأخوة الإنسانية الدور الكبير في ترسيخ قيم التسامح والتعايش.
وتطرق المحاضر حسين الجوهري في مداخلته عن "الإمارات والتسامح" إلى زيارة الشيخ زايد -طيب الله ثراه- إلى الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، ثم استعرض اتجاهات التسامح في الحياة على الصعيد الفردي والجماعي، وأهمية الاقتداء بالشيخ زايد الذي غرس بذور التسامح بين أبناء الإمارات.
وفي مداخلته أكد السيد سيف المطوع أن في مقدمة القيم العظيمة التي حثّ عليها الإسلام قيمة التسامح، وأن دولة الامارات اهتمت بهذه القيمة في مبادئها العشر التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة -حفظه الله- للخمسين عاماً القادمة.
وأشار المطوع إلى أن التسامح يبدأ بالتسامح مع الذات ومع الأقربين ومع أفراد المجتمع وكذلك بين المجتمعات والدول، والتسامح قوة مع الذات ومع الآخرين لأنه يعني العيش بسلام مع الآخرين.
وفي ختام الندوة طرحت الدكتورة عائشة بالخير سؤالها على المشاركين: ما هي تطلعاتكم المستقبلية إلى التسامح؟
فأجمع المشاركون على أن يكون نهج الشيخ زايد قدوة في مجال التسامح، وأن يكون التسامح أسلوب حياة، يغرسه الآباء في نفوس الأبناء، وأن يكون للتسامح مكانه في المناهج المدرسية، وترسيخ هذه القيمة العظيمة في المؤسسات الإعلامية الأكاديمية والتعليمية.
واقترحت الدكتورة عائشة بالخير تشجيع المؤسسات على استحداث جائزة للتسامح والانسجام في بيئة العمل.