الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على “أبوظبي درة المدائن” في ختام موسمه الثقافي 2022
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على "أبوظبي درة المدائن" في ختام موسمه الثقافي 2022
اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية موسمه الثقافي 2022 بندوته الوطنية: "أبوظبي درة المدائن بين الماضي والحاضر"، وفي رحلة أرشيفية بالوثائق والصور والمخططات التاريخية التي تعكس ملامح المدينة في الماضي والحاضر- سلط الضوء على "أبوظبي" عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وما شهدته من تحولات وتطورات منذ عام 1962م، وبعد أن تم وضع أول مخطط هيكلي لها، وما شهدته في ظل قادتها العظام من تطور تبدّل فيه وجه الأرض من صفراء داكنة إلى خضراء زاهية، تنعم فيه بالتقدم والازدهار حتى غدت من المدن النموذجية عالمياً.
بدأت المحاضرة بقول المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: "لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا".
وبقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله: "عانى جيل الآباء والأجداد من أنواع الصعاب في سبيل توفير سبل الحياة الكريمة لأبنائهم وأحفادهم في ظل ظروف صعبة علمتهم بأن العمل والعطاء عبادة وأن الخالق عز وجل لا يضيع جهد العبد الملتزم إزاء أرضه وقومه".
وقدمت الندوة -التي حاضر فيها المهندس أسعد حسين العباس خبير المعلومات بإدارة البيانات المكانية في بلدية أبوظبي سابقاً- وصفاً عاماً لمدينة أبوظبي في الستينات، حيث كان عدد سكانها قليلاً، وكان أبرز معالمها قصر الحصن، والسوق القديم، ومبنى البلدية، وعدد من المباني وفندق قصر العين وفندق الشاطئ، ومبنى الجمارك وشركة أدما وغيرها كالمسجد والكنيسة التي تؤكد التسامح الذي كان يسود أبوظبي منذ القديم، مشيراً إلى أن البساطة والطيبة والتراحم أبرز ما يميز أبوظبي قديماً وحديثاً، ثم أشار المحاضر إلى أن المخططات التي وضعت لتطوير مدينة أبوظبي كانت تعرض على أصحاب السمو الشيوخ في مدينة العين، وأما المخططات التفصيلية فكانت تعرض على شركة متخصصة قبل أن يستقلّ قسم التخطيط بنفسه.
وأعادت الندوة الفضل لأصحابه حين أكدت بالبراهين والأدلة أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان كبير مخططي عاصمة الاتحاد؛ فقد كان بعيد النظر؛ إذ اندفع في سباق مع الزمن لتغيير ملامح إمارة أبوظبي، وقد كان -رحمه الله- يتمتع بصفات قيادية جعلته يعمل جاداً لتحقيق الطموحات الكبيرة لشعبه، فأعرب عام 1964 عن رغبته وطموحه بقيام الاتحاد.
وفي ظل قيادة الشيخ زايد بدأت أبوظبي تحفل بالمساكن والأبراج والمباني الشامخة، وأنشئت فيها الموانئ والمطارات، والأسواق والمراكز التجارية، والمساجد والمدارس والجامعات، والمستشفيات والمراكز الصحية.. وكان هدفه إسعاد شعبه.
وعددت الندوة بعض مآثر الشيخ زايد المؤسس والباني ومناقبه؛ فقد كان شخصية محبوبة مبتسمة دائماً، وصاحب يد خضراء يحب الزراعة، وكان كريماً ينفق بسخاء، ويسأل عن حاجة من يستقبلهم قبل أن يسألوه، ويحب العلم ويقدر العلماء، ويحترم المرأة ويشجعها على العلم والعمل.
وتحدث المحاضر عن ست مراحل لتطور إمارة أبوظبي: مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، وهي مرحلة طويلة جداً، والمرحلة التمهيدية، ومرحلة التأسيس التي انطلقت في عام 1966 حين تسلم الشيخ زايد حكم الإمارة، ومرحلة التخطيط بإشراف حكومي كامل، ومرحلة التوسع العمراني أفقياً وعمودياً، ومرحلة التخطيط العمراني الشامل 2007-2030 حيث تأسس مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني.
وأعاد المحاضر إلى الذاكرة بعض المباني القديمة مثل: السوق المركزي والساعة، ومسجد قصر الحصن والشلال ودائرة الجمارك.. وغيرها؛ مؤكداً أن التغيير ضرورة لا بد منها، واستعرض بعض ملامح العمارة الإسلامية في عهد الشيخ زايد، والمباني التجارية، والمساكن الشعبية، وعقد بعض مقارنات تاريخية بين عمران الأمس واليوم مثل: المسكن الشعبي، وجسر المقطع، والمطار القديم والمطار الحديث، وسينما المارية المكشوفة، وشارع حمدان، وشارع النصر، شارع زايد الأول، وشارع خليفة، والواجهة البحري، واستخلص من هذا التطور أن التنمية المستدامة أمانة حملها قادة الإمارات؛ وقد صارت تنتقل من خير سلف إلى خير خلف.
واختتمت الندوة -التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- بتفاعل كبير واستفسارات جمهور الحاضرين، ولعلّ أهم ما تم التركيز عليه هو دور الأرشيف في توثيق هذا التطور الذي حدث في زمن قياسي.