الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري العدد الجديد من ليوا بفروسية الشيخ زايد، ورحلات القنص في الإمارات
من الشعر النبطي كمصدر للتاريخ إلى الاقتصاد الإبداعي وأبعاده التنموية في الإمارات
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري العدد الجديد من "ليوا" بفروسية الشيخ زايد، ورحلات القنص في الإمارات
أصدر الأرشيف والمكتبة الوطنية العدد 29 من مجلة (ليوا) التاريخية العلمية المحكمة حافلاً ببحوث تقدم لوحات بديعة من تاريخ الإمارات المجيد وتراثها العريق، وتثري بهذه البحوث -التي تقدمها للقراء باللغتين العربية والإنجليزية- معارف القراء والمهتمين بتاريخ وتراث وآثار الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية.
تستهل المجلة عددها الجديد ببحث عن "فروسية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، ويشير البحث إلى أن رياضة الفروسية إحدى هوايات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة -طيب الله ثراه- ويتطرق البحث إلى معالم الفروسية عند الشيخ زايد، وإلى دوره الريادي في نشر رياضة الفروسية، ويتجول بين إسطبلات الشيخ زايد في مدينة العين، والاسطبلات الأميرية في أبوظبي، ومضامير سباقات الخيل في العين قديماً، واهتمام الشيخ زايد بالخيول العربية الأصيلة، ويرصد الباحث عادل محمد العمودي سباقات القدرة، وسلسلة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة.
ويدور البحث الثاني للدكتورة عائشة الفلاسي، حول "رحلات القنص في الإمارات: ذكريات وأحداث" ليؤكد أن "الصيد بالصقور" تراث ثقافي توارثته الأجيال عبر العصور والحضارات التاريخية، واتسع وتطور في شبه الجزيرة العربية، ويتطرق إلى القنص في الثقافة العربية، والقنص في التاريخ الإماراتي، ويتضمن البحث لقاء مع القناص علي مصبح بالقيزي الذي امتهن القنص في ريعان شبابه، وتعلم من هذه المهنة الخبرة بالصقور، واكتسب الصبر والحكمة وروح المغامرة، ويشير البحث إلى أن القنص ورحلاته جزء مهم في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخية، وقد أضيف هذا التراث إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، وارتبط هذا التراث بمذكرات المستشرقين وتجاربهم في ممارسة هذه الرياضة مع القائد والوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وفي إطار التراث الثقافي أيضاً جاء البحث الثالث بعنوان: "الشعر النبطي مصدراً لتاريخ الخليج وشبه الجزيرة العربية" للباحث علي عفيفي علي غازي الذي يستعرض نشأة الشعر النبطي، وسماته وأغراضه، وأنواعه وأهميته كمصدر تاريخي، واهتمام الرحالة الغربيين بجمعه والحفاظ عليه، ويؤكد البحث أن الشعر النبطي يظل مصدراً مهماً لتاريخ الخليج وشبه الجزيرة العربية؛ إذ يصور حياة البادية والحاضرة، ويمكننا من معرفة جوانب من حياة المجتمع الخليجي.
ويوثق البحث الرابع الذي كتبه الدكتور رضا شريف- تاريخ "سوق المسعى من الازدهار إلى الاندثار" حيث أقامه الباعة على جانبي المسعى في مكة المكرمة، وكان يزخر بمختلف أنواع السلع والبضائع والحرف الخدمية، وقد انتهى أمر هذا السوق بعد عملية توسعة الحرم المكي عام 1956م، وبعد أن قدم البحث تعريفاً بالسوق وبضائعه وسلعه الغذائية، وما فيه من حرف خدمية، عاد ليحدث القارئ عن موقف الحجاج من السوق، والتوسعة السعودية التي أدت إلى إزالته.
في البحث الخامس عمد الدكتور سالم بن عبد الله الخلف إلى تتبع التجاني في رحلته التي بدأت عام 1307م، وعبر هذه الرحلة سلط الضوء على النشاط الاقتصادي في إفريقية. وشمل البحث تعريفاً بالتجاني التونسي ورحلته، ثم تطرق للثروة الزراعية في إفريقية وما تتطلبه من مياه وما تنتجه من محاصيل، ثم عرج على الثروة الحيوانية والمصنوعات والأسواق والتجارة الداخلية.
وفي الإطار الاقتصادي كتب الدكتور أحمد عادل زيدان في البحث السادس عن "الاقتصاد الإبداعي وأبعاده التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة" مشيراً إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية في الوقت الراهن من أسرع الصناعات نمواً في العالم باعتبارها خياراً إنمائياً مستداماً يعتمد على مورد فريد ومتجدد هو الإبداع البشري.
وعرّف البحث بالصناعات الثقافية والإبداعية من حيث نشأتها وتطورها، ثم علاقتها بالتنمية، وعلاقتها بالاقتصاد الإبداعي، وبعد ذلك عرّف بالاقتصاد البرتقالي والمراد به مجموعة الأنشطة الاقتصادية التي تجمع بين الموهبة والإبداع، وسلط الضوء على عوامل الصناعات الإبداعية والثقافية، والسمات الرئيسية لهذه الصناعات، ومتطلبات تعزيزها، وأثرها على الاقتصاد العالمي، ورصد أهمية هذا القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوربا، ثم ركز على اهتمام دولة الإمارات بهذا القطاع، ولا سيما في الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالصناعات الثقافية والإبداعية، ومنها تحول البحث نحو استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، والعوائد الاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية للصناعات الإبداعية.
وباللغة الإنجليزية تضمن العدد ثلاثة بحوث؛ أولها: عن تطور الملاحة المدنية في الخليج العربي لكاتبه مايكل مورتون. والبحث الثاني عن منهجية دبي في النهضة والتطوير لكاتبه الدكتور محمد جمال. والثالث كتبه الدكتور أحمد عادل زيدان عن: "الاقتصاد الإبداعي وأبعاده التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة".