الأرشيف الوطني يوقع مذكرة تفاهم مع الأرشيف الوطني البريطاني
بتوجيهات منصور بن زايد الأرشيف الوطني يوقع مذكرة تفاهم مع الأرشيف الوطني البريطاني
بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني، وقع الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة مع الأرشيف الوطني البريطاني مذكرة تفاهم تقتضي التنسيق لترجمة الوثائق التاريخية المهمة، ورقمنتها، وإتاحتها لمتخذي القرار والباحثين، والاستفادة منها في إعداد المناهج الوطنية في مختلف المراحل التعليمية، و دعم البرامج والنشاطات ذات الفائدة المشتركة، والتعاون في أبحاث المصادر الأرشيفية، وفي الرقمنة وتبادل الوثائق الرقمية تبعاً للقوانين والتشريعات الوطنية لكل طرف، وذلك على مدار ثلاث سنوات قادمة.
وتأتي مذكرة التفاهم هذه بهدف ترجمة الوثائق التاريخية المهمة، ورقمنتها وإتاحتها لصناع القرار والباحثين والأكاديميين، وتعزيز مقتنيات الأرشيف الوطني الإماراتي بها، وتبادل الخبرات في مجال الأرشفة، والمشاركة في المعرفة والبرامج التدريبية الأرشيفية.
وقع مذكرة التفاهم من الجانب الإماراتي سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني، ومن جانب الأرشيف الوطني البريطاني جيف جيمس الرئيس التنفيذي للأرشيف الوطني البريطاني.
جاء ذلك لدى زيارة سعادة الدكتور عبد الله الريسي مدير عام الأرشيف الوطني، إلى الأرشيف الوطني البريطاني في لندن، وعن مذكرة التفاهم هذه قال سعادته: وقع الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة مذكرة التفاهم هذه بهدف ترجمة الوثائق التاريخية ورقمنتها، وإتاحتها لصنّاع القرار و الباحثين إلكترونياّ للاستفادة منها في إعداد مناهج التاريخ والتربية الوطنية في مختلف المراحل الدراسية. وًكذلك الاستفادة منها في اعداد مناهج التاريخ و التربية الوطنية في التعليم العام و العالي. تعزيز مقتنياته بالوثائق التاريخية التي تحفل بها الأقسام السبعة في الأرشيف الوطني البريطاني والتي تُعنى بالوثائق التاريخية المحلية والعالمية، وتعزيز خبراته بأحدث الممارسات والمعايير المتبعة في تلك الأقسام في مجال التوثيق والحفظ، والأرشفة والترميم، وبأساليبها الحديثة في إتاحة المقتنيات التاريخية للباحثين، وأضاف سعادته: وتوجُهنا هذا يأتي في إطار تمتين العلاقات مع الأرشيفات العالمية الكبرى، واستقدام الخبرات والمهارات العالمية الحديثة إلى الأرشيف الوطني وذلك انطلاقاً من خطتنا الإستراتيجية التي ستتزامن نتائجها مع العام 2021 الذي تتطلع فيه دولة الإمارات وفق رؤيتها لتكون من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي لاتحادها الميمون، ونحن نعمل في الأرشيف الوطني لمواكبة هذه التطلعات الوطنية، ولذا فإن خطتنا الإستراتيجية تُعنى بتنمية مقتنيات الأرشيف الوطني من الوثائق التاريخية عبر علاقاته المتينة مع الأرشيفات الكبرى والعريقة في العالم، وأشاد سعادة الدكتور الريسي بالأرشيف الوطني البريطاني الذي يحوي مقتنيات تعود إلى أكثر من ألف عام مضت، وسجلات تاريخية من العصور الوسطى، وخرائط وخطط ورسومات معمارية، وسجلات تاريخ الأسر، وعلى هذا الصعيد قال سعادته: مع إدراكنا للكم الهائل من الوثائق والسجلات التاريخية ذات الصلة الوثيقة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج في الأرشيف الوطني البريطاني اتجهنا لتمتين الجسور معه للاستفادة من تجربته، ولاستقطاب المزيد من الوثائق النادرة المحفوظة فيه للحفاظ على الرصيد الوثائقي للدولة بهدف رفد صنّاع القرار والباحثين باحتياجاتهم من المواد التاريخية والبحثية.
ومن جانبه أشاد جيف جيمس الرئيس التنفيذي للأرشيف الوطني البريطاني بالعلاقات المميزة بين الطرفين، وبدور الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، واضطلاعه بمهامه بثقة واقتدار، وهو يؤديها اعتماداً على تقنيات حديثة ومتطورة، مشيراً إلى تفاؤله الكبير بما ستسفر عنه هذه المذكرة على صعيد تبادل الخبرات، وعلى صعيد التعاون في النشاطات التي ترعى وتشجع التبادل الثقافي، والمشاريع المشتركة التي يتطلع الطرفان إلى تنفيذها معاً.
وقد تفقد سعادة الدكتور الريسي أقسام الأرشيف الوطني البريطاني، وأساليب حفظ الوثائق والصور الفوتوغرافية، كما اطلع على طرق التوثيق والأرشفة الحديثة فيه.
والجدير بالذكر أن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة قد تأسس في عام 1968، وكان يعرف باسم "المركز الوطني للوثائق والبحوث"، ويعتبر أحد الأذرع الإدارية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف إلى العمل على جمع واستلام وتوثيق السجلات، والإشراف على عمليات الحفظ والترميم والأرشفة تبعاً للمعايير الدولية، ومن ثم توفير هذه الوثائق للعامة، واستخدامها في التوعية الثقافية والتاريخية وإتاحتها.
هذا ويقوم الأرشيف الوطني كجزء من التزاماته القانونية بجمع الوثائق ذات القيمة التاريخية المهمة للدولة، ولدول مجلس التعاون الخليجي وشبه الجزيرة العربية، وذلك من مصادر داخل الدولة أو خارجها، ومن أجل خدمة هذا الهدف يخطط الأرشيف الوطني على تأسيس عملية الرقمنة بحيث يتم توفير هذه الوثائق لجمهور الباحثين والطلبة محلياً ودولياً.
ويشار إلى أن الأرشيف الوطني البريطاني يعدّ أحد الأرشيفات العالمية الأكثر قيمة من حيث الموارد البحثية، كما يعتبر منظمة بحثية مستقلة بحد ذاتها، وهو مؤسسة أرشيفية ودار نشر رسمية تابعة للحكومة البريطانية تعدّ الحامي الرسمي لمعظم الوثائق الرسمية الوطنية القيمة والتي تعود إلى ما يزيد على 1000 عام مضت، ويؤدي دوره في جمع السجلات العامة وتأمين مستقبلها ورقياً وإلكترونياً وحفظها للأجيال القادمة، وجعلها أكثر إتاحة لأقصى حد ممكن.