الأرشيف الوطني يستقبل طلبة من نيويورك وجورج واشنطن في رحلة علمية
قام وفد من طلبة دراسات الخدمات الاجتماعية في جامعة نيويورك في أبوظبي، ومن طلبة دراسات العلاج بالفن في جامعة جورج واشنطن في واشنطن بزيارة علمية إلى مقرّ الأرشيف الوطني، تعرفوا فيها إلى جوانب من تاريخ الإمارات العريق وإلى ذاكرة الوطن التي يحفظها الأرشيف الوطني للأجيال. وقد اصطحب طلاب جامعة نيويورك في أبوظبي وفدهم الضيف القادم من جامعة جورج واشنطن إلى الأرشيف الوطني بناءً على العلاقات المتينة والبناءة بين الأرشيف الوطني والمؤسسات الأكاديمية في داخل الإمارات وخارجها، وما يقدمه للطلبة من معارف ذات صلة بمهامه الجليلة وأهدافه الوطنية، وعلى ما حققوه من فائدة علمية من الأرشيف الوطني باطلاعهم على عادات المجتمع الإماراتي وتقاليده، وجوانب وأحداث من تاريخ دولة الإمارات وبناء اتحادها الميمون.
وأثناء الزيارة قام سعادة الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني باستقبال طلبة الجامعتين، وحدثهم عن جهود الأرشيف الوطني وتحضيراته لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف في 2020، وبذلك تكون الإمارات أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث التاريخي المهم، وسيلتقي في المؤتمر الخبراء والمتخصصون والمسؤولون في مجال الأرشفة والتوثيق من مختلف دول العالم.
وزودهم سعادته بمعلومات مهمة عن الأرشيف الوطني، ورحلته التي بلغت نصف قرن تقريباً، وهو يمدّ المثقفين بإصداراته التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين التراث والحداثة، فضلاً عن عمله في التوثيق والأرشفة، ودوره في جمع المواد التاريخية النفيسة المتعلقة بدولة الإمارات خاصة وبمنطقة الخليج عامة، وتوثيقها وترجمتها، وفي إعداد البحوث التاريخية المتخصصة، ونشرها، وعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، ومشاركاته فيها، وجهوده في تنظيم المعارض المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاركته عبر برامجه التعليمية في التنشئة الوطنية للطلبة.
وقام وفدا الجامعتين العريقتين بجولة في الأرشيف الوطني فتوقفا في قاعة إسعاد المتعاملين، حيث تعرفا على وظائفها التي تتلخص في استقبال الباحثين، ولهذا الهدف زُوِّدت بما يسهل على الزائر عملية البحث عن تراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج وتاريخهما في الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، وقد صُممت القاعة تصميماً مدروساً يبعث في نفس الباحث السعادة والراحة، وأُثِّثت بما يشجع على قضاء وقت طويل فيها بين كنوز الأرشيف الوطني المتمثلة في الوثائق التاريخية والخرائط، والصور الفوتوغرافية والوسائط المتعددة التي لا يستطيع الباحث العثور عليها إلا في مقرّ الأرشيف الوطني.
وأبدى الطلبة إعجابهم بقاعة إسعاد المتعاملين التي تؤدي دورها أسوة بالقاعات المماثلة في أكثر الأرشيفات العالمية تقدماً؛ إذ تستقبل الباحثين، وتوفر لهم آليات البحث العلمي، وتتيح لهم أجهزة الحواسيب التي يصلون عبرها إلى المواد الأرشيفية والوثائق، إلى جانب إمكانية النسخ، والمسح الضوئي للصفحات العادية والخرائط، وهي توفر أجواءً بحثية مريحة قريباً من قاعة المكتبة حتى يستطيع الباحث الوصول إلى المصادر والمراجع وإلى الوثائق التاريخية التي يتطلبها بحثه في الوقت نفسه.
وتضمنت الزيارة جولة في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تتضمن نماذج من الوثائق المكتوبة، والصور الفوتوغرافية، والخرائط، وألبومات إلكترونية لقادة دولة الإمارات وأبرز رجالاتها في العصر الحديث، وهي تحكي سيرة قيام الاتحاد، وتشكيل أول مجلس للوزراء، واختيار عَلَم الاتحاد، واشتمل برنامج الزيارة أيضاً على جولة في مكتبة الإمارات، حيث اطلع طلبة الجامعتيْن على أبرز محتوياتها من المراجع والمصادر الورقية والإلكترونية، والكتب والدوريات والرسائل الجامعية المتخصصة، وعلى أساليب الاستفادة من مقتنياتها، وتابعوا أيضاً في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي فيلماً وثائقيًّا ثلاثي الأبعاد عن ماضي دولة الإمارات وحاضرها، وعن الأرشيف الوطني ودوره في حفظ ذاكرة الوطن.