الأرشيف الوطني يدشن (ذاكرتهم تاريخنا) في منصته في أول أيام أبوظبي للكتاب<
يروي الكتاب قصصاً وحكايات عن تسامح مجتمع الإمارات
الأرشيف الوطني يدشن (ذاكرتهم تاريخنا) في منصته في أول أيام أبوظبي للكتاب
دشن الأرشيف الوطني كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) أحد أهم إصداراته وأحدثها، في منصته التي يشارك بها في أول أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الحالية، ويجمع هذا الكتاب عدداً كبيراً من الروايات الشفوية التي جاءت تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني، والتي تثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم بلهجتهم المحلية لتبقى زاداً للأجيال الناشئة وبرهاناً على الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة.
وقد شهدت منصة الأرشيف الوطني بحضور سعادة ماجد المهيري المدير التنفيذي في الأرشيف الوطني وبعض مديري الإدارات في الأرشيف الوطني، وبعض الخبراء والمختصين في مجال التاريخ الشفاهي بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب احتفالاً بإصدار هذا الكتاب الذي يتألف من من431 صفحة، ضمت خمس عشرة مقابلة، مع الرواة والمعمرين وكبار السن الذين سردوا بعض الحكايات والقصص والمجريات التي تشير إلى تسامح المجتمع الإماراتي.
ويقوم الأرشيف الوطني برصد المرويات الشفهية من ذاكرة الوطن - في الوقائع والأحداث وأنماط العيش- ذُخراً للأجيال، وتدوينها حِفظاً لتراث الإمارات العريق من العادات والتقاليد، وآثار الآباء ومآثر الأجداد، وإثراءً للتنمية الثقافية، وتعزيزاً للهوية الوطنية، ويحتفظ الأرشيف الوطني بأكثر من 900 مقابلة مسجلة بالصوت والصورة لكبار السن وهم يروون ما تختزنه ذاكرتهم، ويحتوي الكتاب على مقابلات مع الرعيل الأول ممن عاصروا مرحلة ما قبل قيام الاتحاد توثق الذاكرة الشفاهية بأصوات المعمرين الذين تُعد ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً تشكّل قاعدة معلومات ثرية تطلع النشء على الأحداث التاريخية، وأساليب الحياة لكل منطقة من مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة.
قال سعادة الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني في مقدمة هذا الكتاب: إن تاريخ أي أمة مستودع لأعمالها وأفكارها، ووعاء لآمالها، ومرجع عزها و فخارها...وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الناشئة حديثاً مقارنة بدول أخرى، كان لابد من اللجوء إلى رواة الحكايات والأحداث ممن عاصروا الأحداث قبل الاتحاد وبعده، كي يوثق تاريخه من أفواه أبنائه؛ فشاهد العيان أوثق دليلاً من شاهد السماع؛ ولهذا كان لابد للأرشيف الوطني أن يسارع إلى هؤلاء الرواة لتدوين جانب هام من جوانب تاريخيه.
ويضيف الدكتور الريسي: في" ذاكرتهم تاريخنا" صفحات من مقابلات الرعيل الأول في مجال التاريخ الشفاهي، هذا التاريخ الذي أولاه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-اهتمامه ورعايته.
ويتابع الدكتور الريسي في تقديمة للكتاب: لقد قام المعنيون الأرشيف الوطني بتسجيل المقابلة وتفريغها، ثم تدوينها بلغة عربية سهلة واضحة، مع الإبقاء على الألفاظ والمصطلحات الدارجة في مجتمع الإمارات، وشرحها وتفسيرها في حواشي الصفحات؛ وبذلك أمكن الحصول على شذرات من التاريخ إضاقة إلى معجم من الألفاظ العامية التي استخدمها أبناء الإمارات في حياتهم اليومية وإنتاجهم الفكري من الأشعار والأمثال، والقصص والروايات.
ولما كان التاريخ الشفهي من المصادر المهمة للأمة التي تُعنى بتاريخها فقد اهتم الأرشيف الوطني بجمعه وحفظه وإتاحته للباحثين لكي ينظروا إلى الأحداث نظرة عصرية ويتمعنوا في القضايا الاجتماعية ويسلطوا الضوء عليها، وفي كل مقابلة ضمها الكتاب مع الشخصيات التي قابلها يستكشف القارئ جوانب من الحياة في الماضي ويجد فيها معلومة جديدة ومفيدة.
ويروي الكتاب عدداً من القصص والحكايات التي تبين تسامح المجتمع الإماراتي في الماضي وتكاتفه، والتكامل بين الرجل والمرأة فيه.
كما يبين الكتاب اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بأبناء المجتمع، وحرصه على رقيهم وراحتهم، وما بذله من جهد في سبيل الارتقاء بالإنسان وبناء المكان.
والجدير بالذكر أن كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) يتميز برواياته الشفهية الموثقة المستمدة من ذاكرة الآباء فيما يخص الإنسان الإماراتي وتجربته، وتأثير التغيرات السياسية والاقتصادية عليه، ويوثق ذكريات الناس وحياتهم اليومية، وإحساسهم وشعورهم، وعلاقاتهم الإنسانية، وأشعارهم ومعاناتهم، وهذه أمور غائبة تماماً عن السجلات التاريخية الرسمية، ومجهولة تماماً بالنسبة للأجيال الحالية.
وبالنظر إلى المعلومات الموثقة التي يتضمنها الكتاب فإنه يعدّ مصدراً تاريخياً يعتمد عليه الباحثون، وستكون له أهميته في الأوساط العلمية والأكاديمية لما فيه من معلومات تاريخية موثقة.