الأرشيف الوطني يثقف المرشدين السياحيين بتاريخ دولة الإمارات وتراثها
الأرشيف الوطني يثقف المرشدين السياحيين بتاريخ دولة الإمارات وتراثها
نظم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بمقره برنامجاً علمياً للمرشدين السياحيين، وتضمن البرنامج محاضرة وطنية بعنوان: "إمارات السعادة والتسامح والأخلاق الحميدة" وجولة بمقر الأرشيف الوطني اطلعوا فيها على مهامه، ودوره في حفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها لصناع القرار وللباحثين، وجاء البرنامج في مساق التدريب والإرشاد السياحي الذي أعدته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتدريب المرشدين السياحيين.
بدأ البرنامج بمحاضرة عن إمارات السعادة والتسامح والأخلاق الحميدة قدمتها الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف الوطني لوفد هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي ضم أكثر من 35 مرشداً سياحياً، فبدأت المحاضرة بالإشادة بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تقتضي تضمين مادة التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية، مؤكدة أن هذه المبادرة ضرورية لصالح المجتمع الإماراتي؛ إذ إنها تمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان الإماراتي، ومما تفخر به دولة الإمارات أن الحضارة التي تعيشها اقترنت بالقيم والأخلاق الحميدة، التي استمدتها من تعاليم دينها، وورثتها من الآباء والأجداد، ومن القيم والخصال التي غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- في نفوس أبناء المجتمع الإماراتي.
وتوقفت المحاضرة مطولاً مع قيم المغفور له –بإذن الله- القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقيادته الحكيمة التي دفعت عجلة التقدم فنهضت بمختلف مجالات الحياة؛ ابتداءً بتوطين البدو، ووضعه آليات تمكين المرأة ودور سمو الشيخة فاطمة في تعزيز مكانة المرأة. وبحكمته أثرى الشيخ زايد –طيب الله ثراه- كافة تفاصيل الحياة بتوجيهاته؛ كاختيار العلم، واختيار شعار الدولة، وأوكل إلى المعنيين وضع موسيقا السلام الوطني، وكانت له آراؤه الحكيمة في كتابة الدستور، وبحكمته استطاع أن يضع يده بأيادي حكام الإمارات فيشيدوا صرح الاتحاد؛ لتتلاشى الحدود بين أبناء الشعب الواحد.
وتضمنت المحاضرة أربعة محاور، أولها النزاهة والمصداقية في تقديم المعلومة؛ إذ إن هناك معلومات لا تخطر على بال المرشد السياحي لكونه يعتبرها من المسلمات أو لأنها تدور حول تفاصيل المفردات التراثية المألوفة والأحداث التاريخية المعروفة؛ لذا يجب عليه التحقق منها بسؤال ذوي الاختصاص والمعرفة بالتاريخ والتراث، وعدم الركون إلى الإجابات السريعة وغير المؤكدة، وجاء المحور الثاني عن الجذور الأساسية لحضارة دولة الإمارات وموروثها الثقافي، والتي تعدّ امتداداً للحضارة العربية والإسلامية، وكان المحور الثالث من المحاضرة حول السعادة والتسامح ومصدرهما الذي يخلص إليه من يتأمل الطابع العمراني الإماراتي في الماضي، حيث كان (الفريج) يحتم قرب الناس من بعضهم، وأسهم هذا القرب في التعامل برقي وتعاون، وتسامح رسخ قيم السعادة.
وقام المرشدون السياحيون بجولة في الأرشيف الوطني، فتابعوا فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد بتقنية عالية عن تاريخ دولة الإمارات وحاضرها وآفاق مستقبلها في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي، واطلعوا في قاعة الشيخ زايد بن سلطان على نماذج من الوثائق المكتوبة، والصور الفوتوغرافية التاريخية والخرائط التاريخية، وشملت جولة المرشدين السياحيين في الأرشيف الوطني مكتبة الإمارات وهي من أبرز المكتبات المتخصصة بتاريخ وثقافة دولة الإمارات، ومنطقة الخليج، وتعدّ مرجعاً مهماً للباحثين لما تحتويه من المصادر والمراجع والكتب العامة بشكليها الورقي والإلكتروني.