الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز يبحثان سبل تعزيز العمل الأرشيفي خليجياً وعالمياً
بحثا تعزيز التعاون في مجال الأرشيف وبرنامج ذاكرة العالم لليونسكو
الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز يبحثان سبل تعزيز العمل الأرشيفي خليجياً وعالمياً
بحث الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ودارة الملك عبد العزيز سبل تطوير علاقات التعاون في مجال اختصاصهما، وناقش الجانبان ما أسفر عنه اجتماع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول الخليج العربية، وبحثا التنسيق في عدد من المجالات المتخصصة التي من شأنها تطوير وتكامل العمل الأرشيفي في دول مجلس التعاون الذي يعزز مكانته عالمياً.
جاء ذلك لدى استقبال سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني معالي الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز والوفد المرافق له بمقر الأرشيف الوطني في أبوظبي.
وقد رحب سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي بتعزيز التعاون القائم بين الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز، وأشاد باهتمام معالي أمين عام الدارة بالدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني على كافة الصعد، وأبدى استعداد الأرشيف الوطني للقيام بدوره المحوري في تلبية متطلبات المرحلة الجديدة، ومواكبة المستقبل، بالتكامل والتنسيق مع المراكز والمؤسسات الخليجية المماثلة وفي مقدمتها دارة الملك عبد العزيز.
وأعرب الدكتور الريسي عن شكره لمعالي الدكتور السماري على جهوده الواضحة في دعم تكامل وتضافر العمل الأرشيفي والتوثيقي؛ ما أسفر عن تحقيق مزيد من الإنجازات وتوحيد الرؤية لعمل أرشيفي منسق مؤكداً ضرورة التعاون الخليجي العربي في مجال الأرشيفات والمحافظة عليها.
هذا وقد ناقش الجانبان تشجيع الدراسات والبحوث؛ بتزويد الباحثين من كلا الطرفين بالمواد العلمية والتاريخية المطلوبة، وتبادل الإصدارات والنشرات العلمية، وإقامة المعارض والندوات المشتركة، وتبادل الخبرات بين الطرفين في مجال تأهيل وتدريب الكوادر الأرشيفية في كلا البلدين، وصيانة الوثائق التاريخية وترميمها، وفي المجالات التقنية والفنية، واعتبر الجانبان هذا الاجتماع أساساً لمذكرة تفاهم يتطلع الطرفان إلى توقيعها في شهر أكتوبر القادم في الرياض.
وناقش الجانبان سبل تعزيز العمل العربي والإقليمي في المجال الأرشيفي، والاستفادة من التجارب الخليجية المشتركة، ودعم الأرشيفات الناشئة حديثاً في دول مجلس التعاون، وتضافر التعاون بين أرشيفات دول مجلس التعاون لكي تتحقق لدول مجلس التعاون الريادة في هذا المجال.
وركز الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز أثناء لقائهما في أهمية التدريب وتبادل الخبرات بين الجانبين، ونقل التجارب الناجحة والمميزة في السعودية والإمارات إلى باقي دول المنطقة بناء على برنامج مشترك يسهّل وينظّم نقل هذه التجارب للنهوض بباقي الأرشيفات وبلوغ التميز ما يجعل من الأرشيفات الخليجية قوة مؤثرة تستطيع أن تبني شراكات أقوى مع دول العالم المتقدم.
واتفق الجانبان على أهمية ترجمة ونشر الوثائق التاريخية على قاعدة بيانات مستحدثة، وإتاحتها للباحثين، ما يدعم التوجه نحو الشفافية والإتاحة وتقديم المعلومات الموثقة والأمينة لجمهور المستفيدين المهتمين بتاريخ منطقة الخليج العربية، وربط الباحثين والمختصين بالأرشيفات الخليجية عبر توفير متطلباتهم وإتاحتها، وإنشاء قاعدة معلومات لدول الخليج العربية خاصة بالأرشفة والتوثيق تستمد قوتها من المرجعيات والخبرات المتوفرة كالجامعات والكفاءات البحثية المتخصصة.
وتناول اجتماع الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز أهمية الذاكرة الشفوية، والتجارب المميزة فيها، وما بلغه الأرشيف الوطني من تطور وتميز في هذا الجانب، وحثّ الاجتماع على أهمية الدورات التدريبية في مجال التاريخ الشفاهي، وتطرق إلى أهمية رقمنة الوسائط المتعددة، والعمل على التكامل المعرفي والرقمي، وتعزيز التعاون بين الأرشيفات الخليجية، وتكامل الجهود الأرشيفية التي تنطلق من التكامل التاريخي والجغرافي لدول مجلس التعاون؛ ما يعزز قوتها وحضورها بين المؤسسات العالمية.
وناقش الأرشيف الوطني ودارة الملك عبد العزيز لدى اجتماعهما ما أسفر عنه اجتماع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول الخليج العربية الذي عقد في قطر في شهر مايو الماضي.
واطلع معالي الدكتور السماري على الخطط الإستراتيجية للأرشيف الوطني، وأجندته الحافلة بالأنشطة، وعلى بعض الإنجازات العملية له والتي حققت نجاحاً مميزاً؛ كتنظيم الأرشيفات الحكومية، ودوره في تعزيز الولاء والانتماء وترسيخ الهوية الوطنية، والإصدارات المتخصصة باللغتين العربية والانجليزية، وأشاد معاليه بما بلغه الأرشيف الوطني من مهنية، وتطور تقني جعلته منارة للتوثيق والأرشفة في منطقة الخليج العربي تدعو إلى الفخر، وذلك بفضل التوجيهات والدعم اللامحدود لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني.
وقد ناقش الجانبان سبل التعاون مع برنامج ذاكرة العالم التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وأهمية إدراج وثائق البلدين المهمة في هذا البرنامج خصوصاً، وأنهما يملكان رصيداً هائلاً من الإنجازات التي تم توثيقها بالكلمة والصورة والصوت، ولا بد من إدراجها، و عرض هذه التجارب عالمياً.
هذا وقد اصطحب سعادة مدير عام الأرشيف الوطني معالي الدكتور فهد السماري ومرافقيه بجولة في مرافق الأرشيف الوطني وأقسامه، وقد أبدى الضيوف إعجابهم بما شاهدوه من إنجازات على جميع الصعد الإدارية والفنية.