الأرشيف الوطني و”التربية والتعليم” يعتمدان “التسامح” شعاراً لجائزة المؤرخ الشاب
انسجاماُ مع استراتيجية القيادة الحكيمة، وتعزيز قيمة التسامح لدى الطلبة
الأرشيف الوطني و"التربية والتعليم" يعتمدان "التسامح" شعاراً لجائزة المؤرخ الشاب
تماشياً مع استراتيجية القيادة الحكيمة في الدولة بإعلان عام 2019 عاماً للتسامح؛ فقد اعتمد الأرشيف الوطني "التسامح" شعاراً للدورة العاشرة من جائزة "المؤرخ الشاب" للعام الدراسي الحالي 2018-2019، وقد دعت الجائزة التي ينظمها الأرشيف الوطني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم إلى لقاءات تعريفية عن الجائزة في دورتها الجديدة في يناير الجاري.
ويهدف الأرشيف الوطني من جائزة "المؤرخ الشاب" في دورتها العاشرة إلى تعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة، وترسيخ الهوية الوطنية لدى الطلبة، وتعزيز الوعي التاريخي لديهم، وحثهم على التفكير والتعبير والابتكار في مجال البحث العلمي التاريخي، وتشجيعهم على الاهتمام بتراث وتاريخ الإمارات العريق الذي يدعو للفخر، والبحث في تاريخ الإنسانية بشكل عام.
وقد اختار الأرشيف الوطني للدورة العاشرة من جائزة "المؤرخ الشاب" شعار التسامح، انسجاماً مع استراتيجية القيادة الحكيمة في الدولة بإعلان عام 2019 عاماً للتسامح، وانطلاقاً من اهتمامه بالتسامح كقيمة أخلاقية سامية لها أهميتها الكبيرة في ثقافة المجتمع، أرسى دعائمها المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان في المجتمع الإماراتي، ليجعل من الإمارات واحة التسامح، ونموذجاً مثالياً في تطبيق قيم التسامح والتعايش السلمي، وانطلاقاً من دور الأرشيف الوطني واهتمامه في تعزيز هذه القيمة الأخلاقية لدى أجيال الطلبة.
وتنطلق أهمية هذا الشعار من كون دولة الإمارات العربية المتحدة قد غدت في ظل قيادتنا الحكيمة مثالاً ملهماً للتسامح والتعايش، وهي تحتضن أكثر من مئتي جنسية يتعايشون فيما بينهم بسلام، مطبّقين المعنى الحقيقي للتسامح وهو التعامل الإيجابي مع الآخرين ودعم القدرة على التعايش السلمي، ولذلك فإن الأرشيف الوطني يركز في غرس هذه القيمة الأخلاقية السامية في نفوس أجيال الطلبة وهم على مقاعد الدراسة.
ويهتم الأرشيف الوطني بجائزة المؤرخ الشاب كونه قد أخذ على عاتقه الإسهام الحقيقي في المحافظة على تاريخ الإمارات وتراثها، ومن هذا المنطلق فقد كان حريصاً على تثقيف الطلاب وحثهم على الإلمام بتاريخ وطنهم وتراثه، والحفاظ على الهوية الوطنية، وهذه مسؤولية كبرى يؤديها في إطار شراكته في التنشئة الوطنية للأجيال.
هذا وتهدف جائزة المؤرخ الشاب إلى تعزيز الانتماء والولاء والهوية الوطنية، وتشجع البحث والدراسة في تاريخ الإمارات، وتتطلع إلى جعل الطلبة شركاء في حفظ تاريخ الدولة وحماية تراثها وإتاحته؛ فذاكرة الوطن أمانة في أعناق الأجيال؛ لذا يقوم الأرشيف الوطني بتشجيع الطلبة على الاهتمام بهذه الذاكرة التي تدعو للفخر بتاريخ الآباء والأجداد، وتنمي لديهم الوعي بتاريخهم وتراثهم وإنجازات وطنهم وحضارته، ويوجه أيضاً اهتمام الطلبة إلى مدرسة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي تعدّ مصدر إلهام متجدد لمسيرة الوطن؛ إذ ترك – رحمه الله- تراثاً إنسانياً رائعاً في الانفتاح والتسامح والدعوة إلى الحوار بين الشعوب ونبذ التعصب والعنف.
ويدعو الأرشيف الوطني الطلبة شباب المستقبل المشاركة في مسابقة المؤرخ الشاب، للفائدة العلمية التي سيحصلون عليه من هذه التجربة في البحث العلمي في تاريخ الوطن وسير قادته العظام، ويحثّ ذويهم وإدارات مدارسهم على تشجيعهم على ذلك.
ويذكر أن الدورة العاشرة من جائزة المؤرخ الشاب الموجهة إلى الحلقتين الدراسيتين الثانية والثالثة في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة- قد حددت مواضيعها بعام التسامح، ومئوية الشيخ زايد، وشهداء الواجب، ودور المرأة الإماراتية، ودراسة الأنساب والقبائل والشخصيات، والروايات الشفهية، والأشعار والفنون الشعبية، والأمثال والذكريات، والمراسلات والمهن والحرف اليدوية، والمواقع التاريخية والأثرية والعمارة التقليدية، والحياة البحرية، والمداواة بالطب الشعبي، وحضارات دولة الإمارات، ومرور نصف قرن على قيام دولة الإمارات.
ووضعت لجنة جائزة المؤرخ الشاب شروط قبول الأعمال الكتابية للبحوث والمقابلات الشفاهية، وآلية المشاركة، وشروط قبول الأعمال المقدمة للجائزة، والمكافآت المالية المجزية، كما حددت معايير الجائزة بأن يكون الموضوع المطروح مميزاً، يمتاز بسلاسته وأسلوبه وبتنوع مصادره وتوثيقها، وتكون خطة العمل واضحة، وأن تكون الوقائع التاريخية المدرجة في البحث دقيقة، وأن تلتزم المدرسة بالجدول الزمني في تقديم بحوث طلابها للجنة الجائزة.
وحددت لجنة الجائزة أيضاً سير عمل الدورة العاشرة لجائزة المؤرخ الشاب، فجعلت الإعلان عنها في يناير 2019، واستلام الأعمال في أواخر مارس، والتحكيم والتكريم في شهر أبريل.
الجدير بالذكر أن فئات جائزة المؤرخ الشاب التي أطلقها الأرشيف الوطني في عام 2009 تتمثل في التاريخ الشفاهي، ويطلب في هذه الفئة تدوين التاريخ الشفهي، ودراسات حول الأنساب والشخصيات في دولة الإمارات، والتاريخ الجغرافي، ويُوجب إنجاز بحوث في التاريخ والجغرافيا؛ كالبحث في المعالم التاريخية والشخصيات والمواقع الأثرية في دولة الإمارات، والتاريخ الاقتصادي، ويراد به البحوث والمقابلات في المهن والحرف اليدوية والصناعات التقليدية في دولة الإمارات، والتاريخ الاجتماعي، وهو بحوث في إطار الحياة الاجتماعية في دولة الإمارات قديماً وحديثاً.