الأرشيف الوطني الإماراتي يطلق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي بالتعاون مع الأرشيف البريطاني<
مبادرة إماراتية تفتح الأفق أمام البحث في تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج
الأرشيف الوطني الإماراتي يطلق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي بالتعاون مع الأرشيف البريطاني.
أطلق الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي، والذي يوفر مصدراً مهماً للبحوث الأكاديمية ثرياً بالوثائق ذات القيمة التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا المشروع مشترك بين الأرشيف الوطني الإماراتي والأرشيف الوطني للمملكة المتحدة أحد أعرق الأرشيفات لإنشاء المورد الإلكتروني الرائد للمعلومات التاريخية.
ويستهدف مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي رقمنة وفهرسة نصف مليون وثيقة عالية الجودة من الوثائق الخاصة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من مجموعة الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة، ونشرها عبر بوابة إلكترونية سهلة الاستخدام، وقابلة للبحث والعرض باللغتين العربية والإنجليزية.
ويؤدي الأرشيف الرقمي للخليج العربي دوراً مهماً في توثيق تاريخ الدولة وإتاحة هذه الوثائق لمتخذي القرار، والباحثين والأكاديميين، مستنداً إلى أهم الوثائق التي سجلت حقباً مختلفة من تاريخ المنطقة، ومن المتوقع أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في توفير أرشيف المنطقة إلكترونياً، الأمر الذي يحقق للإمارات الريادة في توفير المعلومة التاريخية للباحثين والمهتمين بكبسة زر، ويتميّز هذا الموقع بشموليته نظراً لثراء مقتنيات الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة.
ويعد الأرشيف الرقمي للخليج العربي خطوة مهمة لإتاحة وثائق المنطقة على الإنترنت عبر بوابة رقمية تتيح في المرحلة الأولى من المشروع، نصف مليون وثيقة وصورة للباحثين والمهتمين على الشبكة الإلكترونية، ويوثق هذا الأرشيف مراحل مهمة من تاريخ الإمارات والمنطقة.
هذا وقد تم تنفيذ عمليات المسح الضوئي للوثائق، وتطوير الفهارس الوصفية، وترجمتها إلى اللغة العربية وتطوير البوابة الإلكترونية، وقد قام الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة بعمليات الرقمنة والفهرسة، وقام الأرشيف الوطني الإماراتي بعمليات تدقيق الترجمة وعلى المحتوى بشكل عام، ويعزز هذا المشروع التعاون البناء بين الأرشيفين الوطنيين في البلدين الصديقين، وقد تم توقيع الاتفاق على إنشاء هذا المشروع في عام زايد، ويتزامن إطلاقه مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعام التسامح.
ويفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة في توثيق أعمال زايد ومنجزاته، خاصة في الفترات الأولى لتوليه مهام إدارة منطقة العين في 1946، حيث تجلت عبقريته في إدارة الموارد، وقد عمل مع الحكومة البريطانية عن كثب في إدارة المنطقة، واستمر ذلك بعد توليه حكم إمارة أبوظبي في العام 1966، ويؤرخ الأرشيف الرقمي للخليج العربي أيضاً لعبقرية زايد وجهوده مع إخوانه حكام الإمارات في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولما كان الإرث الإنساني مستقى من كنوز التاريخ التي تمثل دروساً مهمة للأجيال المتعاقبة فإن أهمية مقتنيات هذا الأرشيف الرقمي ليس لها حدود، لكل من يهتم بتاريخ المنطقة عامة وتاريخ الإمارات بشكل خاص، من باحثين وأكاديميين وغيرهم.
ويسهم مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي في بلورة الفكر البحثي في منطقة الخليج؛ إذ يعدّ رافداً من روافد المعلومات الموثقة الفريدة من نوعها في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بالتاريخ.
ستتاح هذه الوثائق للتحميل مع صور من الوثائق الأصلية التي تستهدفها المرحلة الأولى، والتي تقدر بخمسمئة ألف صورة من الفئات المؤهلة في سجلات الأرشيف الوطني في إنجلترا وويلز، ومن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم صور من سجلات المؤسسات الأرشيفية الأخرى، ومما يعزز هذا الموقع مقتنيات الأرشيف البريطاني المتعقلة بالمنطقة والتي توثق تاريخ الإمارات والمنطقة منذ حوالي 200 سنة، ومن شأن المشروع أن يتيح للعالم التعرف إلى تاريخ الإمارات والمنطقة.